بمناسبة مرور «1095» يوما على حكم السيسي، قامت مواقع الصحف المصرية بنشر تقرير وزعته عليها جهة مسؤولة حول إنجازات الرئيس خلال الثلاث سنوات الماضية، لا داعي لذكر ما جاء في التقرير، فهو منشور على جميع المواقع الإخبارية المصرية التي لم تحجب بقرارات أمنية، ويمكن للقارئ الكريم أن يطلع على التفاصيل ليدرك حجم الإنجاز الذي يتحدثون عنه، بعد اطلاعي على هذا التقرير المطول، شعرت أنه مقدم لجهة ما على كوكب ما لاعلاقة له بالمصريين من قريب أو بعيد، فالشعب المصري غرقان في دوامة ارتفاع الأسعار، والبحث عن لقمة عيش والخوف من بكرة وزاد على ذلك تدبير الكفالات لمن يتم إلقاء القبض عليهم دون تهم واضحة.
(2)
وللصدف السعيدة جاء تقرير الإنجازات في نفس اليوم الاحتفال بثورة 30 يونيو، وهو التوقيت الذي اختارته الحكومة الرشيدة لتعلن رفع أسعار البنزين والغاز والكهرباء، رغم تصريح رئيس مجلس النواب يوم الإثنين 19 يونيو الحالي أنه لا حقيقة للشائعات زيادة أسعار الوقود بداية من شهر يوليو القادم، وهو دليل جديد على دولة الأشلاء التي مازالت بلا رأس يديرها... النظام المترهل العتيق أصبح عبئا على الشعب الذي يطعمه ويسقيه.
(3)
بحثت في تقرير الإنجازات عما حدث في مصر منذ تولي الرئيس الحكم قبل 1095 يوما، ولم أجد فيه إشارة لما يلي:
1 - الزيادة المفزعة في الدين الداخلي. 2- زيادة الاقتراض الخارجي. 3- انخفاض قيمة الجنيه. 4 - ارتفاع نسبة التضخم. 5 - تضاعف أسعار كل ما يباع في مصر. 6 - رفع الدعم عن المحروقات والكهرباء والغاز والماء. 7 - زيادة أسعار كل الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية للجمهور. 8 - زيادة أعداد المعتقلين ومسجوني الرأي. 9 - زيادة أعداد السجون. 10 - زيادة أحكام الأعدام. 11 - تشديد الرقابة على الصحافة والإعلام، حجب ما يزيد عن 100 موقع على الإنترنت. 12 - السيطرة شبه الكاملة على منظومة الإعلام المصري. 13 - زيادة الغضب الشعبي بعد التصديق على اتفاقية تيران وصنافير. 14 - زيادة الهجمات الإرهابية على المسيحيين. 15 - زيادة العمليات الإرهابية في سيناء.
16-زيادة الانقسام والشقاق المجتمعي.
17-ارتفاع مشاركة الجيش في الاقتصاد.
ما ذكرته هو على سبيل المثال لا الحصر، فهناك ملف أفريقيا وماء النيل وسياسة مصر الخارجية وهل هي تابعة أم مستقلة ...إلخ.
(3)
غالبية الشعب، وأنا منهم، لا يفهم كثيرا في الأرقام ولكن العبرة عنده بالنتائج، الرئيس الناجح هو من يحقق لنا حياة أفضل مما كنا نحياها على جميع المستويات، والحقيقة أننا نعيش تحت حكم السيسي حياة لا يمكن وصفها بأنها حياة كريمة، آمنة ومستقرة، الارتفاع غير المسبوق في تكاليف المعيشة والذي يئن بسببه الفقراء وتشكو منه الطبقة الوسطى التي كانت وحتى وقت قريب مستورة ومستغنية، يضاف إليها حالة الخوف والهلع من الاعتقال والسجن، وهو مصير ينتظر من تسول له نفسه الإعلان عن رفضه قرارات السيسي وحكمه علانية، كما حدث مع الرافضين لاتفاقية تيران وصنافير، الرئيس لا يطيق التظاهر رغم أن الدستور يكفله للمواطنين، لكن الجهات الأمنية لا تلتزم بمواد الدستور، حتى قانون التظاهر المعيب لا يتم تطبيقه، بل تتغول عليه الجهات الأمنية، والشعب البائس حائر بين أحكام القضاء التي لا تُحتَرم والبرلمان الذي لا يدافع عن حقوقه والسلطة التنفيذية التي لا تجد من يوقف جموحها، وتستغل قانون الطوارئ الذي يجدد لتحكم بقبضة من حديد.
(4)
من يستحق الإشادة به، هو الشعب المصري... فهو صاحب الإنجاز في أنه مازال يحيا، عاشقا لتراب وطنه رغم كل هذه الصعوبات، وهو صاحب الفضل على كل حاكم ومسؤول، وهو مخزن العزيمة والأمل... وسيكون يوما ما يريد.