في موسم امتحانات الثانوية العامة يتسرب القلق والتوتر لأولياء الأمور والطلاب خشية عدم اجتياز تلك المرحلة الحاسمة بحد وصفهم.
حالات الاضطراب النفسي، ارتفعت بشكل ملحوظ بين الطلاب، لاسيما أن هناك دراسة رسمية أكدت أن ظاهرة الانتحار بدأت في الاستشراء بين المراهقين خاصة طلاب الثانوية العامة، لما يعانونه من قلق وتوتر وضغوط نفسية.
خبراء نفسيون نصحوا أولياء الأمور بضرورة توفير الراحة النفسية لأبنائهم، إذ أنهم يشعرون بالمسؤولية للحصول على مجموع عالي للالتحاق بإحدى كليات القمة، وهو ما يشكل ضغوطًا عليهم.
وترى الدكتورة هناء علي، أخصائية الطب النفسي أن الطلاب في هذة المرحلة بحاجة إلى إعطائهم الثقة الكاملة بأنهم قادرين على تحقيق أهدافهم وسيحصلون على أعلى الدرجات.
وشددت "هناء" على كل طالب الابتعاد عن أي شيء يسبب التوتر، كمواقع التواصل الاجتماعي مثلًا، أو مراجعة الامتحان مع المدرس أو الأصدقاء.
وتنصح هناء الطلاب بضرورة رسم خريطة ذهنية لكل جزء في المنهج حتى تسترجع المعلومات بسهولة، والتعامل مع المواد العلمية على أنها تناقش ظواهر طبيعية وليست مسائل رياضية بحتة.
وترى هناء انه من المفضل أن نساعد طلبة الثانوية في كسر الروتين سواء بالخروج والتنزه ولو حتى نصف ساعة حتى يبتعد قليلا عن أجواء التوتر والمذاكرة الموجودة بالمنزل.
أما عن الوقت المثالي للمذاكرة خلال فترة رمضان هو بعد صلاة التروايح من 10 مساءا حتي الفجر، ففترة الصيام لايفضل فيها المذاكرة لان الطالب يقفد فيها التركيز والاستيعاب.
وقدمت الدكتورة ولاء عاطف، خبيرة التغذية، عدة نصائح للطلاب قائلة: "علي الطالب الإكثار من العصائر والسلطات والفواكهة، لزيادة نسبة السكريات المنتجة للجلوكوز الذي يتغذى عليه العقل".
وتابعت: "ويجب الإبتعاد عن تناول المخللات، وعدم الإكثار من الحلوى، وإذا لزم الأمر فخذ قطعة واحدة من بعد الإفطار بساعتين، وتجنب الوجبات الدسمة والتركيز على الاكل الصحي والبروتينات، كما يجب الإكثار من تناول الماء، للحفاظ على السوائل داخل الجسم أثناء الصيام.
حالتان انتحار
طالب كفر الشيخ شنًق نفسه في غياب أسرته
أول حالة انتحار كانت في كفر الشيخ إذ أقدم طالب بالثانوية العامة على شنق نفسه قبل بدء الامتحانات بساعات.
وبإجراء التحريات تبين أن الطالب استغل عدم وجود أسرته بالمنزل ليلة السبت، لخروجهم لقضاء بعض الاحتياجات، وقام بتعليق نفسه بغرفة نومه بحبل وعند عودتهم فوجئوا به مشنوقا، فقاموا بإنزاله ونقله لمستشفى بلطيم المركزى، لمحاولة إسعافه، ولكن الأطباء أخبروهم بوفاته، وبالعرض على مفتش الصحة، تبين وجود آثار خنق حول العنق، فقام بإخطار النيابة العامة، والتى قررت انتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثمان، لمعرفة سبب الوفاة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
طالبة الإسكندرية ألقت نفسها من الطابق الخًامس خوفًا من الامتحان
انتحرت طالبة بالثانوية العامة، بإلقاء نفسها من الطابق الخامس بمقر سكنها بمنطقة العجمي غربي الإسكندرية، فيما أكدت أسرتها أنها أقدمت على ذلك لشعورها بالخوف الشديد من الامتحانات ورفضها الذهاب إلى اللجنة.
البداية عندما تلقى اللواء محمد الشريف، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارا يفيد انتحار طالبة بالعقار سكنها بشارع الخلفاء الراشدين بمنطقة العجمي، على اثره انتقل مأمور وضباط مباحث قسم شرطة الدخيلة إلى موقع البلاغ.
