لاجئو سوريا في عيد الفطر.. فرحة مسروقة في بلاد الجوار

لاجئون سوريون يعانون في بلاد الجوار

واقع أليم هو الذي يعيشه الملايين من اللاجئين السوريين، سواء على أرض دمشق أو في البلدان التي لجئوا إليها، فبينما يحتفل المسلمون حول العالم بمناسبة عيد الفطر المبارك، تستمر معاناة الملايين من اللاجئين على خلفية الحرب المندلعة في بلادهم منذ أكثر من 7 سنوات..

فمن الموت إلى الموت، عبارة رسمتها معاناة اللاجئين السوريين لأكثر من 7 سنوات قصف وقتل ودمار ودماء لم يعد لها ثمن، مشردون مزقهم الحصار واغتالتهم الأمراض، وباتوا مطاردون في كل مكان.

 

الأزمة السورية والتي باتت أعقد أزمة في التاريخ، شعبها لم يعد يحتمل ما يتعرض له، مجازر تكال ضده كل يوم، فلا تمر ساعة دون أن تكتب فيه شهادة وفاة سوري داخل وخارج وطنه.

 

بلاد الجوار  

فبعد سنوات من الحرب والدماء، وهربا من رصاص بشار الأسد، ونيران المعارضة، لجأ آلاف السوريين إلى دول عربية وغربية مجاورة بحثا عن عيشة آمنة، وحياة مطمئنة، لكن بعض الدول أبت أن تحقق أحلامهم، فوجدوا أنفسهم مرحلين قسرا أو عالقين قهرا أو مطرودون و مهانون، فلم يشفع لهم جراحهم، أو دموع أطفالهم، أو نحيب نسائهم وشيوخهم، فباتوا عرضة للإهانات اليومية.

غالبية الأسر السورية اللاجئة، فرت إلى تركيا والأردن ولبنان ومصر، وبعض البلدان العربية والغربية، لكن القدر أراد أن يعاني هؤلاء اللاجئين، فتزامنا مع احتفالات المسلمون بعيد الفطر المبارك، تعاني آلاف الأسر السورية اللاجئة في غالبية مناطق لجوئهم..

 

ففي لبنان والتي تستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، لم يغب يوما ذكر عبارة "لاجئو سوريا" عن شفاه أي مسئول لبناني، آخرها على لسان أكبر رأس في بيروت الرئيس اللبناني ميشال عون والذي دعا إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وكذلك تصريحات مماثلة خارجة من رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري..

 

وأخذت لبنان تصعد من لهجتها أكثر فأكثر على خلفية تداعيات اللجوء السوري على الاقتصاد اللبناني، وتأثيره على ارتفاع التضخم وانخفاض مستوى معيشة المواطن اللبناني، حيث أعلن هادى هاشم مساعد وزير الخارجية اللبناني، عن رفض لبنان لأي مساعدة دولية تستهدف إبقاء النازحين السوريين داخل الأراضي اللبنانية، مشيرًا إلى أن الدستور يحظر تماما توطين اللاجئين، معتبرا أن هناك حملة ممنهجة من جانب المفوضية العليا لشئون اللاجئين لعرقلة عودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة ببلدانهم.

 

معاناة في الأردن  

وفي الأردن تقضي آلاف الأسر عيد الفطر في ظروف اقتصادية قاسية، تزامنا مع مرور المملكة الهاشمية بأزمة اقتصادية واحتجاجات شعبية نتج عنها إقالة الحكومة.

 

وتعيش الغالبية المطلقة من اللاجئين السوريين في الأردن تحت خط الفقر، حسب تقارير اقتصادية، صدرت مؤخرا من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

 

وبحسب دراسات محايدة، تبلغ كلفة استضافة اللاجئ الواحد حوالي 2500 دينار سنويا، تتحمل الأمم المتحدة والدول المانحة الجزء الأكبر منها، يشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين في المخيمات يبلغ 141.519 ألف لاجئ، أي ما يعادل 21.6 %، وباقي اللاجئين يسكنون في المدن والقرى الأردنية.

