تسود حالة من الغضب، بين مواطني شمال سيناء من أصحاب السيارات الخاصة والأجرة ، بعد توقفهم لجانب سياراتهم أمام محطات الوقود بمدينة العريش لمدة يومين ، دون أن يتمكنوا من مد السيارات بالوقود اللازمة.
وقال الدكتور مؤمن ياسين ، طبيب تخدير بمستشفى العريش العام، لـ"مصر العربية "، وهو يجلس بجوار سيارته في طابور طويل أمام محطة الوقود :" أنا معتكف في الشارع من بعد الفجر ، وراشق فى طابور البنزين لمدة 13 ساعة وفي الآخر رجعت ركنت العربية مكانها لأني ما وصلتش البنزينة إلا بعد ما قفلت".
محمد حجاج ، سائق تاكسي ، قال أيضًا لـ"مصر العربية ":" ما نراه في محطات الوقود هو الذل بنفسه، لأن الوقت غير كافي والسيارات كثيرة ، أصحاب السيارات واقفين من الصبح في الشمس وفطروا اليوم فى الشارع علشان البنزين دى معاناة أخرى تضاف لمعاناتنا منذ 5 أشهر ، ولابد من حل نهائي للازمة".
وأضاف المهندس محمود الحجاوى : " كلام القيادات الأمنية كان واضح بأن هناك 9محطات بترولية ستكون في خدمة أهالي العريش، وستبدأ المحطة بالعمل الساعة التاسعة صباحا علي أن يكون التموين يوم الاثنين والثلاثاء كل أسبوعين، ولكن المدة المحددة بيومين غير كافية خاصة أن السيارات لم تدخل محطات الوقود من 5 أشهر".
وطالب الحجاوي بزيادة الأيام المخصصة لتموين السيارات واستمرار فتح محطات الوقود 4 أيام على الأقل على أن تكون متواصلة ، لتمكين كافة أصحاب السيارات الملاكي والأجرة من تموين سياراتهم.
وعادت محطات الوقود في سيناء إلى العمل بدء من صباح الاثنين وحتى مساء الثلاثاء، ولمدة يومين، بعد توقف لنحو 3 شهور منذ إطلاق العملية العسكرية الشاملة في سيناء، في خطوة لرفع الحظر الذي فرض على الوقود إثر إطلاق العملية لمنع وصوله إلى الإرهابيين
وكان محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور أعلن خلال مؤتمر شعبي ليل الأحد- الاثنين، حزمة من التسهيلات على المواطنين تتضمن صرف 20 لترا من البنزين لكل سيارة ملاكي، و30 أخرى لكل سيارة لنقل الركاب كل أسبوعين.
الا ان نسرين هاشم ، مدرسة ، اعتبرت أن فترة اليومين اسبوعيا غير كافية ، " لأن هناك سيارات حكومية وأخرى تابعة لجهات أمنية تقف أمامنا وتحصل على البنزين ونحن ننتظر تحت أشعة الشمس دون أن يعبرنا أحد".
وشددت على ضرورة أن يضاف أيام أخرى لتموين السيارات للمواطنين ، وتخصيص أيام مختلفة للسيارات الحكومية والأمنية.
وأصيبت حركة التنقلات في سيناء بشلل إثر قرار حظر الوقود، باستثناء أتوبيسات خاصة أمنتها المحافظة لنقل الركاب، لكنها لم تفِ في حاجة المواطنين، قبل أن تتجه الدولة الى تخفيف وطأة الحرب على الإرهاب على الأهالي قبل أسابيع، بإعادة تشغيل سيارات نقل الركاب التي تعمل بالغاز الطبيعي، فيما يتوقع أن تساهم التسهيلات الأخيرة مع تلاشي آثار الحرب على الأهالي وعودة الحياة إلى طبيعتها.
من جانبه ، أكد الدكتور قدري الكاشف ، أن عدد السيارات كبير جدا وكان يجب على المواطنين أصحاب السيارات الخاصة إفساح المجال للسيارات الجرة للتموين لأنها تساهم في حل مشكلة المواصلات ، ويقوم أصحاب الملاكي بالتموين الأسبوع القادم لتخفيف الزحمة على المحطات.
وأطلقت العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018 في 9 فبراير الماضي، باستنفار أمني هو الأوسع في شبه جزيرة سيناء للقضاء على الجماعات الإرهابية تمهيداً لتنميتها. وحققت العمليات خلال الشهور الماضية، نجاحات أبرزها تدمير البنية التحتية الضخمة للعناصر الإرهابية، وقتل المئات منهم وتوقيف آخرين. ولم تحدد القيادة العامة للقوات المسلحة سقفاً زمنياً محدداً للعملية حتى تحقيق هدفها.
في المقابل، قال المحاسب فتحي راشد ، مدير عام التموين بشمال سيناء ، أنه تم فتح 9 محطات وقود في مدينة العريش يومي الاثنين والثلاثاء ، أمام سيارات الأجرة والملاكي ، وتم خلال اليومين تموين أكثر من 5 آلاف سيارات أجرة وملاكي .
وأوضح راشد أن هناك ازدحام فعلا لن السيارات متوقفة من عدة أشهر ولكن خلال الأيام القادمة سنتغلب على ذلك بعد ، وستتم الانفراجة قريبا ، وخاصة أن هناك وعودا من الجهات المعنية بفتح المحطات بصورة تدريجية حتى يتم فتحها يوميا وبصورة طبيعية طوال أيام الأسبوع.
وقال حرحور خلال المؤتمر الشعبي في المدينة الشبابية بالعريش بحضور عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية: إن التنسيق جارٍ مع القوات المسلحة والشرطة من أجل إقرار تسهيلات جديدة على الأهالي، منها فتح طريق السفر أمام السيارات الملاكي ونقل الركاب يومي الخميس والجمعة أسبوعياً"
وكانت حركة التنقلات من محافظة سيناء وإليها توقفت إثر العملية إلا عبر أتوبيسات توفرها المحافظة، وتعد لوائح مسبقة بمستقليها من راغبي السفر، لتوفير التأمين اللازم بالتنسيق مع الجهات الأمنية.