صدّق الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء اليوم، على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، التي وقعتها حكومتا البلدين في أبريل 2016.
وتتضمن الاتفاقية، التي قضت المحكمة الإدارية العليا ببطلانها، نقل تبيعة جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر، إلى المملكة العربية السعودية.
تأتي موافقة السيسي على الاتفاقية بعد أيام من موافقة مجلس النواب عليها، ومن المقرر أن تنشر الاتفاقية في الجريدة الرسمية، ثم تقوم وزارة الخارجية بتسليم نظيرتها السعودية.
وأثار قرار الرئيس السيسي غضبًا عارمًا في صفوف مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، من نشطاء وكتاب وساسة، والذي اعتبروا أن التصديق على الاتفاقية بمثابة مخالفة للدستور وأحكام القضاء، على حد ذكرهم.
وبدايةً ندد الفقيه الدستوري، نور فرحات، بتصديق الرئيس السيسي على اتفاقية، وكتب «فرحات» عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «قولا واحدا: أصبحت لمصر أرض محتلة».
ومن جانبه أكد المحامي والحقوقي، مالك عدلي، على مصرية الجزيرتين، وكتب عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»: «تيران وصنافير مصرية بالدم والتاريخ والجغرافيا وأحكام المحاكم ومش هتبقى غير كده بجرة قلم».
واعتبر الناشط السياسي، حازم عبدالعظيم، قرار السيسي، أنه بمثابة «هدية العيد» للسعودية، وكتب عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»: «شكر واجب للرئيس السيسي والبرلمان وقادة الجيش والمخابرات على الجهد الغير عادي على أن تكون أرضنا تيران وصنافير هدية للسعودية في عيد الفطر».
ورأى الكاتب ومقدم البرامج، تامر أبو عرب، أن تصديق الرئيس السيسي على الاتفاقية، بمثابة واحدة من أسوأ الهزائم، على حد تعبيره.
وكتب «أبو عرب» عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»: «أسوأ الهزائم تلك التي تحدث دون قتال.. تيران وصنافير مصرية».
وتابع: «من النهاردة بقى فيه مصطلح جديد اسمه الأراضي المصرية المحتلة».
وعلّق الباحث في الشأن القومي العربي، محمد سيف الدولة، على توقيت تصديق السيسي على الاتفاقية، وكتب «سيف الدولة» عبر صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»: «السيسي يصدق على اتفاقية تيران وصنافير. يكاد المريب يقول خذوني».
وتابع «سيف الدولة»: «المفرطون في الأرض، الخارجون عن الشرعية، مرعوبون من غضب الناس وردود فعلهم، يستغلون صيام الناس ليمرروا الاتفاقية فب البرلمان، ثم يتسللون في وقفة العيد للتصديق عليها».
واتفق كلا من المحامي طارق نجيدة والبرلماني الأسبق زياد العليمي على الاستمرار في الدفاع عن مصرية تيران وصنافير، حتى بعد تصديق السيسي على الاتفاقية.
وكتب «نجيدة» عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»: «كما توقعنا تماما فقد تم التصديق على اتفاقية الشؤم ليلة العيد ليس للتبارك ولكن لأن الحكام يختارون الوقت الذي ينشغل فيه الناس لتمرير ما يرفضوه».
وأضاف «نجيدة»: «سيظل عيدا للفطر، وستظل اتفاقية شؤم. سنحتفل بأعيادنا وسنحتج ونرفض ونقاوم الاحتلال لأرضنا بكل ما أوتينا من وسيلة قانونية. تيران صنافير مصرية».
أما زياد العليمي فقال عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»: «النهاردة بتنتهي معركة خضناها للحفاظ على أرضنا، وبتبدأ معركة جديدة لاستعادة أرضنا المحتلة، معركة هنخوضها بكل الطرق، طول ما فيه نفس داخل وخارج من صدرنا، ومش هننسى حقوقنا عند المحتلين، ومندوبي الاحتلال في بلادنا».
وأكد «العليمي»: «شعبنا طول تاريخه، اتهزم في معارك كتير، واتعلم منها وخرج أقوى وانتصر تاني.. الجيل اللي خرج مع الناس بالملايين في الشوارع يرفض الظلم، ويطالب بحقه في العيش والحريّة والعدالة الكرامة الإنسانية، مش هينسى حلمه ولا حقه، ومش هيرضى غير بإستعاده أرضه من محتل، وإستعادة بلده من عصابة بتنهبها وبتبيعها، وبتسجن وتقتل شعبها».
وأعربت الكاتبة إكرام يوسف عن ضيقها من قرار الرئيس السيسي، وكتبت عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «مصر في حداد.. عيدنا تأجل».
وعلى الصعيد الفني ندد الفنان عمرو واكد بتصديق السيسي على الاتفاقية، وكتب «واكد» عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»: «الراجل خرج عن الدستور بشكل فج وعطل أحكام قضاء عالي ومسح التاريخ وشوه مفهوم الوطنية واستنى الأجازة وعمل عملته. أنتم ما شفتوش حد شريف قبل كده؟».
وبطريقة ساخرة، علّق الكاتب والروائي، عمر طاهر، على قرار الرئيس السيسي، ونشر عبر حسابه الشخصي على موقع «فيس بوك»، صورة تُعبر عن وضع جزيرتي تيران وصنافير، وعلّق ساخرًا: «وهما استغنوا عني».