لازالت أزمة «تدويل الحرمين» مشتعلة بين قطر من جهة والسعودية ودول الخليج من جهة أخرى.
الأزمة حمي وطيسها على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا موقع التدوينات المصغر «تويتر»، والذي يشهد حاليًا موجة من الشد والجذب بين القطريين والسعوديين.
القطريون دشنوا على تويتر هاشتاج، حمل اسم "نطالب بتدويل الحرمين"، واحتل المرتبة الأولى في التدوينات الأكثر تداولًا في قطر.
ودشن النشطاء السعوديون هاشتاج مضاد باسم "إلا الحرمين"، تصدر هو الآخر تريندات المملكة.
غضب خليجي
وانتفض وزراء ومسئولون خليجيون ضد دولة قطر، بسبب ما أسموه «سعيها لتدويل الحرمين الشريفين».
والشهر الماضي أُعلن في ماليزيا إنشاء "هئية دولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة"، وتقول الهيئة إنها تسعى لمنع استخدام الأراضي المقدسة لأغراض سياسية.
واتهم مسئولون خليجيون قطر بالوقوف خلف إنشاء هذه الهيئة، متهمين أذرع قطر الإعلامية (الجزيرة - الشرق) بالترويج لها، وبث أخبارها.
وهاجم كلا من المستشار بالديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، والشيخ خالد بن أحمد وزير خارجية البحرين، وأنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أمير قطر، على صفحاتهم بموقع تويتر.
وشنت صحف خليجية هجومًا لاذعًا ضد النظام القطري، متهمينه بالوقوف خلف إنشاء "هئية دولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة"، في ماليزيا.
وأفاد حساب "قطر يليكس" المعارض للنظام القطري بأن "صحيفة سعودية اتهمت جهات قطرية وإيرانية بالوقوف وراء هيئة مسمومة أعلنت عن نفسها مؤخّرا تدعي أن مهمتها مراقبة إدارة المملكة العربية السعودية للحج، في خطوة جديدة نحو مساعي تدويل الحرمين"، بحسب الصحيفة.
قطر وإيران
وقدم تقرير في صحيفة عكاظ تحت عنوان "التدويل.. أضغاث أحلام"، موجزا لجهود المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود في خدمة الحرمين وتسهيل الحج على زوار بيت الله الحرام.
ووصفت الصحيفة محاولات أي "جهة مشبوهة مدفوعة من النظامين القطري والإيراني المتاجرين بقضايا الأمة لتدويل الحرمين بأنها أضغاث أحلام لا يمكن أن تتحقّق، لأن المملكة كانت ولا تزال وستظل الجهة الوحيدة المعنية بإدارة وتنظيم الحرمين الشريفين وترتيب مناسك الحج والعمرة باعتباره خطا أحمر".
وتشير الصحيفة إلى أن "ما تردد هذا الأسبوع عن ظهور جهة مجهولة أسمت نفسها بالهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، وتدعي زورا أنها مؤسسة عالمية تُعنى برصد ومراقبة طـريقة إدارة المملكة للمشاعر المقدسة.
واعتبرت أن هذه الجهة المجهولة "ممولة قطريا وإيرانيا"، إضافة لجهات أخرى، مؤكدة "أما المتاجرون بقضايا الأمة، مثل نظام الدوحة، فنقول لهم: موتوا بغيظكم.. خدمة الحرمين الشريفين كانت وستظل سعودية ما دامت السماوات والأرض".
ونشرت وسائل الإعلام مؤخرا خبرا عن ظهور ما تسمى بـ"الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين" في ماليزيا، ستقوم بإرسال موظفيها بشكل سري لمتابعة الإجراءات السعودية نحو الحرمين، بهدف منع "استفراد السعودية" بإدارة المشاعر، معتبرة أن تولي السعودية لهذا الأمر يؤثر على سلامة الحجاج.
بيان الهيئة
وخرج بيان عن الهيئة قالت فيه إنها "تسعى إلى وقف أعمال طمس الهوية الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة بالتوسع العمراني الذي تقوم به المملكة".
وحسب الملف التعريفي للهيئة، فهي تسعى أيضاً إلى منع استفراد السعودية بإدارة المشاعر المقدسة بصورة تؤثر في سلامة الحجاج والمعتمرين، وضمان عدم إغلاق المشاعر أمام الزوار لأسباب غير مقنعة.
وستعمل الهيئة أيضاً على التأكد من أن المملكة توزع حصص الحج والعمرة على الدول الإسلامية بصورة عادلة، وأنها لا تُسيِّس العبادات الدينية.
وقالت الهيئة إنها ستقوم بتحقيقات دورية في استخدام السعودية الأراضي المقدسة على مدى 100 عام لأغراض سياسية، ورصد الانتهاكات الميدانية، وتقديم النصح للمملكة.
تدويل الحرمين
وظهر مصطلح تدويل الحرمين بقوة العام الماضي، بعد إعلان (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قطع العلاقات مع الدوحة.
واتهمت صحف سعودية الدوحة بالسعي لتدويل الحرمين، عبر ما يسمى باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بعد مخاطبة المقرر الخاص بالأمم المتحدة بشأن أن السلطات السعودية تضع العراقيل أمام الحجاج القطريين؛ للتضييق عليهم في أداء مناسك الحج.
ونشرت اللجنة القطرية بيانًا أعربت فيه عن قلقها إزاء ما وصفته بـ"تسييس الشعائر الدينية"، وهو ما نفته السلطات السعودية، مؤكدة أنها تعهدت بتسهيل إجراءات الحج للمواطنين القطريين، ولكن وفق الشروط التي وضعتها.
وتتهم السعودية إيران وقطر للوقوف وراء دعاوى تدويل الحرمين، مؤكدة أن مجرد التفكير في الأمر يعتبر بمثابة "إعلان حرب".
وفي5 يونيو 2017 قررت كل من: السعودية، البحرين، الإمارات، مصر، وتبعتها حكومة اليمن، وليبيا، وجزر المالديف، وجزر القمر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، لاتهامها بتمويل الجماعات الإرهابية وحركات الإسلام السياسي المسلحة، ودعم الإرهاب في المنطقة، وهي ما نفته قطر.