قال موقع ميدل إيست آي البريطاني إن ترقية الأمير محمد بن سلمان إلى منصب ولي العهد السعودي بدلا من محمد بن نايف يمثل ضغطا على التحالف بين تركيا وقطر.
وأضاف: سوف يتعين على أنقرة أن تتسم بالفطنة في قرار الانحياز لأي من أطراف الصراع في منطقة أعادت تركيا ارتباطها بها أثناء الأعوام الخمسة عشر الماضية".
وأردف: “حاولت تركيا خطب ود محمد بن سلمان لفترة من الوقت، لكن توقيت تعيينه وليا للعهد يأتي في ظل أخطر الأزمات العربية على مدى عقود".
واتخذت العديد من الدول بقيادة السعودية قرارا جماعيا بمقاطعة قطر، واتهمتها بدعم الجماعات الإرهابية.
ويعني ذلك، وفقا للتقرير، أن تركيا تواجه موقفا شديد الحساسية يستدعي توازنا دقيقا إذا أرادت الاحتفاظ بالعلاقات الودية مع أكثر القوى المهيمنة والمؤثرة بالمنطقة بحسب مراقبين للعلاقات التركية الخليجية.
وفي نفس الوقت، لا يرى المحللون أن العلاقات الوثيقة التي تربط تركيا بالأمير المهمش حاليا محمد بن نايف تمثل عقبة أمام مستقبل العلاقات بين الرياض وأنقرة.
ونقل ميدل إيست آي عن مصدر قريب الصلة بالحكومة التركية قوله: “تعيين محمد بن سلمان لا يعني فترة سيئة للروابط التركية السعودية، لكن أنقرة سيتعين عليها تقديم بعض التنازلات المؤلمة، لا سيما فيما يتعلق بموقفها المؤيد لقطر".
وبحسب المصدر، فإن الحكومة التركية اتبعت في البداية سياسة تتسم بالتوازن في الخليج حيال مقاطعة قطر.
واستدرك: "لكن تجاهل الرئيس رجب طيب أردوغان النصيحة التي عرضت عليه في أنقرة، واستمع إلى الإعلام ، وساند قطر علانية، وينبغي معالجة ذلك بشكل عاجل الآن ".
ولفت التقرير إلى أن كلا من الدوحة وأنقرة دعمتا الحركات الإسلامية التي صعدت إلى الواجهة أثناء ثورات الربيع العربي عام 2011.
وبالنسبة لأنقرة، فإن حماس والإخوان المسلمين تمثلان حكومتين منتخبتين بشكل شرعي وتتعرضان لممارسات غير ديمقراطية.
بيد أن السعودية تنظر إلى الحركتين باعتبارهما تهديدا وجوديا.
محمد زاهد جول الصحفي المتخصص في العلاقات السعودية التركية قال إن أنقرة ستحتاج تعديل مواقفها إذا أردات الحفاظ على علاقات جدية مع المملكة.
وفسر ذلك قائلا: “في اجتماع خاص مع قلة من الصحفيين في الرياض قبل شهور، أوضح محمد بن سلمان أن قلقه الأكبر يتمثل في الإسلام السياسي والإخوان المسلمين والمؤيدين لهم".
ومضى يقول: “الحكومة التركية ستحتاج إلى إدراك تلك الحساسية إذا أرادت البقاء في الدفاتر الجيدة لمحمد بن سلمان".
زكريا كورسون، أستاذ قسم التاريخ بجامعة السلطان محمد الفاتح بإسطنبول قال: “تركيا أوضحت أن علاقاتها مع السعودية وقطر شأنان منفصلان، ولن تسمح لواحدة بالتأثير على الأخرى".
وواصل: “لا أعتقد أن تركيا سوف تسحب تأييدها لقطر بعد أن أصبح سلمان وليا للعهد".
واستدرك كورسون: “بالطبع بن سلمان مؤدلج جدا والآن أصبح وليا للعهد وسيحاول التصرف كملك ويدفع للمضي قدما لأيديولوجيته، لكن على المدى الطويل سيعرف الفارق بين امتلاك السلطة والسعي لها، إذ يتعين عليه الانتقال من التفكير التكتيكي إلى الإستراتيجي وتقليل الاعتماد على أيديولوجته".
ودخلت أنقرة والرياض فترة من العلاقات المتوترة بعد عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي بدعم سعودي عام 2013.
ويعتقد أن محمد بن نايف صاحب الدور في تخفيف التوتر بين البلدين في أعقاب صعود الملك سلمان إلى العرش.
لكن جول لا يعتقد أن العلاقات التركية الوطيدة مع محمد بن نايف المهمش حاليا سوف تؤثر سلبا على مستقبل العلاقات مع السعودية.
وأوضح أن بن نايف كان الرجل المسؤول عن القيام بالأدوار الخارجية ليس فقط مع تركيا ولكن مع الجميع، ولا يعني ذلك أن أنقرة كانت تفضله على محمد بن سلمان.
وذكر مصدر مقرب من الحكومة التركية: “على مدى الشهور الثمانية عشر الماضية، قدمت الرئاسة التركية دعوات عديدة لمحمد بن سلمان لزيارة أنقرة لكنه لم يلبي أيا منها".
رابط النص الأصلي