انتفض وزراء ومسئولون خليجيون ضد دولة قطر، بسبب ما أسموه «سعيها لتدويل الحرمين الشريفين».
والشهر الماضي أُعلن في ماليزيا إنشاء "هئية دولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة"، وتقول الهيئة إنها تسعى لمنع استخدام الأراضي المقدسة لأغراض سياسية.
واتهم مسئولون خليجيون قطر بالوقوف خلف إنشاء هذه الهيئة، متهمين أذرع قطر الإعلامية (الجزيرة - الشرق) بالترويج لها، وبث أخبارها.
وجه المستشار بالديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، رسالة لقطر قال فيها إن: «نصيحتي الشخصية كمواطن خليجي لخيال المآتة، تراها إشارة من الكبار وما يحتاج جيش يتحرك ولا طيارات تحلق، 200 جيب ما توقف إلا بالوجبة، ويعلقونك مع رجولك.. ما هو نافعك عزمي ولا غيره».
وأضاف في موقعه الرسمي على تويتر: " إذا رأيـت نيوب الليــث بارزة.. فلا تظنـــن أن الليــث يبتســم". وتابع قائلًا: "ذي ديرة صبيان التوحيد، إخوان من طاع الله، تحت حكم سلمان وولي عهده ترثة معزي".
واستطرد: "نصحتك وأنت بكيفك يا صغير.. عزمي سيهرب بجوازه الإسرائيلي، ويومها لا ينفع الندم، فالزم حدك".
وأكمل: لأنهم لا يواجهون ولا يعيشون إلا بالمؤامرات والخساسة والكذب والانحطاط. يقومون بإنشاء المنظمات الوهمية في الدول البعيدة وإعلام الظل ويدعون لتدويل الحرمين، للإيهام بأن ليس لهم علاقة.
ونشر القحطاني فيديو لوزير الخارجية السعودية عادل الجبير يحذر فيه من مسألة تدويل الحرم، ومضى قائلًا: "سبق تحذيرهم صراحة وعلى لسان وزير الخارجية أن هذا إعلان حرب، لا تختبروا صبر الكبار أيها الأقزام".
وقال الشيخ خالد بن أحمد، وزير خارجية البحرين، إن مطالبات "تدويل الحرمين" لا يفتح باب النقاش بل يكشف ما وصفه بـ"السقوط الأخلاقي".
وأضاف في تغريدة على صفحته بموقع التدوينات المصغر تويتر: "كلما فشلت لكم خطة، وسقطت لكم مؤامرة، عدتم إلى حكاية تدويل الحرمين.. أصمتوا فقد أضحكتم العالم.. كلامكم عن تدويل الحرمين الشريفين لا يفتح لكم باب للنقاش، بل يكشف النوايا السيئة والإفلاس السياسي، والسقوط الأخلاقي الذي تعيشونه يوم بعد يوم".
ومن جانبه قال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية على تويتر: "خطة المرتبك نحو تدويل الحرمين ستفشل كما فشلت سابقا، تعودنا منه السقوط والسقطات، وعرفنا عنه التآمر والأذى، وسيبقى معزولا منبوذا ولن تجلب هرولته له الأمان."
وشنت صحف خليجية هجومًا لاذعًا ضد النظام القطري، متهمينه بالوقوف خلف إنشاء "هئية دولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة"، في ماليزيا.
وأفاد حساب "قطر يليكس" المعارض للنظام القطري بأن "صحيفة سعودية اتهمت جهات قطرية وإيرانية بالوقوف وراء هيئة مسمومة أعلنت عن نفسها مؤخّرا تدعي أن مهمتها مراقبة إدارة المملكة العربية السعودية للحج، في خطوة جديدة نحو مساعي تدويل الحرمين"، بحسب الصحيفة.
قطر وإيران
وقدم تقرير في صحيفة عكاظ تحت عنوان "التدويل.. أضغاث أحلام"، موجزا لجهود المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود في خدمة الحرمين وتسهيل الحج على زوار بيت الله الحرام.
