"يمكن تكون دى آخر لحظات حياتى، دخلوا بكام عربية مفخخة، وهدوا النقطة وهدوا كل حاجة، أنا لسه عايش أنا و4 عساكر، متمسكين بالتبة ومتمسكين بالأرض، علشان خاطر زمايلنا الشهداء ما نسيبهمش"، كانت تلك آخر كلمات الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر المنسي.
ربما كان على بعد خطوات من الموت أو يقاومه في نقطة يتمركز فيها هو وبضعة جنود، يصر على القتال حتى يُقتل، يتشبث بالأض حتى آخر أنفاسه من أجل زملائه الذين سبقوه في الشهادة، يصر ألا يتركهم وينجو بنفسه، حين أرسل استغاثته ليتركها شاهدة على بطولاته هو وفرقته.
رسالة المنسي تركت آثرا كبيرا في نفس كل من سمعها، عبر الفيديو الذي يتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي يحمل تسجيلا صوتيا يقولون إنه للشهيد المنسي، فراحوا تناقلون رسالته على صفحاتهم الشخصية تخليدا لكلماته .
ففي الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة شنت العناصر التكفيرية هجوما على بعض نقاط التمركز جنوب رفح، وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة، عبر صفحته على الفيسبوك، إن القوات نجحت في إحباط الهجوم الإرهابي، وأسفر عن مقتل أكثر من 40 فرد تكفيري وتدمير 6 عربات.
وبحسب المتحدث العسكري نتج عن العملية الإرهابية استشهاد وإصابة 26 فرد من القوات المسلحة، كان من هؤلاء الشهيد صابر المنسي ومن معه بالكتيبة.
قبل وفاته بلحظات وجه المنسي رسالة استغاثة من قبل المعركة مع الجماعات الإرهابية، التي استهدفت حاجزا أمنيا بمنطقة البرث بشمال سيناء، يقول فيها "الله أكبر لكل أبطال شمال سيناء، ويمكن تكون دى آخر لحظات حياتى، أنا لسه عايش فى هجوم داوعش التكفيريين علينا".
ويروي الشهيد ما حدث معهم في استغاثته "دخلوا بكام عربية مفخخة، فى مربع البرث وهدوا المبيتات، وهدوا النقطة وهدوا كل حاجة، أنا لسه عايش أنا و4 عساكر، متمسكين بالتبة ومتمسكين بالأرض، علشان خاطر زمايلنا الشهداء ما نسيبهمش".
ربما كان يلتفظ أنفاسه الأخيرة وهو يسجل رسالته، إلا أن نبرات صوته التي يعلوها القوة والثبات تشي بمدى إصراره على البقاء على القيد الحياة لإنقاذ بقية فرقته، وهو يقول "بسرعة يا رجالة اللى يقدر يوصل للعمليات يبلغهم يضربوا مدفعية، إحنا لسه عايشين، ومش هنسيب الأرض دى وعليها أى حد مصاب، الله أكبر لنجيب حقهم لنموت زيهم".
ولكن قضى الله أمرا كان مفعولا واستشهد المنسي بعد استغاثته ليلحق برفقاه بالنقطة، وانتقلت التكبيرات من أرض المعركة إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي راح معظم روادها على يكبرون ويدونون هاشتاج من نفس كلمات آخر رسالة للشهيد "الله_أكبر_يانجيب_حقهم_يانموت_زيهم".
وقد ترك المنسي صورة يظهر فيها وينظر إلى "صقر" يجلس إلى جواره وابتسامة مرسومة على شفاتيه، ربما لم يكن يعلم حينها أنها ستصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، ويضعها البعض صورة شخصية له، فخرا ببطولاته في المعركة، ويكتب عليها "الصقر..الشهيد المنسي".
"حمدي عبد التواب" أحد رواد الفيس بوك، شارك بصورة العقيد المنسي وهو يمسك بسلاحه وكتب عليها " عاش رجلا ومات بطلا.. المجد للعقيد أحمد المنسي".
وعلق أحمد حسن، أحد رواد الفيس بوك، قائلا " اللي عاوز يعرف بنحبها ليه يسمع صوت الشهيد المقدم احمد المنسي وهو علي بعد خطوات من الموت، هيعرف يعني ايه مصر ويعني ايه جيش مصر .ويعني ايه رجالة ويعني ايه شهيد ويعني ايه ارض".
شاهد الفيديو