حوار| أحمد طنطاوي: هذه أسباب التراجع عن الاستقالات الجماعية بعد «تيران وصنافير»

النائب أحمد الطنطاوي أثناء مناقشة تيران وصنافير في البرلمان

اتهم النائب أحمد طنطاوي عضو تحالف 25-30 البرلماني المعارض، رئيس مجلس النواب علي عبدالعال بالانحياز في تمرير اتفاقية "تيران وصنافير".

 

وقال إن الأغلبية من "دعم مصر" تتربص بالمعارضة وتنوي التصعيد ضدها، كاشفا خلال حوار مع "مصر العربية" عن كافة الكواليس المتعلقة باستقالة نواب التحالف وآخر التطورات من داخل الفريق المعارض للتنازل عن الجزيرتين ..إلى نص الحوار

 

كيف ترى إدارة البرلمان لإتفاقية بحجم وأهمية "تيران وصنافير"؟

صراحةَ.. رئيس البرلمان علي عبدالعال أدار الجلسات بشكل منحاز ولم يف بتعهداته بإحضار الخبراء من الجانبين، وكان قد أقسم لنا أمام شهود أن الاتفاقية ستأخذ كامل وقتها وستشهد حضور أكبر كم ممكن من المتخصصين من الجانبين وسيتم عرضها بمنتتهي الحياد، وهو طبعا ما لم يحدث.

 

واللجنة التشريعية التي فشلت علي مدار 3 أشهر أن تقدم تقريرا بإسقاط العضوية عن نائب تنفيذا لصحيح الدستور ولأحكام محكمة النقض، هي نفسها من أسقطت الجنسية عن جزيرتين في 3 أيام، تسريع الإجراءات بهذا الشكل شئ يدعو للدهشة.

 

وألفت النظر إلى أن كل الأطراف متضررة من هذه الإتفاقية، بما فيها مصر والسعودية، والمستفيد الوحيد هو أعداء الدولتين وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني، وألفت أيضا إلى فساد المنطق في مناقشة هذه الإتفاقية منذ البدايات، فالسعودية هي من عليها عبء الإثبات وتحمل مشقة إقناعنا بملكيتها للجزر ودورنا أن نفند ذلك ونرد عليه، وما حدث تماما هو أن المدعي عليه هو من قام بإثبات صحة الواقعة بدلا من المدعي.

 

وأكرر دعوة التحدي لأي اسم أو شخصية عامة أو مسئول ووزير، أنا على استعداد أن أدخل في مناظرة علنية أمام الناس ووسائل الإعلام أمام أي مؤيد للجزيرتين، وواثق أني سأسحقهم بالحجة والمنطق وصحيح التاريخ والجغرافيا.

 

هل تشعر بأن الأغلبية البرلمانية "دعم مصر" تتربص بكم وتتصيد الأخطاء للمعارضة؟

بالطبع هناك حالة تربص بالمعارضة ظهرت في حديث الأغلبية ومثبوت ذلك بالصوت والصورة، وما نعجب له مطالبة رئيس الأغلبية "محمد السويدي" الذي طالب بتطبيق اللائحة علينا ، ونحن أيضا نطالب بتطبيق اللائحة عليهم، وآخر جلسات البرلمان التي أقرت فيها الموازنة وإلغاء الإشراف القضائي حضرها 30 نائبا فقط في تجاوز قانوني ودستوري ولائحي واضح، و"دعم مصر" يحاولون صرف الأنظار عن القضية الأساسية.

 

والمؤشرات كلها تقول أنهم ناويين التصعيد ضدنا، وأنا شخصيا مستعد لتحمل الضريبة وكل مانطلبه هو الحد الأدني من شرف الخصومة، وإن كان هناك نية لاستهدافنا فلا تمتد إلي القريبين منا، وألا يتم التنكيل بشباب من دوائرنا وكل محافظات الجمهورية، وتكون كل جريمتهم هي التمسك بمصرية أراضيهم .

 

لماذا لم يقدم نواب التحالف استقالاتهم حتى الآن اعتراضا على تمرير الاتفاقية؟

نتفهم جيدا دوافع من يتهمون نواب التكتل بالخيانة، لكن هل هم أنفسهم مدركين لما نعانيه، نحن لسنا في نزهة، وعضوية المجلس بالنسبة لنا مغرم وليست مغنم، و لسنا في ترف ولا نستمتع داخل البرلمان لكي نتشبث بالعضوية، وأنا شخصيا متضرر من العضوية ماليا ونفسيا، و أريد التذكير بأن المطالبات بالاستقالة بدأت من أول لحظات دخولنا البرلمان، وأنا أقدر تماما وأتفهم موقف اللذين يطالبوننا بذلك بدافع وطني، ولكن لو كنا انسحبنا من اللحظة الأولى لما تمكننا من فضح الكثير من التجاوزات والممارسات الخاطئة.