ووصفت الصحيفة محاولات أي "جهة مشبوهة مدفوعة من النظامين القطري والإيراني المتاجرين بقضايا الأمة لتدويل الحرمين بأنها أضغاث أحلام لا يمكن أن تتحقّق، لأن المملكة كانت ولا تزال وستظل الجهة الوحيدة المعنية بإدارة وتنظيم الحرمين الشريفين وترتيب مناسك الحج والعمرة باعتباره خطا أحمر".
وتشير الصحيفة إلى أن "ما تردد هذا الأسبوع عن ظهور جهة مجهولة أسمت نفسها بالهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، وتدعي زورا أنها مؤسسة عالمية تُعنى برصد ومراقبة طـريقة إدارة المملكة للمشاعر المقدسة.
واعتبرت أن هذه الجهة المجهولة "ممولة قطريا وإيرانيا"، إضافة لجهات أخرى، مؤكدة "أما المتاجرون بقضايا الأمة، مثل نظام الدوحة، فنقول لهم: موتوا بغيظكم.. خدمة الحرمين الشريفين كانت وستظل سعودية ما دامت السماوات والأرض".
ونشرت وسائل الإعلام مؤخرا خبرا عن ظهور ما تسمى بـ"الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين" في ماليزيا، ستقوم بإرسال موظفيها بشكل سري لمتابعة الإجراءات السعودية نحو الحرمين، بهدف منع "استفراد السعودية" بإدارة المشاعر، معتبرة أن تولي السعودية لهذا الأمر يؤثر على سلامة الحجاج.
بيان الهيئة
وخرج بيان عن الهيئة قالت فيه إنها "تسعى إلى وقف أعمال طمس الهوية الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة بالتوسع العمراني الذي تقوم به المملكة".
وحسب الملف التعريفي للهيئة، فهي تسعى أيضاً إلى منع استفراد السعودية بإدارة المشاعر المقدسة بصورة تؤثر في سلامة الحجاج والمعتمرين، وضمان عدم إغلاق المشاعر أمام الزوار لأسباب غير مقنعة.
وستعمل الهيئة أيضاً على التأكد من أن المملكة توزع حصص الحج والعمرة على الدول الإسلامية بصورة عادلة، وأنها لا تُسيِّس العبادات الدينية.
وقالت الهيئة إنها ستقوم بتحقيقات دورية في استخدام السعودية الأراضي المقدسة على مدى 100 عام لأغراض سياسية، ورصد الانتهاكات الميدانية، وتقديم النصح للمملكة.
تدويل الحرمين
وظهر مصطلح تدويل الحرمين بقوة العام الماضي، بعد إعلان (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قطع العلاقات مع الدوحة.
واتهمت صحف سعودية الدوحة بالسعي لتدويل الحرمين، عبر ما يسمى باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بعد مخاطبة المقرر الخاص بالأمم المتحدة بشأن أن السلطات السعودية تضع العراقيل أمام الحجاج القطريين؛ للتضييق عليهم في أداء مناسك الحج.
ونشرت اللجنة القطرية بيانًا أعربت فيه عن قلقها إزاء ما وصفته بـ"تسييس الشعائر الدينية"، وهو ما نفته السلطات السعودية، مؤكدة أنها تعهدت بتسهيل إجراءات الحج للمواطنين القطريين، ولكن وفق الشروط التي وضعتها.
وتتهم السعودية إيران وقطر للوقوف وراء دعاوى تدويل الحرمين، مؤكدة أن مجرد التفكير في الأمر يعتبر بمثابة "إعلان حرب".
وفي5 يونيو 2017 قررت كل من: السعودية، البحرين، الإمارات، مصر، وتبعتها حكومة اليمن، وليبيا، وجزر المالديف، وجزر القمر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، لاتهامها بتمويل الجماعات الإرهابية وحركات الإسلام السياسي المسلحة، ودعم الإرهاب في المنطقة، وهي ما نفته قطر.