 

ويعاني الأردن في الأشهر الأخيرة من أزمة اقتصادية خانقة، على خلفية تمسك الأردن برفضها لما يسمى صفقة القرن، بعدها جاء عقاب سعودي للملكة الهاشمية بحسب تقارير إعلامية.

في مصر لم يتغير الحال، فالغالبية من اللاجئين السوريين، في معاناة قاسية، الفقر المدقع التي تعانيه غالبية المناطق المصرية مع رفع الأسعار وتردي الأوضاع الاقتصادية، دفع اللاجئ السوري في مصر، بين جالس أمام المساجد طلبا للأموال، أو مطارد، أو عاطل يبحث عن عمل، ليأتي عيد الفطر وهو في أضيق حالاته.

 

وفي تركيا فالحال قد يكون أسهل من أي دولة، نظرا لظروف أنقرة الاقتصادية، والتي تستقبل قرابة 2 مليون لاجئ، لكن مؤخرا بدأت تتراجع صرف الليرة التركية، مما قد يؤثر بحسب تقارير إعلامية على مستقبل اللاجئين السوريين.

 

اقتصاد تركيا  

محمد النصر، أحد أهالي دمشق السورية، والمقيم الآن في اسطنبول التركية، قال لـ"مصر العربية" إن أوضاعنا أحسن حالا من أخوتنا اللاجئون في الأردن أو مصر أو لبنان، فالحال عندنا أفضل نوعا ما، لكن ومع تراجع الاقتصاد التركي بدأنا نشعر بالغلاء، لا نستطيع القول إلا "حسبنا الله ونعم الوكيل".

 

وأوضح لـ"مصر العربية"، أعمل ليل نهار لأتمكن من توفير مصروف والدتي و3 أخوة، يعيشون معي، وأبي ليس بمقدوره المساعدة، كونه لا يعمل لكبر سنه، مضيفا: لدينا الكثير من العادات والتقاليد التي كانت تميزنا في عيد الفطر في سوريا، لكننا افتقدناها في تركيا.

وأضاف: هناك منا من يذهب عبر الحدود التركية السورية لقضاء العيد في سوريا، خصوصا المناطق التي حررها الجيش التركي في الشمال السوري، وعادة ما يعاودون لتركيا بعد أسبوع من السفر.

 

وتابع: لدي بعض الأقارب في الأردن، ليس معهم ما يحتفلون به هناك، فالأوضاع الاقتصادية متردية، سرقت منهم فرحة العيد.

 

أم دعاء، سيدة سورية تعيش في مصر، أبت ذكر اسمها كاملا واكتفت بذكر، أم دعاء، بدأت حديثها لـ"مصر العربية" قائلة: الأوضاع هنا صعبة للغاية، لا نعرف طعم فرحة العيد بسبب اللجوء في بلاد الجوار، العيد عنا في سوريا كان له طعم جميل، والآن حرمنا منه.

 

اضطهاد الشعب السوري  

وأوضحت السيدة التي كانت جالسة أمام أحد المساجد: الشعب المصري من أفضل الشعوب، أكرمنا ووقف بجانبنا، لكن هناك أيضا من يشعرنا بالاضطهاد، وهناك من يعاملنا على أننا مواطنون من الدرجة الثالثة بلا أي حقوق، حتى المجتمع الدولي لم يعد يذكر أزمتنا.

 

وتابعت: لدي 3 أطفال، أكبرهم لديه 9 سنوات، وزوجي متوفى، وأسكن في أحد المدن بالجيزة، أعول أولادي في ظل ظروف قاسية، وأعتمد يوميا على التبرعات التي أتلقاها من المصلين الخارجين من المساجد، والحمد لله ما زلنا على قيد الحياة.

 

وأنهت اللاجئة السورية كلامها: المساعدات المقدمة لنا قليلة جداً ولا تذكر، كما أنها باتت موسمية"، لم يعد لدينا سوى جمع التبرعات.

 

 

 

مقالات متعلقة