"البلد في حالة يرثى لها.. الناس ماشية تكلم نفسها في الشارع.. اللي بيحصل فينا دا حرام".. عبارات صاح بها مواطنون حسرةً وألمًا عما يعانيه غالبية الشعب من غلاء الأسعار المستمر في جميع السلع، مطالبين برحيل الحكومة باعتبارها تقسو على المواطن البسيط وتزيد من أعبائه. فيما بررت الحكومة قراراتها ـ والتي كان آخرها زيادة أسعار الوقود للمرة الثانية في أقل من 8 أشهر ـ بأنها تهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية، وتوجيه الدعم لمستحقيه في إطار تعزيز خطة ترشيد دعم السلع، وخفض العجز في موازنة العام الحالي. قرار رفع أسعار البنزين أدى إلى حالة من الغضب بين المواطنين صاحبها بعض المشاحنات، بين الركاب والسائقين، اعتراضًا على رفع أسعار تعريفة المواصلات.
حبر على ورق.. الأجرة بمزاج السواق فوزي كمال، أحد أهالي محافظة المنيا، عبّر عن غضبه من زيادة تعريفة المواصلات، قائلا إنه رغم إعلان المحافظة تعريفة المواصلات الجديدة، وتحديد مبلغ جنيه و 75 قرشًا كأجرة بين مدينة المنيا وقريته، إلا أنه جميع السائقين يقوموا بتجميع مبلغ جنيهان ونصف، على مرآى ومسمع مسؤولي المرور.
"التعريفة الجديدة حبر على ورق"، كلمات أكد بها عبد الله ثابت، وأحمد عبد الغني، ونايل خلف، وغيرهم من أبناء مركز سمالوط، على عدم التزام السائقين على خط "المنيا_ سمالوط"، بتعريفة الموصلات الجديدة، موضحين أنه رغم تحديد مبلغ 3 جنيهات ونصف، إلا أن جميع السائقين وحدوا الأجرة وهي 5 جنيهات، وبعضه يقوم بتجميع مبلع 6 في أوقات الذروة.
وداخل مدينة المنيا، اشتكى مستقلو السرفيس، والتاكسي، من عدم التزام السائقين بالتعريفة الجديدة، حيث أوضح محمود الفولي، أحد سكان شارع عدنان المالكي شمال مدينة المنيا، على إصرار سائقي التاكسي تحصيل مبلغ 8 جنيهات في حين أن المحافظة قامت بتحديد مبلغ 6 حنيهات فقط، كنا أكد عددًا من سكان حي أبو هلال جنوب المدينة، الذي يستقلون السيرفيس، على دفع مبلغ جنيه و50 قرشًا، في حين أن المحافظة حددتها بجيه و 25 قرشًا، كما أكد سكان مدينة المنيا الجديدة، دفعهم مبلغ 30 جنيهًا للتاكسي لنقلهم من مدينة المنيا إلى المنيا الجديدة، رغم تحديد المحافظة مبللغ 10 جنيهات.
وأوضح محمد أبو السعود، أحد أهالي سمالوط المركز الأكثر استخدامًا لـ"التوك توك"، أن التعريفة الجديدة للمواصلات شلت جيع المركبات باستثناء "التوك توك"، مما يجعله خارج حسابات المسؤولين، وقيام السائقين بتحديد التعريفة الخاصة بهم دون رقيب.
بدوره، قال اللواء عصام البديوي محافظ المنيا، في تصريحات صحفية له، إنه شدّد على تكثيف حملات الرقابة على جميع مواقف السيارات ومتابعة التزام السائقين بالزيادة، التي أقرتها المحافظة سواء أجرة القرى والمحافظات وتعريفة السرفيس والنقل الداخلي، سواء السرفيس، أو التاكسي، والنقل بين المراكز والقرى على الطرق الداخلية، مهدًا بفتح الباب للترخيص الجديدة كبديل للسائقين غير الملتزمين.
وقال محمد عواد: "الرحمة يا حكومة، هنلاقيها منين ولا منين، كل حاجة غليت شوية شوية هنولع في نفسنا".
وداخل محطة وقود "غاز تك"، المتواجدة جنوب مدينة المنيا، وقعت العديد من المشاداة الكلامية بين السائقين والعاملين داخل المحطة؛ احتجاجًا على رفع أسعار الوقود.
وانتقلت عدسة "مصر العربية"، إلى موقف المنيا الرئيسي، والذي يتواجد فيه جميع السيارات المتجه إلى كافة مراكز المحافظة، ومحافظات القاهرة وبني سويف، وأسيوط، حيث شهدت الساعات الأولى من اليوم، وقوع مشادات بين السائقين والمواطنين، بسبب رفع تعريفة الركوب بصورة غير رسمية.
