كرسي متحرك يقف في منتصف الطريق، يجلس عليه أحد الأشخاص ذوي اﻹعاقة الحركية، في انتظار من يساعده من المارين ليتمكن من عبور الطريق، وآخر من ذوي اﻹعاقة البصرية يقف في إشارة المرور ينتظر من يأخذ بيده لعدم وجود مكان مخصص للسير به، وغيرهم من الاعاقات اﻷخرى الذين لا يستطيعون الخروج من منازلهم كثيرًا لعدم وجود إتاحة مكانية لهم.
فاﻹتاحة بالنسبة لذوي اﻹعاقة هي روح الحياة ووسيلتهم للدمج في المجتمع، فبدونها يعانون منذ نزولهم من المنزل مرورًا بالسير في الشارع، والصعود والنزول من على الرصيف الذي يتميز بالعلو الشديد في معظم شوارع مصر، ووسائل المواصلات الغير مجهزة لهم، وحتى اﻹشارات المرورية التي لا يوجد بها كود إتاحة والتي من الممكن أن تتسب في تعرض أحدهم لحادث سير.
رشا أبو رجيلة، ناشطة في مجال ذوي الإعاقة، تقول: "لا شك أننا كأشخاص ذوي إعاقه نعاني سوء الوساطه الرقابية والإشرافيه بيننا وبين التنفيذيين والجهاز الحكومي في الدولة، وهذه الوساطة غير الصالحة متمثلة في المجلس القومي لشؤون الإعاقة والذي ظل ما يقرب من خمس سنوات، لا يعلم دورة وتوجهه وكيفية أداء العمل الذي أنشىء من أجله ـ بحد قولهاـ والغريب أن ضمن تشكيل مجلس إداراته وزراء بالحكومة.
وأضافت أبو رجيلة لـ "مصر العربية": "إلى الآن لم نسمع كلمة كود البناء الموحد المعمول به في دول العالم ككل ولم نرى تنسيقا من القومي للإعاقه مع وزارة الإسكان ولا مع القوات المسلحة للإشراف من جانبها كجهه منوط بها الإشراف والرقابه علي كل مايخص الإعاقة في مشروعات الإسكان وتطوير البنيه التحتيه في مصر".
وتابعت أن جميع المشروعات السكنية التي قامت بتنفيذها الدولة ورغم تخصيص نسبة منها لذوي الإعاقه إلا أنها تخلو من كود الإتاحة، فإذا افترضنا جدلا أن شخص ذو إعاقه تخطى العقبات التي وضعها له المشرف العام علي القومي للإعاقة وقت الإعلان عن التقدم في المشروعات السكنية واستطاع الحصول على وحدة سكنية سيجد عقبه أخرى تنتظره وسيتسلم وحده سكنيه سيترك كرامته الإنسانيه علي بابها ﻷنها بلا كود إتاحه، وعلى هذا يكون القياس في محطات المترو والنقل البحري والسكك الحديديه.
ومع اقتراب موافقة البرلمان على قانون حقوق اﻷشخاص ذوي اﻹعاقة، " مصر العربية" تستعرض معاناتهم في سير في شوارع مصر بسبب عدم وجود كود التاحة فيها، أملاً في أن يتم توفير كود الاتاحة في جميع المنشآت الحكومية والخاصة والشوارع والميادين والمواصلات العامة، حتى يستطيعون العيش والدمج في المجتمع دون عناء.
شاهد الفيديو