4 سنوات على 30 يونيو.. أزمات هزت شعبية السيسي

صورة ارشيفية من انتخابات الرئاسة 2014

في مثل هذه الأيام منذ 4 أعوام كانت الأنظار تلتف حول الرئيس عبد الفتاح السيسي، حينما كان فريق أول بالقوات المسلحة، علق عليه الكثير من المصريين الآمال بإخراج البلاد من ظلمات الفقر والبطالة وغلاء المعيشة إلى الأمن والرخاء، ووصفه البعض بـ "المنقذ" الذي خلصهم من حكم جماعة الإخوان المسلمين بعد أحداث 30 يونيو 2013.

 

اعتلى السيسي الحكم في يونيو 2014 بنسبة تصويت 98%، حيث كان يحظى بشعبية كبيرة، ولكن وقعت بعض الأزمات المتفرقة في السنوات الماضية التي نالت من هذه الشعبية شيئا فشيء، بحسب خبراء، منها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية وارتفاع الأسعار، وفي السطور التالية رصد لأبرز تلك الأزمات.

 

 

تيران وصنافير

 

من أبرز القضايا التي كان لها تأثيرا كبيرا على شعبية الرئيس السيسي اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، والتي قضت بنقل السيادة المصرية على جزيرتي "تيران وصنافير" إلى المملكة.

بدأت القضية مع أول زيارة رسمية للملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين منذ توليه الحكم في المملكة إلى القاهرة، صبيحة يوم 7 إبريل 2016، وتوقيع اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.

 

ونظم معارضو الاتفاقية تظاهرات واسعة على مدى شهر إبريل الماضي، لينتهى الأمر برفع عشرات الدعاوى القضائية ضد الرئيس ورئيس الحكومة أمام القضاء لرفض الاتفاقية.

 

وفي 16 يناير الماضي، أيدت المحكمة الإدارية العليا مصرية الجزيرتين في حكم نهائي وبات، ولكن كان لمجلس النواب رأي آخر حيث أيد سعودية الجزيرتين ووافق على الاتفاقية في 14 يونيو الجاري، بينما اعترض نحو 103 نائب على تمريرها وهتفوا داخل قاعة المجلس "مصرية ..مصرية".

 

 

ارتفاع الأسعار

 

على مدى السنوات القليلة الماضية شهدت البلاد ارتفاع كبير في أسعار السلع والخدمات، جاءت نتيجة السياسات التقشفية التي اتبعتها الحكومة، بداية من تخفيض دعم المواد البترولية في يوليو 2014، ورفع أسعار الكهرباء والمياه، وفرض قانون ضريبة القيمة المضافة. 

 

وفي شهر مايو 2017 الجاري لحقت تذكرة المترو بقطار الغلاء المستمر، حيث قررت الحكومة رفع سعر تذكرة المترو 100 % لتتضاعف إلى 2 جنيه بدلا من جنيه.

 

كما قرر المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، في مايو 2016 الماضي، رفع أسعار الأدوية التي لا يتجاوز سعرها 30 جنيهًا، بنسبة 20%، وذلك رغبة في تحسن مصانع الدواء، الأمر الذي اعتبره البعض لا يخدم مواطن الطبقة المتوسطة.

 

تعويم الجنيه

 

واتجهت الحكومة في شهر نوفمبر 2016 الماضي لتحرير سعر صرف الجنيه ليتم تحديده وفقا لآليات العرض والطلب في السوق، وهو ما ترتب عليه ارتفاع  كبير في أسعار السلع الغذائية واﻷدوية والبنزين ما أدى لزيادة أعباء المواطنين.

 

وترتب على ارتفاع الأسعار زيادة نسبة أعداد الفقراء، فبحسب تقرير أصدره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، في أكتوبر 2016، فإن نسبة الفقر المدقع في مصر ارتفعت إلى نسبة  5.3 % من السكان في 2015، مقارنة بـ 4.4 % في عام 2012، مرجعا ذلك إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية . 

 

التقرير ذاته أشار إلى أن نسبة الفقراء في البلاد صعدت من 25.2% في العام 2011، إلى 26.3% في 2013، وواصل الارتفاع إلى 27.8% في 2015.

