بعد زيادة أسعار البنزين.. غضب وخوف ومشادات في شوارع الجيزة

الحكومة المصرية ترفع أسعار الوقود

فاجأت الحكومة الشارع المصري صباح اليوم، بزيادة أسعار المنتجات البترولية، حيث ارتفع سعر البنزين 80 من 2.35 إلى 3.65 جنيهات/لتر، البنزين 92 من 3.5 إلى 5 جنيهات/لتر، سولار من 2.35 إلى 3.65 جنيهات/لتر،البوتاجاز من 15 إلى 30 جنيها/أسطوانة.

على ناصية شارع رئيسي بحي الدقي بالجيزة، وأمام إحدى محطات الوقود، صاح سائق تاكسي يدعى أحمد في أحد العاملين بالمحطة، يستعجل دوره في التزود بالوقود خوفا من ارتفاع جديد في الأسعار.

وقال سائق التاكسي لـ"مصر العربية": "مفيش حاجة بقت مضمونة، ممكن يزودوا الأسعار تاتي؛ لأنهم امبارح أعلنوا إن ميعاد ارتفاع الأسعار لم يُحدد بعد، وفوجئنا الصبح بزيادتها".

 

سأل محرر "مصر العربية" السائق أن يصحبه إلى حي المهندسين، فرد قائلا:" مش حشغل العداد يا أستاذ؛ لأن العداد شغال بالتعريفة القديمة وأنا مونت بنزين النهاردة بالسعر الجديد".

 

بعيدا عن الضجيج الصادر من السيارات التي أخفت معالم محطة الوقود، قفز المحرر داخل سيارة أجرة سعة 14 راكبا متجهة إلى شارع فيصل، فبادره السائق بالقول :"قبل ما تركب يا أستاذ الأجرة زادت نص جنيه عشان أنا تعبت من المناهدة النهاردة".

 

من مقعد مجاور بالميكروباص، خاطب رجل عجوز الجميع "ما تقلقوش ياجماعة الرئيس حيزود المرتبات 100 جنيه كل شهر عشان نقدر ندفع الزيادة اللي حيعملها ارتفاع سعر البنزين".

رد راكب آخر: "يا أخي اسكت حرام عليك دا احنا ملحقناش نفرح بالزيادات اللي أعلن عنها الرئيس، كانوا سابونا نصرفها ونحس بحلاوتها الأول قبل ما يرفعوا الأسعار"، ثم لزم الجميع الصمت، حتى حل ضيف جديد على الميكروباص ورفض دفع الأجرة الزيادة مخاطبا السائق"حرام عليكوا" والذي رد عليه بدوره "احنا مالنا الحرام على اللي زود".

 

 

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أعلن خلال حفل إفطار " الأسرة المصرية" قبل أسبوعين إصدار مجموعة من القرارات الاجتماعية لحماية محدودي الدخل، على رأسها زيادة الدعم النقدي في الشهر للفرد على بطاقات التموين من 21 جنيها إلى 50 جنيها، وزيادة المعاشات التأمينية بنسبة 15٪‏ لعدد 10 ملايين مواطن من أصحاب المعاشات، وزيادة قيمة الدعم النقدى لمستحقى برنامجى تكافل وكرامة بقيمة 100 جنيه شهرياً لعدد مليون و750 ألف مستفيد.، وإقرار علاوة دورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية بقيمة 7٪‏، وإقرار علاوة غلاء استثنائية قدرها 7٪‏ وبحد أدنى 130 جنيها، وإقرار علاوة دورية لغير المخاطبين لقانون الخدمة المدنية قدرها 10٪‏ بحد أدنى 65 جنيها وكذلك علاوة غلاء استثنائية قدرها 10٪‏ وبحد أدنى 130 جنيهًا، زيادة حد الاعفاء وإقرار نسبة خصم ضريبى للفئات من محدودى الدخل بقيمة إجمالية تبلغ من 7 إلى 8 مليارات جنيه.

 

وصلت السيارة إلى محطتها الأخيرة، فصاح السائق: "دا الأخر ياجماعة أنا حروح بدل ما ألف أحرق بنزين على الفاضي".

 

 

على مقهى شعبي صغير بشارع فيصل، سأل أحد العابرين صبيا صغيرا بالمقهى عن الأسعار، فقال إنها كما هي لكنه توقع زيادتها مع رفع أسعار المنتجات البترولية، وسط جدل لم ينقطع بين الحاضرين حول مخاوفهم من ارتفاع أسعار السلع الغذائية نتيجة لقرارات الحكومة.  

 

عاد محرر "مصر العربية" من فيصل إلى الدقي، ليجد في طريقه مواطنا خمسينيا مستقلا دراجته المزينة بأعلام مصر، ويشدو من خلال سماعاتها للفنان حسين الجسمي بكلمات أغنية " تسلم إيديك"، تطارده نظرات مختلفة من المارة تعلوها جميعا ابتسامة خفيفة.

مقالات متعلقة