فتاة صغيرة ترتدي جلباب الصلاة حاملة في يدها بالون كبير يكاد يخفي وجهها، تسلك طريقها لأداء صلاة عيد الفطر في ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، بصحبة أمها، ذلك المشهد الذي جسد كل معاني الفرحة والبهجة في أبهى صورها.
آلاف المصلين من أطفال ونساء وشباب ورجال، جاؤوا على شاكلة الفتاة التي لم يتعد عمرها بضع سنوات، فالكل هنا يعلن سعادته بتكبيرات العيد، وقبيل بدء الصلاة بدقائق تقع المفاجأة!
الأصوات تعلو فرحة بتكبيرات العيد، والجميع يتخذ مكانه استعدادًا للصلاة، إلا أن صوت إمام المسجد اختفى، ليختلف الحضور في تكبيراتهم، وفوضى عارمة تسود الموقف، الكل يتساءل عن سبب اختفاء صوت الإمام، والبعض يرجع الأمر لعطل فني بمكبر الصوت.
وفي ظل القيل والقال، يندهش الجميع ببدء الصلاة دون أن يسمعوا صوت الإمام فيصلون خلفه، لتعم حالة من الاستياء لدى المواطنين، معلنين غضبهم من عدم تمكنهم من الصلاة وبدا أحدهم يصيح "إني أجي وما اسمعش التكبيرات يبقى جاي ليه؟"، " أمال لو كان مسجد صغير كان حصل إيه؟"، مستنكرًا أن يحدث ذلك في جامع بمكانة "مسجد القائد إبراهيم".
يصف خالد محمود انقطاع الصوت عن صلاة في مسجد كبير بـ "المهزلة"، موضحًا أن ذلك أضاع فرحة العيد من قلوبهم، متسائلا عن كيفية قطع الصوت قبل الصلاة بـ 3 دقائق معلقا: "والله العظيم اللي حصل حرام".
"محمد عزت" مواطن آخر اصطحب أبناءه للمسجد، أكد أن ما حدث أضاع فرحتهم، وأنه لم يسمع التكبيرات أو الصلاة أو حتى الخطبة، متسائلا: "هل دي فرحة العيد بتاعتنا؟" وتابع "الله أعلم اللي حصل ده مقصود ولا لأ؟".
وتجاذب أطراف الحديث، حامد حسن قائلا: إن صلاة العيد افتقدت اليوم لمعناها الحقيقي، موضحًا أن المصلين كانوا يبلغون بعضهم اليوم بالتكبيرات في الصلاة وتوقيت السجود والركوع بسبب عدم سماعهم للإمام، متسائلا: "مين يشيل الوزر ده؟".
بينما بكت صباح لما شعرت به من ضيع فرحتها وأولادها الصغار، موضحة أنها أحضرتهم لاستشعار فرحة العيد من الصلاة، معلقة: "أول سنة منفرحش بالعيد حسبي الله ونعم الوكيل"، مؤكدة أنها بكت لعدم سماعها التكبيرات أو التسبيح داخل الصلاة قائلة: "يقطعوا الميكرفون علينا ليه هو ده الإسلام؟".
وتساءل "علي" عن كيفية إقامة صلاة العيد دون خطبة، موضحا أن الصلاة كانت بالإشارة، فيما قال أحمد أشرف أن المصلين ارتبكوا بسبب عدم سماعهم للإمام، وأن هناك فرق توقيت بين المصلين المتواجدين في نفس الصف.
ووصف أحمد مصطفى ما حدث في الصلاة اليوم بمحاولة لتهميش الإسلام، وأنهم لم يشعروا بفرحة العيد، مؤكدا أن الأمر مقصود، وأنه تواجد داخل المسجد ولم يشهد انقطاع الكهرباء حيث إن "التكييف" يعمل في الوقت الذي انقطع فيه صوت المكبر.
وقال مصطفى محمد أنه شارك في الصلاة خارج المسجد، موضحا أن عدم وجود مكبر أدى للخطأ في عدد التكبيرات في الركعة الثانية، معلقا: "لم يكن هناك طعم للصلاة دون مكبرات"، مؤكدا على وجود كهرباء في العواميد المحيطة بالمسجد وداخل المسجد، وأن الانقطاع لم يحدث بسبب انقطاع الكهرباء.
واستاء آخر بسبب تجهيزات الصلاة التي وصفها بأنها كانت أشبه بتجهيزات لحفل، حيث إن السيدات يصلين إلى جانب الرجال وخلفهم وأمامهم، وهو مخالف للصلاة.
شاهد الفيديو