طالب البروفيسور الأمريكي إدوارد لينش رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة هولينز بولاية فيرجينيا إدارة ترامب بضرورة عدم ترك قطر بمفردها في مواجهة إيران، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوسع الإقليمي لطهران.
وإلى فقرات من النص الأصلي
العديد من دول الخليج قلصت علاقاتها مع قطر، لأسباب ظاهرية تتمثل في الانتقام من دعم الدوحة لجماعات إرهابية مثل الإخوان المسلمين.
وبالنسبة لمعظم الأمريكيين، فإن أي تعاون مع الإرهابيين ليس أخلاقيا وخطيرا، وهكذا يساند معظمهم خطوات السعودية ودول أخرى في نبذ الدولة النفطية الثرية.
لكن مثل هذا التسرع في الحكم لا يضع في الحسبان حقائق إستراتيجية يجب مواجهتها.
تمتلك قطر تعدادا سكانيا 2.2 مليون نسمة، ومساحة أرض تماثل ولاية كونيكتيكت، وقوة عسكرية صغيرة، ويفصلها 100 ميل من إيران، عدو الدول المنتجة للنفط في المنطقة، ولديها 83 مليون نسمة، ومساحة أرض تعادل ألاسكا، وأحد أقوى الجيوش في العالم.
وعلى المستوى الجيوغرافي، ربما تكون قطر أضعف دول الخليج وتبدو كثمرة فاكهة ناضجة.
وفي العقد الماضي، راقبت القيادة القطرية إدارة أوباما وهي تهجر العراق، مما أدى إلى صعود داعش، ثم توقيع اتفاق نووي مع إيران.
شأنها شأن باقي دول المنطقة، راقبت الأمريكيين وهم يطلقون سراح مليارات الدولارات تخص النظام الإيراني بدون قيود، وانتهاك طهران شروط الاتفاق النووي دون عقوبات.
وأثناء رحلة لتقصي الحقائق إلى عُمان بعد اكتمال الاتفاق النووي، علمت أن الأسطول الخامس الأمريكي كان ينقل عمليات إعادة التمويل والإمدادات من الإمارات إلى عمان لتقليص دخول سفن الأسطول إلى الخليج العربي.
وأعطى ذلك انطباعا بالتخلي الأمريكي عن الخليج.
ورغم أن الولايات المتحدة تحتفظ بتواجدها في قاعدة العديد الجوية، لكن عزلة قطر ستجعل عملية إمداد ودعم القاعدة الأمريكية أكثر تكلفة.
انتخاب ترامب لا يقدم أي اطمئنان في هذا الصدد بل أن برنامج ترامب يتضمن انسحابا أكبر للولايات المتحدة من التزاماتها بالخارج.
ومع تشكيك الرئيس الأمريكي في جدوى حلف الأطلسي، فإن ترتيبات الدفاع الثنائية مع الدول الخليجية بشكل خاص تبدو هشة، بالإضافة إلى عدم نبذ ترامب للاتفاق النووي مع إيران ناكسا وعود سابقة.
باختصار، فإن القيادات القطرية شبه متيقنة من أنها ليس أمامها طريق إلا محاولة أن تبدو متعاونة بقدر الإمكان مع قادة إيران.
وعلى صعيد آخر، فإن السياسة الخارجية لسلطنة عمان تتسم بأنها "صديقة للجميع ولا تعادي أحدا".وتفسر ذلك بأنها غير قادرة على الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم خطير، ولا تستطيع أن تعول على أي طرف يهرع لمساعدتها.
قطر أكثر عرضة للخطر من عمان لأنها أصغر مساحة وأقل في عدد السكان، وأكثر ثروة ، وفي "الجانب الخاطئ" من مضيق هرمز.
وتحت هذه الظروف، فإن تكيف قطر مع النظام الإيراني عبر دعم زبائنه تمثل بالنسبة للدوحة إستراتيجية قاسية لكنها ضرورية لبقائها.
ونظرا للطبيعة الهشة لقطر، فإن العزلة الدبلوماسية لا يرجح أن تغير السياسة القطرية.
بيد أن التواجد الأمريكي في المنطقة سوف يغير كل شي ء، ويسمح لقطر بقطع دعمها للجماعات الإرهابية.
وأثناء زيارته الأخيرة للسعودية مهد ترامب الطريق لإعادة التواجد الأمريكي من خلال إلقاء الضوء على شراكة مناهضة لإيران تتضمن كلا من السعوديين والإسرائليين.
ينبغي استثمار نتاج الزيارة من خلال زيارات أخرى من مسؤولين أمريكيين بارزين، والتزام واضح بقاعدة العديد، والتفاوض مع اتفاقات دفاع مشترك مع أي دولة بالمنطقة تدرك التهديد الإيراني.
دعم التواجد الأمريكي بالخليج سوف يجعل العالم يعرف أن الولايات المتحدة لن تترك أي دولة في مواجهة طهران بمفردها.
نظرا لتقلبات المصالح الأمريكية، حتى في أكثر المناطق أهمية في العالم، فإن إعادة طمأنة دولة مثل قطر لن يكون سهلا.
يجب على ترامب توضيح أن الولايات المتحدة ستظل شريكا خليجيا يقظا، إلى أن يتغير النظام في إيران بما يجعل تلك اليقظة غير ضرورية.
رابط النص الأصلي