 

 

نحن نريد أن نضع أمام من يطالبوننا طوال الوقت بالانسحاب مجموعة من الحقائق، أولا قبل بداية الأزمة اجتمع التكتل بجميع أعضاءه وعددهم 16 عضوا، وهو عكس الفكرة الشائعة أن أعضاء التحالف 120 نائبا أو كتلة حرجة مؤثرة ستثير ضجة حال قدمت استقالتها، ووضعنا خلال جلساتنا سيناريوهات مختلفة وكان أسوأها ما جري من تمرير الاتفاقية ، وأتفقنا حينها أنه لو وصلت الأمور لهذا الحد لن يكون أمامنا سوي الاستقالة، وأن القرار هايكون جماعي، والترجمة العملية لهذا الأمر أن الجميع قام بتوقيع استقالات وتركت "أمانة" لدى أحد الأعضاء ليقدمها نيابة عن الجميع حال حسمنا موقفنا بذلك.

 

ومع توالي التطورات وتصاعد الموقف بشكل متسارع، جري التالي: تشاورنا مع عدد كبير من السياسيين وكبار الكتاب من ناحية، وتحدثنا مع الناخبين والأهالي المسئولين عن وجودنا في هذا المكان، فهناك 60 ألف صوت انتخابي أوصلني إلي هنا.

 

والحالة التي تم مناقشة الاتفاقية بها جعل الناس عندها اتجاهات حادة، هناك من يخوننا لو لم نتقدم بها، وهناك فريق آخر يطالبنا بالبقاء والمقاومة وهم أغلبية ترى أنه لا يحق لنا أن ننفرد بالقرار بهذا الشكل وأنه علينا البقاء والمقاومة ومواصلة الكشف عما يحدث، والمعارضة في العالم كله تخوض معارك وتحاول أن تدفع بالتغيير وتصلح من الداخل.

 

وقد حدث متغيرين تسببوا في عدم تقدمنا بالاستقالة: هناك نواب ضغطوا علينا وقالوا أننا لم نستخدم كل أدواتنا البرلمانية، واقترحوا تقديم طلب إلي رئيس الجمهورية، وتجاوبنا مع ذلك ورفعنا خطاب حاولنا فيه البحث عن القواسم المشتركة بين أكبر عدد من الأطراف.

 

المستجد الثاني قرار المحكمة الدستورية وأصوات بدأت تتعالى في المجلس من عدد كبير من النواب لتشكيل ائتلاف واسع يحاول تصحيح المسار ويناطح الأغلبية العددية في كل شئ مستقبلا، وقلنا أنه ربما خسرنا قضية كبرى ولكنها قد تكون فرصة لولادة كيان مقاوم جديد يصحح مسار المجلس.

 

وأقول لهم في النهاية كان ممكن أن نرفض بهدوء وكان ممكن أن نكون أقل شراسة، ولكن فعلنا ما يتوجب علينا دون أن نتفضل بذلك أو نزايد به، ونعتبره إعتذار نقدمه للناس أننا لم نستطيع أن نصل إلي ماتتمنوه، وأؤكد أيضا علي أن هذا ليس معناه أننا حسمنا أن البقاء أو الاستقالة هو الأصح حاليا .

 

ما رأيك في أداء تحالف 25-30 عموما وخلال الأزمة الأخيرة خصوصا؟

بخصوص التحالف عموما استحلف الناس بالله، هل أدائنا منذ بداية أعمال المجلس ينم عن تمسك بكراسي أو حرص على مقاعد؟، فأنا شخصيا تم تحويلي إلي التحقيق مرات ومرات، وباقي نواب التحالف دفعوا أثمان كثيرة، وأفضل ما يميزنا أننا لانجري الكثير من الحسابات ولا نرتكن كثيرا إلي حساب خطواتنا بدقة، فنحن صدقا لم نضع نسب لنجاحنا أو فشلنا في التصدي لاتفاقية "تيران وصنافير".

 

 

نواب التحالف يتخذون مواقفهم بتلقائية وفقا لضمائرهم، وربما لو قمنا بالحسابات الدقيقة لتعثرنا بالإحباط، ولكن علينا القتال في أجواء صعبة وظالمة من أجل عرض بدائل أخري وتنبيه الشعب.

ما رأيك في أداء البرلمان ونوابه عموما؟

أداء البرلمان إجمالا مخيب للآمال وليس علي المستوي الذي يرضي طموح الناخبين اللذين لجئوا للبرلمان وقاموا بانتخاب ممثليهم، والمسئول الأول عن ذلك رئيس المجلس علي عبدالعال المسئول عن ضبط عمل المجلس وفقا لصحيح الدستور ولائحة المجلس، والمسئولية تقع علي الأغلبية العددية، وجلسات البرلمان لو كانت تذاع علي الهواء مباشرة لأدرك الناس حجم المعاناة التي نعانيها كتكتل معارض، ولاستطاعوا رصد وتقييم أداء نوابهم جيدا .

مقالات متعلقة