رسالتان من أمير الكويت ومبعوثان أمريكيان إلى الخليج لبحث الأزمة القطرية

رسالتين من أمير الكويت ومبعوثان أمريكيان إلى الخليج لبحث الأزمة القطرية

مع مرور شهرين على الأزمة بين قطر والدول الأربع المقاطعة، مازالت بنود الاتفاق غامضة ، ولم تظهر في الأفق حتى الآن بوادر حل للأزمة ، وبعد فترة جمود، عادت الولايات المتحدة والكويت إلى إحياء جهودهما لإنهاء أسوأ خلاف دبلوماسي منذ عقود بين دول الخليج العربي .  

ووصل وزير خارجية الكويت، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، مساء الإثنين ، إلى القاهرة، لتسليم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسالة من أمير بلاده الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.  

وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) إن مبعوث أمير الكويت غادر البلاد متوجهاً إلى السعودية لتسليم رسالة خطية من الشيخ الصباح إلى الملك سلمان.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن نائب العاهل السعودي، الأمير محمد بن سلمان تسلم الرسالة الخطية، من مبعوث أمير دولة الكويت، وذلك خلال استقباله بقصر السلام بجدة اليوم.  

وأشارت وكالة الانباء السعودية إلى ان نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تسلم في جدة أمس، رسالة خطية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من أمير دولة الكويت، سلمها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح.  

وحضر اللقاء وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الديوان الملكي خالد العيسى، ووزير الخارجية عادل الجبير. كما حضر من الجانب الكويتي مساعد وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح، وسفير الكويت لدى السعودية الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح.  

رسالة إلى السيسي  

وأوضح مصدر ملاحي بمطار القاهرة الدولي، في تصريحات للصحفيين، أن وزير خارجية الكويت وصل إلى المطار المصري على متن طائرة خاصة قادماً من جدة.  

واستقبل الرئيس السيسي، مساء أمس، الوزيرين الكويتيين، في حضور وزير خارجيته سامح شكري.  

وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف إن وزير الخارجية الكويتي سلّم الرئيس رسالة خطية من أمير الكويت "تتعلق بالجهود التي تقوم بها دولة الكويت في التعامل مع أزمة قطر. كما استعرض المساعي التي تبذلها بلاده في سبيل تعزيز وحدة الصف والتكاتف بين الدول العربية في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه الأمة العربية، وأكد محورية دور مصر على صعيد العمل العربي المشترك باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالوطن العربي".

وأضاف يوسف أن الرئيس السيسي "رحب بوزير الخارجية الكويتي، وطلب نقل تحياته إلى أمير دولة الكويت، معرباً عن تقديره للجهود التي يقوم بها على الساحة العربية، وحرصه على تعزيز التضامن والتوافق العربي، ومشيداً بالمواقف المُقدّرة للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إزاء مصر، والتي لن ينساها الشعب المصري".  

وذكر أن "الاجتماع تناول آخر التطورات المتعلقة بأزمة قطر في ضوء المساعي التي تقوم بها الكويت على هذا الصعيد سعياً للحفاظ على وحدة الصف العربي, إذ أكد الرئيس دعم مصر لهذه المساعي، مشيراً إلى ضرورة تجاوب قطر مع شواغل مصر والدول الخليجية الثلاث. وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين خلال الفترة المقبلة".  

رسالة بوتفليقة   

وفي وقت سابق، أفادت قناة "الجزيرة" بأن وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل التقى أمير الكويت ونقل إليه رسالة من بوتفليقة، ثم التقى رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح. لكن لم تتسن معرفة تفاصيل ما دار خلال الاجتماع الذي تناول الأزمة الخليجية الراهنة بين قطر والدول الأربع التي تفرض على الدوحة حصاراً.

وكان مساهل قد وصل الكويت مساء أمس الأحد قادماً من الدوحة، ضمن زيارة إلى المنطقة شملت أيضاً كلاً من الإمارات والسعودية ومصر وعُمان.  

