في اليمن.. عيد الفطر برائحة البارود

معاناة أطفال اليمن في عيد الفطر

هلت أيام عيد الفطر المبارك، بنفحات الفرح الممزوجة بالألم والمعاناة من الحرب التي لم تأتي إلا بالقتل والدمار ورائحة البارود التي منعت ملايين من الشعب اليمني من التنفس.

 

ففي ظل الحرب والحصار والفقر والنزوح انتزعت البسمة من شفاه الكثيرين، ولم يحلّ العيد عند البعض حتى بـ"العافية"، فهو مجرد تقليب للمواجع وتجديد للأحزان وتذكّر لأبناء وأشقّاء وأهل وأقارب وأصدقاء ابتلعتهم الحرب، لتتسلّل في زحمة الحزن تهاني خجولة بالعيد.

 

وسيستقبل اليمنيون عيد الفطر دون توقف للحرب، كما أن الفقر أيضا لم يترك بابا إلا دقه، فمع حلول عيد الفطر تنهش متطلبات العيد ما تبقى من منازل اليمنيين الفقير بعد سنوات الحرب وزيادة البطالة في الشباب.

 

تفاقم الأوضاع

 

وفاقم الصراع المسلح أوجاع اليمنيين وأثقل كاهلهم وحرمهم من جميع المناسبات والأفراح، حيث عاش اليمنيون شهر رمضان في ظل ظروف معيشية وسياسية وأمنية صعبة واستثنائية تمر بها بلادهم، أدت لغياب الابتسامة والفرحة وسط إراقة الدم اليمني واستمرار المعارك وتزايد المعاناة الإنسانية جراء الحرب والعمليات العسكرية.

 

 ويعيش اليمن أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة، في ظل أزمة المحروقات والكهرباء وارتفاع الأسعار وزيادة البطالة وإغلاق المؤسسات من جراء الاقتتال الداخلي الذي تشهده أكثر من أغلب مدن البلاد بين قوات الجيش المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية وجماعة الحوثي المنقلبة على السلطة .

 

 وعادة ما يسبق اليمنيون العيد بأيام أو أسابيع لشراء حاجياتهم ومستلزماتهم من ملابس جديدة ومكسرات وعطور وكل الحاجيات المرافقة لذلك.

 

اقتصاد سيئ

 

لكن الوضع الاقتصادي السيئ خيب آمال اليمنيّين في توصّل أطراف الصراع إلى حلّ يضع حدّاً لمأساتهم، ليحلّ العيد في ظلّ تفاقم الأزمة الإقتصادية التي غيبت الفرحة لدى الشعب اليمني.

 

وعادة تشهد الأسواق في صنعاء حالة ازدهار في العشرة أيام الأواخر من شهر رمضان، حيث يقصد الرجال والنساء الأسواق الشعبية والمساحات الكبيرة والمحلات الصغيرة لشراء ملابس وهدايا العيد، لكن هذا العام لم يحدث ذلك بسبب الأسعار المرتفعة وعدم قدرة الكثير من اليمنيين على الشراء.

 

معاناة

 

 بدوره قال الشاب اليمني هيثم الشيبي إن الحصار البري والجوي المفروض من قوات التحالف سبب رئيسي في عدم استيراد احتياجات الشعب اليمني لمواسم العام سواء رمضان أو الأعياد وتقتصر السلع الموجودة على المنتجات المحلية بشكل متواضع.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن الحرب أنهكت جميع الأسر اليمنية ولا توجد أي مدخرات على الإطلاق لأسباب عديدة أهمها البطالة وعدم توفر أعمال للكثير من الشباب والمسؤولين عن أسر.

 

وأوضح أن الكثير من الأسر تعتمد على الملابس القديمة الخاصة او التي ربما تكون حصلت عليها من بعض الجمعيات الإغاثية بعد غسلها وكيها من أجل إدخال البهجة والفرحة على الأطفال.

 

العيد بالمقابر

 

وأشار إلى أن الكثير من اليمنيين يتجهون إلى المقابر لأنهم يعتبرون أن عيدهم هناك بجوار من فقدوهم من ذويهم مؤكداً أن الشعب اليمني يمر بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.

 

وتحوَّلت المقابر التي تزايدت بشكل لافت في اليمن خلال العامين الماضيين، إلى مزارات خلال أيام عيد الفطر المبارك، ونافست الملاهي والحدائق العامة في استقطاب الناس.

 

فمنذ أكثر من ثلاثة أعوام على النزاع المتصاعد، كانت المقابر تلتهم مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، حيث تمَّ تشييد العشرات منها لاستيعاب ضحايا الحرب الذين يتساقطون يومًا بعد آخر، بالإضافة إلى ضحايا الجوع وسوء التغذية والأوبئة المتفشية وآخرها الكوليرا.

 

ذكريات مؤلمة

 

ويحرص الزوار على تلاوة القرآن على أرواح ذويهم، كما يقومون برش الضريح بالمياه ونثر باقات من الزهور والنباتات العطرية التي يجهزونها لهذا اليوم، وفقًا للمصدر.

 

ولا يُعرف الرقم الدقيق لضحايا الحرب في اليمن، إذ تقول منظمة الصحة العالمية إنَّ الأرقام المسجلة في المرافق الصحية منذ 26 مارس 2015، تاريخ تدخل التحالف العربي في الحرب لمساندة قوات الحكومة الشرعية، تشير إلى أكثر من 8 آلاف قتيل، دون تحديد نسبة المدنيين والعسكريين من هذا الرقم، في ظل تكتم أطراف الصراع عن إيراد الرقم الحقيقي لعدد مقاتليهم الذين سقطوا في المعارك.

 

بينما أعلنت المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة مؤخرًا، أنَّ خمسة آلاف مدني هم ضحايا الحرب في اليمن منذ 26 مارس 2015، لكنَّ الحكومة الشرعية تؤرِّخ النزاع منذ اجيتاح "الحوثيين" لصنعاء في 21 سبتمبر 2014، وتقول إنَّه منذ ذلك اليوم، وحتى مطلع يونيو الجاري قُتل 11 ألفًا و251 شخصًا، بينهم 1080 طفلًا و684 امرأة.

مقالات متعلقة