قال وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية الدكتور أنور القرقاش إنه يرى أزمة قطر، وبعد الصخب المصاحب، تتجه إلى مرحلة "النار الهادئة" ، مؤكدًا أن القطيعة ستطول ، وذلك بالتزامن مع دعوة وزارة الخارجية الأمريكية الأطراف في أزمة قطر إلى الحوار المباشر . وكتب قرقاش، على حسابه الرسمي على "تويتر" إنه يرى أزمة قطر، وبعد الصخب المصاحب، تتجه إلى مرحلة "النار الهادئة"، وأضاف "نحن ندرك يوماً بعد يوم أن الجار المربك والمرتبك لا يرى الحاجة ليراجع مساره".
وقال قراقاش "متجهون إلى قطيعة ستطول، هو ملخص الشواهد التي أمامنا، وكما تصرخ قطر بالقرار السيادي فالدول الأربع المقاطعة للإرهاب تُمارس إجراءاتها السيادية".
وأضاف قرقاش في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر": "نحن أمام خيارات سيادية سيمارسها كل الأطراف، حسب مصالحه الوطنية وثقته في من حوله وقراءته لجواره، ولعله الأصوب في ظل اختلاف النهج وانعدام الثقة".
وأشار قرقاش إلى أن الحل السياسي المرتبط بتغيير قطر لتوجهاتها بعيد، وبالتالي فإنه وفِي ظل ذلك لن يتغير شيء و"علينا البحث عن نسق مختلف من العلاقات".
وأكد أنه للدول الأربع المقاطعة كل الحق في حماية نفسها وإغلاق حدودها وحماية استقرارها، وإجراءاتها في هذا السياق مستمرة وستتعزز، حقها أن تعزل التآمر عنها.
الرياض: قطر لم تتجاوب ومن جانبه ، قال السفير السعودي في إسبانيا الأمير منصور بن خالد بن فرحان إن قرار الدول الأربع بقطع علاقاتها مع دولة قطر كان نتيجة استمرار قطر في تمويل التنظيمات المتطرفة، وممارسة السياسات العدائية ضد جيرانها، وهو ما تفيه قطر .
وجاء ذلك في حديث لبن فرحان نشرته صحيفة "الموندو" الإسبانية مبيًنا أن هذا القرار لم يكن مفاجئا حيث بذلت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جهودا صادقة على مدى سنوات مضت لإقناع قطر بإيقاف تمويلها للتنظيمات المتطرفة، وتغيير سياستها العدائية ضد جيرانها، وعدم إيواء ودعم قيادات تنظيمات متشددة.
وأضاف أن قائمة الطلبات الأخيرة التي جرى تقديمها لقطر لم تكن تعجيزية كما تدعي، بل كان غالبيتها ضمن البنود التي التزمت قطر بتنفيذها ضمن اتفاق الرياض ولم تنفذها.
وأشار إلى أن غالبية الأسماء المدرجة على لائحة الارهاب التي اعتمدتها الدول الأربع مدرج أيضا على لوائح الإرهاب الأميركية والأوروبية ومع ذلك لم تلتزم بها قطر.
ولفت السفير إلى أن قطر لم تلتزم بمخرجات مؤتمر القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع زعماء 55 دولة إسلامية حول الالتزام والتعهد بالوقوف بحزم ضد الإرهاب ورعاته ومموليه.
وأعرب بن فرحان عن أسفه من الرد السلبي للحكومة القطرية على قائمة المطالب التي قدمتها الدول الأربع، مبينا أن ذلك يؤكد إصرارها التمسك بنهجها الحالي الذي هو مصدر الخلاف دون أي اعتبار لخطورة هذه السياسة على جيرانها ومنطقتها والعالم أجمع.
وكانت قطر قد اعلنت إن المطالب "ليست لمحاربة الإرهاب بل للحد من سيادة دولة قطر والتدخل في سياستها الخارجية".
وحول وصف الحكومة القطرية قرار المقاطعة بالحصار، قال السفير السعودي إن "هذا غير صحيح فالأجواء القطرية ومطاراتها وموانئها مفتوحة على الرغم من قرار المقاطعة الذي يعد حقًا سياديًا ومشروعًا لأي دولة."
