الأزمة الخليجية| دول الحصار تجتمع في المنامة.. والإمارات: نريد أنظمة علمانية

اجتماع دول الحصار - أرشيفية

بعد توقعات حملتها الأيام الماضية فيما يتعلق بانفراجات قريبة حول الأزمة الخليجية، جاء قرار الدول المقاطعة لقطر إدراج 18 كيانا وشخصا إلى قوائم الإرهاب بمثابة العودة إلى نقطة الصفر من جديد، من جانبها لم تخفي دولة قطر إظهار شعور الخيبة من الإجراء الأخير، ووصفت الخطوة بالمفاجئة والمخيبة للآمال.

 

وتعقد الدول الأربع المحاصرة لدولة قطر اجتماعًا في العاصمة البحرينية المنامة اليوم وغدا، وسط مطالبات أمريكية بالتسريع في تسوية الأزمة، وتأكيدات من قبل الدوحة بأنها مستعدة لحوار وفق مبدأ احترام السيادة.

 

وأشارت دول الحصار "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" في بيانات مختلفة  إلى أن الاجتماع، وهو الثاني بعد اجتماع القاهرة في الخامس من الشهر الجاري، يهدف لتقييم مدى التزام الدوحة بالتوقف عن دعم ما سماه البيان بالإرهاب والتدخل السلبي في الشؤون الداخلية للدول الأربع.

 

وعقد الاجتماع الأول بين دول الحصار بالقاهرة في الخامس من يوليو الجاري، وأسفر عن توجيه تحذيرات للدوحة، دون تبني خطوات تصعيدية واضحة ضدها، وحينها خفضت الدول الأربع قائمة المطالب الـ13 إلى ستة مبادئ، وأعلنت استمرار الإجراءات المتخذة ضد قطر.

 

ويقول مراقبون إن الاجتماع لن يقدم جديدا وأن دول الحصار ستركز عملية تنسيق  الجهود ومراجعة ما قامت به قطر  حول الالتزام  بالبنود السابقة، مشيرين إلى أن دول  الحصار أصبحت رؤيتهم غير واضحة.

 

فيما توقع مدير المركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، أمجد طه أن يشهد اجتماع دول الحصار تصعيدا جديدا ضد قطر.

 

وقال في تصريحات صحفية، إن اجتماع المنامة قد يسفر عن قرارات جديدة ولن يكون نسخة مكررة من اجتماع القاهرة الماضي.

 

لقاء بلا تفاصيل

 

وفي واشنطن رفضت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت الكشف عن تفاصيل لقاء وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء الماضي.

 

وقالت نويرت إنه في بعض الأحيان لا تقدم تفاصيل عما يدور في الاجتماعات لأنها محادثات دبلوماسية خاصة وحساسة.

 

 

وأضافت أن الوزيرين "تحدثا كثيرا عن الوضع كما يتكشف هناك.. نعتقد الآن أن النزاع متوقف.. لقد مررنا بفترات قلنا فيه إنه وصل لطريق مسدود في مرحلة ما ثم كان هناك بعض التحرك، والآن يبدو في حالة جمود وهذا يشعرنا بالقلق".

 

وتابعت بالقول: "نحن نحث على إجراء محادثات مباشرة بين جميع الأطراف لأننا نعتقد أنه من أجل حل الموقف، وهو يحتاج بالفعل إلى حل، عليهم أن يجلسوا معا لإجراء حوار مباشر. ونحن مستعدون للمساعدة وندعم جهود وساطة أمير الكويت ونأمل أن تجتمع هذه الدول لبدء محادثات".

 

وبعد لقائه تيلرسون ومسؤولين في الأمم المتحدة بواشنطن ونيويورك، أشار وزير الخارجية القطري إلى رفض دول الحصار التفاعل مع دعوات واشنطن لبدء حوار بين أطراف الأزمة، متهما تلك الدول بالعناد.

 

قطر تؤكد مكافحتها للإرهاب جددت قطر، تأكيدها على التعاون مع مختلف أجهزة الأمم المتحدة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، بحسب بيان أدلت به مندوبة قطر لدى الأمم المتحدة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية، اليوم السبت. وتحدثت آل ثاني، في البيان، عن "المساهمة المالية التي قدمتها قطر دعماً لفرقة العمل التابعة لأجهزة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الإرهاب(دون تحديد نوعية الدعم أو حجمه أو ذكر التاريخ)". وأكّدت على "مواصلة التنسيق مع فرقة العمل لتعزيز الشراكات في إطار بناء القدرات وإطلاق مشاريع تستهدف الوقاية من التطرف العنيف ومعالجة جذور الإرهاب". وأشارت إلى "توقيع قطر اتفاقات ثنائية للتعاون والتنسيق كمذكرة التفاهم التي وقعتها مؤخرا في 11  يوليو الجاري مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب".