وأوضح مساهل أن بلاده تؤيد المساعي الكويتية لإيجاد حل للأزمة القطرية، مبديا تفاؤلَه بجهود الوساطة الكويتية.  

ولم تكشف وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) عن مضمون الرسالتين المبعوثتين إلى كل من القاهرة والرياض، إلا أن أمير الكويت يقود جهود وساطة لحل الأزمة الخليجية، منذ 5 يونيو الماضي، يوم قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها إجراءات عقابية، بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة بشدة.  

ووصفت قطر الإجراءات التي قامت بها الدول الأربع ضدها بأنها "حصار" ولاسيما أنها تضمنت إغلاق المنفذ البري الوحيد لها مع السعودية، في حين تصر الدول الأربع أن هذه الإجراءات "مقاطعة" وليس "حصارًا" ، وتدلل على ذلك بحرية الحركة من وإلى قطر عبر مطاراتها وموانئها البحرية.

مبعوثان أمريكيان  

على جانب آخر ذكر مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية ، الإثنين ، أن مبعوثَين أميركيَّين سيتوجَّهان إلى منطقة الخليج هذا الأسبوع؛ للقاء مسئولين هناك، بهدف المساعدة في حل أزمة دبلوماسية مستمرة بين قطر و4 دول عربية أخرى منذ أكثر من شهرين.  

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية، وفرضت حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على قطر، في الخامس من يونيو الماضي، متهمةً إياها بدعم الإرهاب، ولا توجد علامة واضحة على حل ذلك الخلاف الدبلوماسي.

وقال مسئول بالخارجية الأمريكية، شريطة عدم نشر اسمه، إن تيموثي ليندركينغ نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج، والجنرال المتقاعد بمشاة البحرية الأميركية أنتوني زيني، "سيتوجهان إلى الخليج هذا الأسبوع؛ من أجل الحوار مع الأطراف المعنية ودعم جهود الوساطة التي تقوم بها حكومة الكويت".  

وكان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أعلن عن مهمة زيني وليندركينغ الأسبوع الماضي.

وتمخضت زيارة تيلرسون إلى الخليج، في يوليو، عن اتفاق أميركي-قطري بشأن مكافحة تمويل الإرهاب، دون أن تسفر عن انفراجة كبيرة في الخلاف.  

زيني يواصل الضغط  

وقال تيلرسون للصحفيين الأسبوع الماضي، إن وجود زيني سيساعد في "الإبقاء على ضغط متواصل على الأرض.. هناك الكثير الذي يمكن أن تفعله من خلال الإقناع عبر الهاتف. لكننا ملتزمون بحل هذا الخلاف واستعادة وحدة الخليج؛ لأننا نرى أن ذلك مهم للجهد المبذول منذ فترة طويلة لهزيمة الإرهاب في المنطقة".

 

وعمل زيني، الذي لم يتقلد أي دور رسمي كمبعوث أميركي إلى أطراف الخلاف، قائداً للقيادة المركزية الأميركية التي تشرف على العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط. وعقب اختتام مسيرته العسكرية، عمل مبعوثاً أميركياً خاصاً إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال إدارة الرئيس جورج دبليو بوش.

ومن 2009 حتى 2012، عمل زيني رئيساً لشركة "بي إيه إي سيستمز"، ثالث أكبر متعاقد دفاعي في العالم، والتي لها عمليات كبيرة بالسعودية. وهو الآن رئيس "سبكترام جروب" التي تضغط على الحكومة الأميركية نيابةً عن صناعة الدفاع وغيرها من الصناعات.  

يشار إلى ان الخلاف الدبلوماسي هو أسوأ نزاع منذ عقود بين دول الخليج العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، وجاء بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس دونالد ترامب للسعودية ودعوته للوحدة الأميركية-العربية في مكافحة تمويل الإرهاب وأجندة إيران بالمنطقة.

مقالات متعلقة