وأضاف: "إن علاقات قطر وتمويلها لتنظيمات مصنفة في قائمة الإرهاب من بينها جبهة النصرة في سوريا، وتنظيم سرايا الدفاع عن بنغازي في ليبيا، وهو سلوك غير مقبول ويتعارض مع اتفاقيات مكافحة الإرهاب الدولي".
وقالت الدوحة إن المطالب قدمت لترفض، مضيفة أنها مستعدة للتفاوض إذا توفرت الشروط المناسبة. واعتبرت مطالب الدول المقاطعة "ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ".
وأكد الدبلوماسي السعودي أن قطر تعمل على تمويل وسائل إعلام تبث الكراهية والتطرف والتحريض على العنف، مشيرا إلى أن ذلك لا يندرج ضمن حرية الإعلام بل يتعارض مع الأعراف الدولية ومع القوانين المحلية السائدة في كثير من دول العالم.
وأفاد بن فرحان بأن قناة الجزيرة استضافت عددا من القيادات الإرهابية وصورتهم كالأبطال وهي تمارس التضليل الإعلامي وتمجيد المتطرفين.
وكان مندوب قطر سيف البوعينين قد رد على الهجوم على دولته وعلى قناة الجزيرة قائلا:"لا أريد أن أدخل في مهاترات وادخل هذا المجلس في مهاترات لكن تحدث البعض عن قناة الجزيرة وأقول لهم أن الحقيقة لا تغطى بغربال فالجزيرة تنقل الخبر الصحيح والرأي والرأي الآخر لكن للأسف العالم العربي يخاف من الحقيقة". وأضاف:"واتهام الجزيرة بالإرهاب والتدليس يعرفون أي قنوات إعلامية ومنها قنواتهم التي ترهب الناس وتدلس وتنتهك الاعراض".
واشنطن تدعو للحوار المباشر
ومن جانها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن حمل الأطراف في أزمة قطر على الحوار المباشر سيكون خطوة مقبلة مهمة في حل الأزمة.
وجاءت تصريحات الوزارة بعد أن أنهى وزير الخارجية ريكس تيلرسون محادثات استمرت ثلاثة أيام في دول خليجية عربية.
وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم الخارجية للصحفيين "استنادا إلى اجتماعاته يعتقد الوزير أن حمل الأطراف على الحوار المباشر سيكون خطوة مقبلة مهمة".
وتابعت قولها "نأمل أن توافق الأطراف على ذلك وسنواصل دعم أمير الكويت في جهود الوساطة".
وأشارت نويرت إلى أن هناك دواعي قلق لدى أطراف الأزمة الخليجية، لكن الخروج من الأزمة يتطلب العمل سويا. وأعربت عن تفاؤلها في حل الأزمة، لكنها رأت أنه قد يحتاج بعض الوقت.
واختتم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في الدوحة، الخميس 13 يوليو 2017، مهمته الخليجية الهادفة إلى إنهاء الخلاف بين قطر وجاراتها، من دون أن ينجح على ما يبدو في تحقيق اختراق فعلي في جدار أكبر أزمة دبلوماسية يشهدها الخليج منذ سنوات.
وبعد 4 أيام من الرحلات المكوكية بين الكويت التي تتوسط لحل الأزمة، وقطر والمملكة العربية السعودية الطرفين الرئيسين في الخلاف، عاد تيلرسون إلى الدوحة ليلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمرة الثانية في غضون 48 ساعة.
وتفادى الوزير الأميركي ومسؤولون قطريون بعيد اللقاء الإجابة عن أسئلة الصحفيين، حول ما إذا تحقق تقدم على مسار حل الأزمة. وقال الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، شقيق أمير قطر، لتيلرسون "نأمل أن نراك مجدداً هنا، إنما في ظروف أفضل".
وأبلغ الصحفيين بإمكانية انعقاد مؤتمر صحفي يشارك فيه تيلرسون، إلا أن الوزير الأميركي غادر قطر بعيد اللقاء مع الأمير من دون أن يدلي بتصريحات صحفية.