«شيالين الموسكي».. لقمة عيش بانحناء الظهر وعرق الجبين (صور)

أرزقية الموسكي - الشيالين

في حي الموسكي التجاري، شبابٌ يسألون المارة عن رغبتهم نقل بضائعهم أو مشترياتهم إلى مكان آخر بعربات يدوية، فالبحث عن الرزق أجبرهم على النزوح من الصعيد إلى القاهرة.

 

وجد كثير من هؤلاء الشباب رزقهم في بيع الملابس والأحذية ونقل بضائع الزبائن والتجار.. وهنا «الشيّال» ينتظر من ينادي عليه.

 

في التاسعة صباح كل يوم، ينطلق الشباب الشيالين بمناطق العتبة والأزهر والموسكى وباب الشعرية يجرون عرباتهم اليدوية ويمرون على المحلات، في انتظار أرزاقهم، فعادة ينادي عليهم التجار لنقل بضائعهم من المخازن إلى المحلات قبل ساعات الذروة.

 

وخلال ساعات الظهيرة تتكدس الشوارع الضيقة بالزبائن، فلا مجال هنا لعبور سيارات نقل أو تاكسي فوسيلة النقل الوحيدة في الزحام "عربات الشيالين اليديوية".

 

«أوعى ضهرك يا أستاذ, وسع الطريق»، كلمات متكررة نسمعها في شوارع الموسكي والعتبة، فعلى الرغم من ارتفاع حرارة الجو والصيام إلا أن الشباب الشيالين لا ينفكون عن ممارسة أعمالهم.

 

 

 «مصر العربية» التقت واحدًا منهم، وهو «مصطفى الشيال» أحد أبناء محافظة أسيوط الذي فرّ إلى القاهرة للبحث عن الرزق.

 

يقول مصطفى: "أنا جيت للقاهرة أدور على لقمة العيش، مفيش عندنا فرص عمل بالمحافظة".

 

وتابع: "كنت بشتغل فى ليبيا لمدة سنتين وبعد الثورة هناك، وتدهور اوضاعها رجعت إلى بلدتى وبدأت البحث عن عمل بديل، ولكنى لم أجد فنصحنى اصحابى بالسفر معهم والعمل في الموسكى".

 

وأوضح أن هناك فرص عمل كثيرة بالموسكي والعتبة، لأنها منطقة تحظى بقبول كبير من مواطنين فى معظم المواسم، ولانها مقر بيع البضائع الجملة".

 

 ويحكى مصطفى بدياته، قائلا: "قمت بشراء عجلة حديدية بمبلغ 1600 جنيه خاصة بى لحمل بضائع التجار والمواطنين ونقلها من المخازن لأماكن مختلفة.  

 

وعلق: "رفع البضائع أمر شاق جدا ومتعب لأنها تعتمد على الجهد الجسدى كله ولكنى لا يوجد بديل".

 

ويتراوح سعر التوصيلة للموطنين  من 5  إلى 10 حسب بعد مكان عن موقف  السيارات أما توصيلة للتجار من 15 إلى 20 للمرة.

 

 

ويتمنى مصطفى أن يوفر المال لشراء سيارة نقل لحمل البضائع فيها غلى أماكن أخرى بدلًا من الشيالة للتى ترهق الجسم، بالإضافة إلى أنها تصيب بالكثير من أمراض العظام والكتف.

 

وطالب وزارة القوى العاملة بتأمين عليهم أو توفير فرص عمل تحميهم من مشقة العمل بهذه المهنة أو حماية المهنة وتخصيص نقابة لهم.

 

أما فتحى عبد الله شاب تخرج من كلية الحقوق منذ 3سنوات ومن محافظة سوهاج  وبعدها بدأ رحلة البحث عن العمل.

 

ويقول "فتحي" نصحني أحد أصدقائى بالعمل معه في منطقة الموسكى بالعبتة، ونقل البضاعة إلى فرش الملابس التى يسترزق منه بشارع الموسكى على أن تكون نقلت البضاعة من 10 إلى 15 جنيهًا ­ في المرة من التجار إلى الفرش.

 

 

تابع: بدأت اتكيف على العمل وكلما اتذكر سنوات الدراسة بالجامعة اتحسر على حالى وحال اسرتى التى تنتظر منى المال كل شهر لأنى اصبحت عائلهم الوحيد بعد وفاة والدي السنة الماضية".

 

وتمنى "فتحي" أن يترك هذا العمل وأن يعمل في أي وظيفة أقل تعبًا.

مقالات متعلقة