 

 

الخدمة المدنية

 

عهد الرئيس السيسي اتسم بالهدوء من التظاهرات إلا أن قانون رقم 18 لسنة 2015 لتنظيم العمل بقطاعات الدولة والذي يعرف بـ"الخدمة المدنية" كسر هذا الحاجز من الصمت، حيث خرجت أكبر تظاهرات في عهده لرفض القانون،  أطلقت عليها الصحف "ثورة الموظفين".  

وبعد خروج آلاف الموظفين اعتراضا على القانون أدخلت الحكومة بعض التعديلات، ووافق عليها مجلس النواب، وفي 2 نوفمبر 2016 صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي على قانون الخدمة المدنية.

 

 

اقتحام "الصحفيين"

 

قبل يومين من الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، اقتحمت قوات من الشرطة في زي مدني مقر نقابة الصحفيين، 1 مايو 2016، للقبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، لتنفيذ قرار الضبط والاحضار، وهي السابقة الأولى من نوعها في تارخي النقابة. 

 

ولم يتدخل الرئيس في حينها لحل الأزمة التي نشبت بين نقابة الصحفيين والشرطة والنيابة العامة، الأمر الذي تطور للمطالبة بإقالة وزير الداخلية واعتذار الرئاسة ومجلس الوزراء، عن اقتحام النقابة.

 

تجاوزات الداخلية

 

الشرطة كانت في كثير من الأوقات مصدرا لتصدير الأزمات للنظام السياسي، فلم يعد الأمر مقتصرا على تجاوزات بحق المواطنين العاديين أو اعتداءات بأقسام الشرطة، فأدخلت تصرفات الشرطة الدولة والرئيس في مواجهة مع فئات ساهمت بشكل كبير في صدام مع النظام الحالي.

 

ومن هذه التجاوزات اعتداء 8 أمناء شرطة على الأطباء العاملين بمستشفى المطرية التعليمي، تسببت في أزمة كبيرة بين الدولة وقطاع الأطباء، فضلا عن حوادث قتل المواطنين في مشاجرات عادل أبرزها قتل سائق التوك توك "عادل دربكة" وقتل بائع الشاي في الرحاب.

 

 

الحريات

 

 

ورغم عدم اعتراف السيسي بوجود معتقلين بمصر، في ظل الاتهامات الدولية للنظام الحالي بتوسيع "دائرة الاعتقال" لتطول المعارضة على قطاع واسع، إلا أن بعض المراكز الحقوقية تقول إن السجون ممتئلة بالمعارضين وخاصة فئة الشباب.

 

وخلال أول مؤتمر للسيسي مع الشباب اتخذ قرارا بالعفو الرئاسي الشباب المحبوسين، فصدرت القائمة الأولى بالعفو عن 82 شاب وقائمة ثانية بالعفو عن 203 شابا. 

 

 

هشام جنينة

 

ومن أكثر اﻷزمات التي جذبت الرأي العام، ما يتعلق بالمستشار هشام جنينة، وتحويله للمحاكمة بتهمة إعلانه أرقام غير صحيحة عن الفساد، بعد عزله من منصبه كرئيس للجهاز المركزي للمحاسبات. 

 

 

 

خالد علي

 

 

قررت محكمة جنح الدقي في الجيزة، 29 مايو الماضي، تأجيل جلسة محاكمة المحامي الحقوقي خالد علي بتهمة ارتكاب فعل فاضح علني عقب حكم «تيران وصنافير»، إلى جلسة ٣ يوليو المقبل، لتمكين الدفاع من الاطلاع على أوراق القضية.

 

جوليو ريجيني

 

تفجرت أزمة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، في مطلع فبراير 2016 الماضي، وسط اتهامات شبة رسمية من الجانب الإيطالي بتورط أجهزة اﻷمن المصرية في الواقعة.

 

 

وترتب على الواقعة استدعاء السفير الإيطالي من القاهرة، وإصدار البرلمان الأوروبي توصيات لأعضائه بضرورة مراجعة شاملة للعلاقات مع مصر، وتبادل الكثير من الزيارات ووفود من الجانبين للوصول إلى حل وما زالت التحقيقات مستمرة حتى الآن.