من جانبه، قال الدكتور محمود يوسف وكيل وزارة التموين بالمنيا، إن لجانًا من التموين بالتنسيق مع مباحث التموين تننتشر فى الشوارع من الساعة السابعة صباحًا؛ لمتابعة حالة محطات الوقود بعد زيادة الأسعار ووصول الكميات الموردة للمحطات، وأن غرفة العمليات المركزية بالمحافظة لم تتلقى أى شكوى من المواطنين أو من أصحاب محطات الوقود وهناك متابعة مستمرة ولحظية على جميع المحطات.
وأكد يوسف، أن جميع محطات الوقود شهد هدوءًا كبيرًا؛ مشيرا إلى أنه لا يوجد زحام داخل المحطات والتى يتجاوز عددها على مستوى المحافظة ما يقرب من ١٤٠ محطة، وتم دفع كميات كبيرة من الوقود فيها. وفي الإسماعيلية أطلق شباب وفتيات بالإسماعيلية عدة مبادرات هدفها المشاركة المجتمعية في مواجهة ارتفاع أسعار المواصلات في الفترة الأخيرة عقب زيادة أسعار الوقود أبرزها الدعوة لركوب الدراجات وتاكسي البنات ودعوات التوصيل بالسيارات الخاصة مجاناً. لقراءة الموضوع كاملاً اضغط هنا 4 مبادرات لمواجهة زيادة أسعار المواصلات في الإسماعيلية وفي المنوفية يقول مصطفى صادق سائق ميكروباص، "الأسعار زادت علينا مرتين في أقل من سنة، هناكل ونشرب منين، الحكومة مش بتيجي إلا على الغلبان".
وعلى بعد أمتار من إحدى محطات الوقود بمدينة قويسنا التابعة للمنوفية، اصطف عدد من سائقي الميكروباص، وقائدي السيارات الملاكي، ينتظرون دورهم، فيما سادت حالة الاستياء والغضب بسبب رفع أسعار البنزين والسولار. اضغط هنا لقراءة الموضوع كاملاً غلاء الوقود.. منايفة: هنبيع عيالنا.. والمحافظ يواجه الأزمة بـ 10 قرارات
وفرضت الحكومة في 29 يونيو الماضي زيادةً في أسعار الوقود، والغاز الطبيعي بنسب تراوحت بين 55% و100% وذلك على النحو التالي:
- البنزين 80 من 2.35 إلى 3.65 جنيهات/لتر. - البنزين 92 من 3.5 إلى 5 جنيهات/لتر. - سولار من 2.35 إلى 3.65 جنيهات/لتر. - البوتاجاز من 15 إلى 30 جنيها/أسطوانة.
- أسطوانة البوتاجاز التجاري من 30 إلى 60 جنيها.
- غاز السيارات ٢ جنيه للمتر المكعب بدلا من ١٦٠ قرشا. - غاز المنازل: استهلاك من صفر إلى ٣٠ مترا مكعبا جنيها بدلا ٧٥ قرشا، ومن ٣٠ إلى ٦٠ مترا مكعبا ١٧٥ قرشا بدلا من 150 قرشا، وأكثر من ٦٠ مترا مكعبا بسعر بـ ٢.٢٥ جنيها بدلا من ٢ جنيه.
وتعتبر هذه هي المرة الثانية التي ترفع فيها الحكومة أسعار الوقود خلال ثمانية أشهر، بعدما رفعتها في نوفمبر الماضي بنسب تراوحت بين 30 و47%. وجاء قرار الحكومة برفع أسعار الوقود بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيادة دعم الفرد في البطاقة التموينية بنحو 140% وبعد حوالي شهر من إقرار حكومة شريف إسماعيل حزمة ضمان اجتماعي بقيمة 43 مليار جنيه (2.4 مليار دولار). وصرَّح رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل، في مؤتمر صحفي، بأنَّ قرار رفع أسعار الوقود سيوفر للدولة من حصة الدعم سنويًّا ما بين 35 و40 مليار جنيه، متوقعًا ارتفاع نسبة التضخم بعد تطبيق زيادة أسعار الوقود في حدود تترواح بين 4 - 5%.
وبررت دار الإفتاء المصرية، وبعض أئمة وزارة الأوقاف عبر خطب الجمعة، الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة المصرية بشأن رفع أسعار الوقود والكهرباء، ما ترتب عليه ارتفاع أسعار السلع ووسائل المواصلات.
وطالبت دار الإفتاء، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، المصريين بالرضى بالوضع الرهن والتقرب إلى الله بالدعاء، لأن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق، بينما أرجع إمام الأوقاف سبب ارتفاع الأسعار إلي الذنوب التي يرتكبها الناس.
لقراة الموضوع كاملاً اضغط هنا رفع الأسعار عند الأوقاف: تكفير للذنوب.. والإفتاء: الغلاء بيد الله
تابع أخبار مصر