وتبين من المعاينة وجود جثة المدعوة "ي.ي.م" 18 عاما، طالبة بالثانوية العامة بمدرسة معالي السلام الخاصة، مسجاة بأرضية منور العقار وبها إصابتها بكسور وكدمات بمختلف أنحاء الجسم .
وبسؤال والداتها "س.أ.ع" 44 عاما، ربة منزل، قالت أن ابنتها كانت تشعر بخوف شديد من الامتحانات وأنها لا تتذكر المنهج وذلك منذ ليلة أمس رغم أنها متفوقة.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور جمال فرويز، الخبير النفسي، إن الانتحار بسبب امتحانات الثانوية العامة، سببه الضغط الذي ينمو إلى الطلاب من قبل أسرهم الذين يشعرونهم بأن الثانوية العامة مرحلة حياة أوموت، فيتعامل الطالب معها من هذا المنطلق ويدخلها ولديه حمل كبير علي ظهره ويعلق عليها كل آماله وطموحاته.
وأضاف "فرويز" صحفية تداولتها مواقع إخبارية محلية، أن الأزمة أحيانًا تبدأ بفعل الطالب فهو من ينمي هذا الشعور بداخله ويأخذ الموضوع على أعصابه من تلقاء نفسه بفعل عوامل كثيرة ربما نظام الثانوية العامة هو أقوى هذه العوامل، مضيفا أن الطالب يعزل نفسه عن كل هذه الضغوط أولًا حتى لا يصل إلى الاكتئاب والتوتر.
وشدد "فرويز" على ضرورة أن يحتوي الآباء أبنائهم بعد الظهور النتيجة، ولا يتعاملون بشكل خاطئ من خلال إشعار الطالب بالندم علي ما أنفقوه من أموال وانه كان مقصًرا فهذا يُشعر الطالب بالذنب، وربما هذا الذنب كان دافعًا له لمعاقبة نفسه بالانتحار.
دراسة
كانت دراسة رسمية، قد كشفت أبريل الماضي، أن 21.5 بالمائة من طلاب المرحلة الثانوية بمصر، يفكرون في الانتحار.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الصحة، التي أجرت الدراسة، التي صدرت هذا العام بعد توقف عن مثل هذا النوع من الدراسات الرسمية لمدة بلغت 7 سنوات.
ووفق البيان، فإن الدراسة أجريت على عينة من طلاب مرحلة التعليم الثانوي، قدرت بـ10 آلاف و648 طالبًا وطالبة، تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا.
وأوضح أن 21.5 بالمائة من الطلاب الذين شملتهم عينة الدراسة يفكرون في الانتحار، بينما يعاني 29.3 بالمائة مشاكل نفسية بينها القلق والتوتر والاكتئاب، و19.5 بالمائة بلغوا حد إيذاء النفس، دون تفاصيل عن بقية النسب.
وتابع البيان أن "33.4 بالمائة من عينة الطلاب لجأوا للعلاج لدى طبيب نفسي، و19.9 بالمائة لجأوا لصيدلي، و15 بالمائة لجأوا لنصائح الأصدقاء".
وأظهرت الدراسة، أن معدل انتشار إدمان المواد المخدرة بين طلاب الثانوية بلغ 0.68 بالمائة، وكان أكثر انتشارًا بين الطلاب الذكور عن الإناث (دون تحديد نسبة بعينها للجنسين).
وبلغت نسبة استخدام الطلاب للإنترنت نحو 71.8 بالمائة، بينها 53.1 بالمائة لاستخدام موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك"، وفق نتائج الدراسة ذاتها.
ولم تذكر الدراسة سبب تفكير هذه النسبة من الطلاب في الانتحار، غير أن غالبية الأسر المصرية تمارس ضغوطا على الطلاب في المرحلة الثانوية، في إطار السعي للحصول على أعلى مجموع يؤهل الطالب للالتحاق بالكلية التي يرغبها، وهو ما يصيب بعض الطلاب بأمراض نفسية.
وكانت وزارة التربية والتعليم المصرية، حذرت أبريل الماضي، الطلاب، من لعبة تعرف بـ"الحوت الأزرق"، بعد أن أدت إلى انتحار مراهقين بعدة دول حول العالم مؤخرًا، ومن بينها مصر.
و"الحوت الأزرق" لعبة إلكترونية مثيرة للجدل، ظهرت مؤخرًا في عدد من الدول، تقوم بالأساس على إيذاء النفس، وتصل حد دفع لاعبها للانتحار.
وبلغ عدد ضحايا هذه اللعبة حسب التقارير أكثر من 130 حالة انتحار حول العالم.