 

حوادث الطائرات

 

شهدت مصر، ثلاث حوادث للطيران المدني، الأولي كانت بسقوط الطائرة الروسية فوق سيناء أكتوبر الماضي، مما تسبب في وفاة 242 راكبا بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وهو ما تسبب في إعلان بعض الدول وقف الرحلات لسيناء على رأسها روسيا وألمانيا وبريطانيا.

 

الحادثة الثانية، اختطفت طائرة مصرية بعد إقلاعها من مطار برج العرب بواسطة أحد الركاب، وتم إجبار قائدها على تغيير المسار لتهبط بإحدى مطارات قبرص وتم تحرير ركابها بسلامة.

 

أما الثالثة، كانت سقوط طائرة مصر للطيران في البحر المتوسط خلال عودتها للقاهرة من باريس، مما تسبب في مقتل 66 راكبا كانوا على متنهاً فى مايو 2016.

 

 

سد النهضة

افتتح الرئيس السيسي عدة مشروعات جديدة في مجال الزراعة وشهد موسم حصاد القمح بالفرافرة، إلا أن أزمة سد النهضة ونقص المياه ببعض المحافظات رغم عدم تفعيل السد حتى الآن أدت لغضب عدد كبير من العاملين بمجال الزراعة، لجانب شعورهم بتهديد مستقبلهم في حالة بناء السد، الذي أعلنت إثيوبيا الانتهاء منه بنسبة 70%.

 

حادث الواحات

في سبتمبر 2015، حادثة وقعت بواحة الفرافرة بالصحراء الغربية أسفر الحادث عن مقتل 12 من السياح المكسيك وإصابة 10 من قوات اﻷمن المصرية.

 

حريق العتبة

في 9 مايو 2016، نشب حريق بفندق الأندلس بالعتبة، انتقل إلى بضائع الباعة أدى إلى احتراق مايقرب من 250 متجرا بميدان العتبة، وحينها قدر علي شكري، نائب رئيس الغرفة التجارية، حجم الخسائر المبدئية الناجمة عن الحريق بـ400 مليون جنيه، متوقعا تجاوز حجم الخسائر لتصل إلى مليار جنيه، نتيجة لاحتمال تصدع بعض الأبنية.

 

 

 

 

انخفاض الشعبية بنسبة 35%

 

من جانبه قال سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي انخفضت من 90 % عند اعتلائه للحكم إلى 65 % بعد نحو 3 سنوات من توليه الرئاسة، بحسب استطلاعات للرأي أجراها مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية .

 

 

وأضاف إبراهيم، لـ"مصر العربية، أنه من أبرز الأزمات التي أثرت على شعبية السيسي هي ارتفاع أسعار السلع والخدمات التي تمس حياة المواطنين اليومية، وكذلك الطريقة التي مررت بها الحكومة والبرلمان اتفاقية "تيران وصنافير".

 

 

وتابع أن الوضع الأمني في سيناء والمناطق الحدودية، وتقييد بعض الحريات ومنها اختفاء بعض الوجوه الإعلامية التي تحظى بشعبية كبيرة مثل باسم يوسف وإبراهيم عيسى وتوفيق عكاشة، كلها عوامل أثرت على شعبية السيسي.

 

 

وأشار إبراهيم إلى أنه يمكن للسيسي استعادة ما فقده من شعبيته إذا توصل لحلول سريعة للأزمات التي تمر بها البلاد خاصة ارتفاع الأسعار، وأن تؤتي المشروعات العملاقة التي بشر بها ثمارها .

 

 

وأكد أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، أن شعبية السيسي انخفضت كثيرا نتيجة الأزمات والقرارات التي جاءت بها الحكومة، منها اتفاقية "تيران وصنافير" وارتفاع الأسعار وقرار تعويم الجنيه.

 

ولفت دراج، إلى أنه من العوامل التي أثرت على شعبية السيسي أيضا ازمة سد النهضة وما سيترتب عليه من أضرار تمس حصة مصر من مياه نهر النيل، وكذلك عزل المستشار هشام جنينه من منصبه بعد كشفه للفساد، ومحاولة النظام للسيطرة على القضاء، وتقييد الحريات والقبض على المعارضين للنظام، بحد قوله. 

 

 

 

مقالات متعلقة