15 يوما على أزمة قطع العلاقات مع قطر، ولازالت معارك الصحف مشتعلة، والهوة بين دول الخليج تزداد.
الصحف الخليجية، خصوصا السعودية، مستمرة في الهجوم على الدوحة، ومحاولة كشف ما اعتبرته "دلائل على دعم قطر للإرهاب".
الصحف القطرية من جانبها حاولت التأكيد على عدم تأثرها بالأمر، وإبراز تصريحات بعض القادة العرب الذين أكدوا أن الأزمة في طريقها للحل.
السعودية.. هجوم مستمر
صحيفة عكاظ قالت في تقرير لها بعنوان: "هيئةِ العلماءِ المسلمين تستنكر تطاول الإعلام القطري على علماء الأمة"، إن الهيئة العالمية للعلماء المسلمين استنكرت ما أسمته بـ "الجرأة" التي أقدمت عليها وسائل الإعلام القطري بإساءاتها إلى أعراض كبار علماء الأمة
وأضافت الصحيفة أن بيان الهيئة بشأن "التطاول على علماء الأمة، واتهامهم بالأوصاف المنافية للإيمان، يعبر بوضوح عن تأثر الحاضن بفكر المحضون".
وتحت عنوان "قطر.. مهوى أفئدة المارقين"، قالت الصحيفة إن "المؤامرات القطرية التي تكشفت في الأيام الماضية تقلب الشبهات إلى حقائق دامغة، وأدلة مدوية تدين الدوحة وتؤكد تورطها".
ونقلت الصحيفة عن وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد القول إن " قطر تعمل في الخفاء وتتلون يومًا بعد يوم".
صحيفة الرياض نشرت تقريرًا بعنوان "قطر تندفع نحو إيران.. وتغازل موسكو بقبول الأسد"، قالت فيه إن "قطر وإيران اختاروا بعد القطيعة الخليجية، التحول بالعلاقة بينهما من السر إلى المجاهرة، فمنذ اندلاع الأزمة الخليجية، فتحت إيران أجوائها للطائرات القطرية، وزودت الدوحة بالفواكه والخضروات، كما عرضت صناعاتها الغذائية وغيرها لتلبية احتياجات البلد المجاور عند الطلب الأمر الذي رحبت به قطر".
وأضافت الصحيفة: "على الرغم من تمسّك قناة الجزيرة بالحملة الدعائية التحريضية ضد إيران لاستجرار مشاعر الشارع العربي إلى جانب قطر، أخذ الموقف القطري يتبدّل في الأيام الأخيرة باتجاه التقارب مع إيران والتخندق إلى جانبها بدلاً من معالجة أسباب الصدع مع الأشقاء العرب".
وتحت عنوان "الرياضة القطرية أرض خصبة لتصدير قادة الإرهاب" قالت الصحيفة، إن "البيان المشترك للسعودية والإمارات والبحرين ومصر كشف الأسبوع الماضي عن قائمة الكيانات الإرهابية والأشخاص الإرهابيين والمتهمين بدعم الإرهاب، وكان الشخص الـ11 في القائمة الإرهابية هو القطري عبدالرحمن بن عمير النعيمي".
وأضافت: "لم تكن هذه المرة الأولى فقد سبق في عام 2013 أن أدرجته الولايات المتحدة الأميركية على لوائح العقوبات الأميركية بتهمة دعمه للإرهاب، فيما أدرجته الأمم المتحدة عام 2014 على قائمة الإرهاب بتهمة دعم وتمويل المنظمات والجماعات الإرهابية".
تصعيد إماراتي
وفي الإمارات، استمرت موجة الهجوم، لكن بنبرة أعلى هذه المرة، فنقلت صحيفة الاتحاد عن وزير الخارجية القطري أنور قرقاش القول إن "عزل قطر قد يستمر لسنوات" مضيفًا: "نراهن على الوقت، لا نريد التصعيد، نريد عزلها".
صحيفة الاتحاد قالت في تقرير لها بعنوان "الإمارات: الإجماع الدولي يؤكد صحة توجهنا"، إن "الدعم القطري للجماعات الإرهابية يمتد عبر القارات".
ونقلت الصحيفة بيان الهيئة العالمية للعلماء المسلمين والذي تستنكر فيه "تطاول الإعلام القطري"، مضيفا: "الآلية الإعلامية المسخرة لخدمة التطرف، تتولد عنها مثل هذه النماذج في تيه انسلاخها من أدب الإسلام في حفظ الدين واللسان".
وفي البحرين خفضت الصحف مرة آخرى من وتيرة هجومها، واكتفت بنقل الأخبار عن باقي الدول المشاركة في مقاطعة قطر.
الصحف القطرية
وفي قطر، قللت الصحف من وتيرة الهجوم على الصحف الخليجية، محاولة إبراز تصريحات بعد القادة العرب، والذين أكدوا قرب نهاية الخلاف.
ونقلت صحيفة الشرق القطرية عن أمير الكويت القول إنه يتطلع لحل الخلافات الخليجية المؤسفة بالحوار خلال رمضان.
وأضاف أمير الكويت أن "ما يجمع دول مجلس التعاون وشعوبها من روابط تاريخية راسخة وعلاقات أسرية حميمة ومصير واحد ومصالح مشتركة تحتم علينا العمل وبكل الجهد للحفاظ على هذا الكيان الخليجي ليبقى متماسكا ومحققا لآمال وتطلعات أبنائه".
كما نقل موقع الجزيرة عن وزير خارجية عمان يوسف بن علوي القول إن "الأزمة الخليجية ستُحل قريبا".
وأكد أن "سلطنة عمان لديها الثقة بأن الأشقاء في مجلس التعاون لديهم الرغبة في تجاوز هذه الأزمة وتفعيل منظومة مجلس التعاون بما يحقق الأهداف ويخدم المصالح المشتركة ويحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها".
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن قرار السعودية والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر إجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وإدعاءات لا أساس لها من الصحة.
واعتبرت أن هذه الإجراءات "لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين"، مؤكدة أن "قطر ستسعى لإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين".
وأشارت الوزارة إلى أن "دولة قطر تعرضت إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة، ما يدل على نوايا مبيته للإضرار بالدولة، علما بأن دولة قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف".
ولفتت إلى أن "من الواضح أن الحملة الإعلامية فشلت في اقناع الرأي العام في المنطقة وفي دول الخليج بشكل خاص وهذا ما يفسر التصعيد المتواصل"، مؤكدة أن "اختلاق أسباب لاتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة في مجلس التعاون لهو دليل ساطع على عدم وجود مبررات شرعية لهذه الإجراءات التي اتخذت بالتنسيق مع مصر والهدف منها واضح وهو فرض الوصاية على الدولة وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا".