قبل أيام من عيد الفطر المبارك، أصر رأس النظام السوري بشار الأسد استمرار مجازره ضد أهالي إدلب، فقصف المشافي والأحياء المدنية، ليوقع قرابة 17 قتيلا وعشرات الجرحى..
الأسد الذي سيطر على غالبية المناطق بسوريا بمساعدة روسيا وإيران، لم تشفع له حرمة الدم في شهر رمضان الكريم، فنصب مجزرتين، أحدهما في إدلب والأخرى في حماة، واحدة أوقع فيها 17 مدنيا، والأخرى 12 مقاتلا من صفوف الجيش السوري الحر في منطقة سهل الغاب..
خفض التوتر
فرغم خضوع إدلب لاتفاق "مناطق خفض التوتر"، إلا أن رأس النظام لا يزال يقصف ويقتل المئات من النساء والأطفال بها.
وفي الساعات الأخيرة، قُتل 17 مدنياً، في غارات شنّتها مقاتلات تابعة للنظام السوري على مستشفى للأطفال ومناطق مأهولة بالسكان في محافظة إدلب، رغم خضوعها لاتفاق "مناطق خفض التوتر".
وأفادت وكالة الأناضول بأن مقاتلات للنظام استهدفت مدنيين، في مدن بنش وتفتناز وأريحا، وقريتي رام حمدان وبني عز.
قصف المستشفيات
من جهته، قال الدفاع المدني بإدلب إن قوات النظام استهدفت مستشفى النور للأطفال في تفتناز، ما أسقط 5 قتلى، بينهم ثلاثة أطفال.
وخلّف القصف 13 قتيلاً من المدنيين، في حين سقط قتيلان بغارة على أريحا، وقتيل في كل من بنش ورام حمدان.
وأضاف الدفاع المدني أن الفرق المختصة نقلت جرحى إلى مراكز طبية قريبة من المناطق المستهدَفة.
في السياق، قصفت القوات الروسية، الطريق الوحيد الواصل بين القسم الشمالي والجنوبي من سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، مستهدفةً عناصر من الجيش السوري الحر.
وقتل 12 عنصرًا من الفرقة الساحلية الأولى على طريق "العنكاوي - قليدين" جراء قصف النظام سيارتين تابعتين لهم بصواريخ "الكورينت".
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن القصف مصدره قوات النظام المتمركزة في قرية الحاكورة، مؤكدًا أن الطريق المذكور هو صلة الوصل الوحيد بين القسم الشمالي من سهل الغاب والقسم الجنوبي منه.
ويُصعِّد النظام في محافظتي حماة وإدلب باستخدام الأسلحة الروسية المتطورة رغم انتشار كافة نقاط المراقبة العسكرية التركية بموجب اتفاق "تخفيف التصعيد" في أستانا.
روسيا وإيران
الحوقي السوري زياد الطائي قال إن الأسد لا يهمه رمضان أو العيد في سوريا، فرغم تحقيقه مكاسب في سوريا مؤخرا بسبب الروس وإيران، ورغم وجود محافظة إدلب ضمن مناطق خفض التوتر، إلا أنه يقصفها كل يوم أمام مرأى ومسمع الجميع.
وأوضح الحقوقي السوري لـ"مصر العربية" أن الأسد شعر بالانتصار ولذلك يريد الإسراع فيه عن طريق قصف وإبادة كل ما تبقى من المعارضة في إدلب وغيرها، أيضا بمساعدة الروس، وهو ما حدث في الساعات الأخيرة، باستخدام النظام صواريخ الكورينت الروسية الفتاكة والتي تعد من أهم الصواريخ التي يستخدمها النظام ضد المعارضة لدقتها في إصابة الهدف.
وتابع"للأسف يعجز الجميع عن محاسبة الأسد، حتى المحاكم الدولية التي أثبتت تورطه في استخدام الأسلحة السامة كالغاز السام والسارين وغيره، عجزت عن محاكمته، واكتفت الدول الكبرى (أمريكا وألمانيا وفرنسا) بقصفه بعدة صواريخ من سفنها الحربية.
وتعد إدلب (شمال) من أوائل المحافظات السورية التي انتفضت ضد نظام بشار الأسد عام 2011، وقد خضعت لسيطرة المعارضة منذ عام 2015، وتلقب بالمدينة الخضراء، وعرفت التهجير والنزوح والقصف، ووضعت ضمن المنطقة الرابعة من خفض التصعيد بحسب اتفاق أستانا6.
ومنتصف سبتمبر الماضي، توصلت الدول الضامنة لمسار أستانة، وهي تركيا وروسيا وإيران، إلى اتفاق لإنشاء "منطقة خفض توتر" في إدلب، استناداً إلى اتفاق موقَّع في مايو 2017.
وفي إطار هذا الاتفاق، تم إدراج إدلب ومحيطها ضمن مناطق خفض التوتر، إلى جانب أجزاء من محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب).
ووفقاً لتقديرات السلطات التركية، فإن نحو 2 مليون و400 ألف سوري يعيشون في مدينة إدلب حالياً، وصل منهم مليون و300 ألف مواطن من مدن وقرى مجاورة خلال السنوات الأخيرة.