بالصور| ربات منزل: أحلى حاجة في عمايل كحك العيد اللمّة وشقاوة العيال 

أسرة مصرية تصنع كعك العيد بالمنزل

في أجواء عائلية تصحبها البهجة، قبل أيام من حلول عيد الفطر المبارك تبدأ ربات البيوت صناعة كعك العيد بالمنزل، حيث تجلس الأمّ، ويلتف حولها بناتها وجيرانها، مُتجاورين حول طاولات خشبية، ويتفنّن في صناعة أشكال مختلفة من الكعك، ثم يقومن بتسويته على نار هادئة في فرن منزلي أو فرن المخبز.

 

ويعتاد المصريون التجمع على وجبة رئيسية صباحية، حول طبق الكعك الذي يضم أصنافا أهمها الكعك والبسكويت، والغُريبة، و البيتي فور.  

رحاب مصطفى، ربة منزل، قالت لـ "مصر العربية": "أحلى حاجة في عمل كحك العيد، هي اللمة، وشقاوة العيال ولعبهم بالعجين والدقيق، فرحة بنستناها من السنة للسنة".

 

وأضافت رغم التعب اللى بنشوفه فى اليوم ده، إلا أن فرحة أحفاديوتنطيطهم بتهون علينا أى حاجة، مشيرة إلى أن لمّة" العيلة حول مائدة واحدة لعمل الكعك والبسكويت لها مذاق خاص.

 

وقالت مشيرة السيد، ربة منزل: "اتعودت على كل سنة أعمل الكحك أنا وجيراني ورغم إن عمايل الكحك دلوقتي في البيت بقت تكلف أكتر من الأول بس هنعمل ايه ربنا يعينا ومايقطعهاش عادة".

 

وليس كعك المنزل أو المخبز، هو وسيلة المصريين للفرحة بعيدهم، فهناك مصريون يتجهون لمتاجر الحلويات لشراء كميات مناسبة من كعك العيد أيضا.

واستعدت متاجر الحلويات منذ منتصف شهر رمضان، بعرض كميات من كعك العيد. ووسط إقبال من المصريين معتاد على تلك البهجة السنوية التي تبدأ في أواخر شهر رمضان، تشتهر أغنية المطربة المصرية الشهيرة أم كلثوم (1898- 1975)"ياليلة العيد آنستينا وجددتى الأمل فينا يا ليلة العيد".

الكعك أصله فرعوني أظهرت برديات ونقوش في تاريخ مصر الفرعوني، تقديم زوجات الملوك الكعك للكهنة القائمين على حراسة هرم خوفو بالجيزة، في يوم تعامد الشمس على حجرة الملك، وكان يُسمى بالقُرَص حيث كانوا يشكلون الكعك على شكل أقراص.

وذكرت دراسة لعالم الآثار الإسلامية علي الطايش أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن "أول من اهتم بصناعة الكعك بصورته الحالية، كانت الدولة الطولونية (868-904م)، إلا أنها ازدهرت في عهد الفاطميين (909-1171م)، حتى أنهم انشأوا ديوانًا حكوميًا، يختص فقط بكعك العيد أطلقوا عليه اسم (دار الفطرة)، وكانوا يستعدون لصناعة الكعك من شهر رجب حتى النصف الثاني من رمضان، عن طريق أكثر من 100 عامل".  

وتابعت الدراسة: "في عهد المماليك (1250- 1517م)، كان الأمراء يوزعون الكعك على الفقراء والمتصوفين وكانوا يعتبرونه صدقة، خاصة من مدرسة الأميرة "تتر الحجازية" بحي الجمالية (وسط القاهرة)، التي كانت توزع الكعك الناعم والخشن على الموظفين، قبل أن يتطور الأمر لتبادل سكان مصر حينها الكعك كهدايا ويتنافسون بإجادته".

وأشارت الدراسة إلى رواج صناعة الكعك في عيد الفطر، دفع المماليك إلى إنشاء سوق يطلق عليه "الحلاويين" داخل باب زويلة، كانت تعرض محاله أجود أصناف الكعك خلال العشر الأواخر من رمضان، بعدما تفنن صناعه في نقشه بقوالب مختلفة. ويحتوي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، على هذه القوالب منها ما هو مكتوب على بعضها عبارات مثل: "كل هنيا" و"كل واشكر" و"كل واشكر مولاك" و"بالشكر تدوم النعم".

مقالات متعلقة