 

"نريد أنظمة علمانية"

 

قال سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، إن رؤية قطر لمستقبل الشرق الأوسط تختلف بشكل كبير عما تريده الدول التي قطعت علاقاتها معها، مؤكداً أن تلك الإجراءات التي اتُخذت ضد الدوحة ليست وليدة اللحظة أو نتيجة زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للمشاركة في قمة الرياض في مايو الماضي، ومعتبراً أن وجود قيادات حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين وسفارة طالبان، ليس "صدفة".

 

وأضاف خلال مقابلة على قناة "PBS" الأمريكية، تصريحات مثيرة للجدل قائلا: "إن سألت الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين ما هو الشرق الأوسط الذي يريدون رؤيته بعد 10 سنوات من الآن، فسيكون متعارضاً في الأساس لما أعتقد أن قطر تريد رؤيته بعد 10 سنوات من الآن. ما نريد أن نراه هو حكومات علمانية مستقرة مزدهرة وقوية."

 

وتابع: "هناك طريقتان للنظر إلى هذه القضية، هل هذا خلاف دبلوماسي أم هل هو خلاف فلسفي؟ أميل إلى الاعتقاد بأن خلافاتنا مع قطر تتجاوز الدبلوماسية، وتميل إلى أن تكون فلسفية أكثر".

 

واستطرد: "ما رأيناه في قطر خلال السنوات العشر إلى الخمس عشر الماضية هو دعم مجموعات مثل الإخوان المسلمين وحماس وطالبان والميليشيات الإسلامية في سوريا وليبيا، وهو الاتجاه المعاكس تماماً للذي نعتقد أن المنطقة بحاجة إلى الاتجاه نحوه. خلافنا هو حول ما ينبغي أن يكون عليه الشرق الأوسط. وهذا أمر لم نتمكن من الاتفاق مع القطريين عليه لفترة طويلة."

 

استنتاجات الأزمة الخليجية

 

صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية نشرت تحليلا تحدثت فيه عن استنتاجات الأزمة الخليجية، مشيرة إلى أن الأزمة القطرية غيرت إلى حد كبير المشهد السياسي ليس فقط في الخليج، بل وفي عموم الشرق الأوسط، وبرزت على وقع الأزمة عدة قضايا على رأسها، أنها دفنت واقعيا ما يسمى مجلس التعاون الخليجي، فمن الناحية الفعلية، أيدت السعودية في إجراءاتها ضد قطر، الإمارات والبحرين فقط، بينما اتخذت سلطنة عمان موقفا محايدا، في حين أن الكويت فضلت لعب دور الوسيط بين طرفي النزاع.

 

 

وتضيف الصحيفة أن أزمة قطر كشفت هشاشة الأنظمة الملكية في الخليج. إذ إن حقيقة الصراع كله تكمن في أن السعوديين وحلفاءهم قرروا تأديب "الأخ الأصغر" بسبب ما يقولونه من تزايد نشاطه في دعم الجماعات المسلحة المعادية لهم، وفي الوقت نفسه، شكلت علاقة قطر مع إيران مبررا لتفجير هذه الأزمة بين البلدين.

 

وفي وقت سابق، كان السعوديون غير راضين نهائيا عن الخط السياسي للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وخاصة فيما يتعلق باستعداده لتطبيع العلاقات مع إيران. كما أن الرياض كانت قلقة جدا إزاء نيات السلطات السياسية الأمريكية السماح لمواطنيها بتحصيل تعويضات مالية من المملكة بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة. (من بين 19 منفذا للعملية الإرهابية، كان هناك 15 سعوديا)، حيث يطالب الأمريكيون بتعويض يبلغ 4 مليارات و200 مليون دولار.

 

وتستكمل الصحيفة تحليلها للأزمة الخليجية مشيرة إلى أنها انتجت محاور سياسية جديدة في الشرق الأوسط: محور السعودية ومصر مقابل محور قطر وتركيا، هذا إضافة إلى أن إيران تعمل على إنشاء مجموعتها التي تضم سوريا والعراق، وتبذل نشاطا كبيرا لينضم إليها لبنان.

 

أيضا أشارت الصحيفة أن أزمة الخليج أثبتت مرة أخرى الانقسام في المعسكر الغربي، حيث تتزايد انتقادات بعض الزعامات الأوروبية سياسةَ الولايات المتحدة في الخليج، ومنها انتقاد وزير الخارجية الألماني الموقف الأمريكي من الأزمة، وكذلك لبيعها كميات هائلة من الأسلحة إلى دول المنطقة، مع التشديد على الحاجة إلى استئناف التواصل مع إيران.

 

واندلعت الأزمة الخليجية في الخامس من يونيو الماضي حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصاراً لاتهامها بـ"دعم الإرهاب"، وهو ما نفته قطر.

 

وفي الثاني والعشرين من نفس الشهر، قدمت الدول الأربع لقطر قائمة تضم 13 مطلباً لإعادة العلاقات مع الدوحة، منها إغلاق قناة الجزيرة والقاعدة العسكرية التركية، وخفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وأمهلتها عشرة أيام لتنفيذها. بيد أن تلك المطالب لاقت رفضا من قطر التي أكدت مراراً أنها لن تقبل أي مساس بسيادتها.

مقالات متعلقة