يبيت المسنان أيامهما الثلاث الأولى داخل"كشك" صغير أسفل عقارهما المنهار وفى اليوم الخامس فتح لهم بيت الجيران، لم يصدقا انهما وابنتهما ذات الـ 18 عامًا سيكون مصيرهم الشارع، أو اللجوء لجارهما صاحب الكشك ليأويهم، لينته بهم المطاف فى بيت الجيران، المحافظة لم تغفل قصتهم ولكن حينما ذهبوا ليتسلموا الشقة التى وعدتهم بها كانت الصدمة ..- حسب رواية الأسرة صاحبة البيت المنكوب- ..
تواصلت «مصر العربية».. مع ابنتهم (أمانى محمد ) لتسرد لنا تفاصيل الحكاية منذ البداية..
تقول بدأت القصة مع صاحب العقار بمنطقة نادى الصيد بالاسكندرية، حيث كان يعكف ويحاول جاهدًا على«تطفيشنا»، وطردنا من المنزل تارة بترك صنابير المياه مفتوحة لفترات طويلة بالطابق العلوى لنا، وتارة أخرى بالطرق على الجدران وتكسير اجزاء من المنزل.
لافته أنه فعل كل هذا حتى يتمكن من بيع الأرض محل العقار بسعر عال بعد هدمه، وتابعت: حينما رفضنا مغادرة البيت الذى يقيم به والداى منذ 92، وجدنا صاحب المنزل يقوم بأعمال "دق" على الجدران، والتى من المؤكد أنها اثرت على أساس المنزل، لنفاجئ بيتنا ينهار منذ أيام.
سقط المنزل ولم يبق لهم منه ولا من مقتنياتهم أو مدخراتهم شئ؛ -حسب رواية الابنة-، قائلة: حضر أحدهم من المحافظة وأخبرنا أنه سكرتير المحافظ وسيوفر شقة لنا.
واستكملت: حينما ذهبنا لاستلام الشقة فوجئنا أنها تقع فى منطقة مقطوعة اسمها -توكشى- عبارة عن غرفة بحمام إلى جوار المقابر فى الطابق الأرضى، وكانت هذه صدمة لنا كيف سيعيش بها والدى المريض بالقلب، وأمى المريضة ايضًا فضلًا عن كونى اعيش معهم ايضًا، ولى شقيقة تكبرنى متزوجة.
(كشك الجيران).. كان هذا ملجأهم الثانى، حسبما أخبرتنا أمانى؛ قائلة: بعدما وجدنا أن المحافظة عوضتنا عن شقتنا بأوضة فى الوقت الذى نشر بوسائل الاعلام أننا تسلمنا شقة وهذا لم يحدث، عدنا من حيث جئنا حيث بيتنا المنهار، وانتظارنا لنصل لحل فضلًا عن أن النيابة كانت تحضر وتعاين.
وأضافت: فى الليل فتح لنا جارنا كشكه الكائن أسفل عقارنا المنهار، ليبيت فيه والداى لحين حل الأزمة، وهذا الوضع استمر لنحو 3 أيام وفى اليوم الرابع فتح لنا جار آخر شقته بعدما رآى الوضع بهذا الشكل، وبعدما اشتد المرض بأبى، وها نحن نبيت مع اسرته، ولكن لن يستمر الوضع على هذا النحو.
واستطردت قائلة: والدى يدعى محمد عجمى ليس لديه مصدر دخل الآن حيث كان يعمل صيادًا، إلى أن أصبح لا يقوى على العمل بعد مرضه وتخطيه سن الـ 60، فى حين يبلغ عمر والدتى 55 عامًا، وليس من المعقول بعد هذا العمر أنا يجدا أنفسهما فى الشارع
قبل أن نتواصل معها.. لم تجد ابنتهم مكانًا تطلق منه استغاته سوي عبر صفحات الفيس بوك قائلة: "يا جماعة بيت ابويا المريض وقع، صاحب البيت هو السبب وعياله كل يوم يكسروا فيه لحد ما بقى بالمنظر ده، فى اسكندربة منطقة نادى الصيد، وطبعًا بتوع الحى والمحافظة كل اللى عملوه وفروا لهم أوضة جنب المدافن فى الدور الأرضى بمنطقة اسمها (توشكا).
وتابعت فى استغاثتها: "يعنى متصلحش لرجل مريضة ولا لزوجته المريضة، بيتهم اتخرب والرجل مبيشتغلش"، وطالبت الفتاة فى النهاية نشر والتفاعل مع مشكلتهم حتى تصل لاى مسئول.
واعقبها استغاثة ثانية " ابويا المريض وامي المريضة مرمين ف الشارع بهدمهم الي نزلوا بيها من بيتهم اللى انهار، الصحفين والتلفزيون قالوا إن هما وفروا لنا شقة وصرفوا لنا تعويضات واقسم بالله مافي حاجة حصلت من الكلام ده، لما سكيرتير المحافظ جه وشافنا قالنا هنديكوا شقة ولما روحنا نشوفها لقيناها اوضة ارضي بحمام جنب المدافن بمدينة اسمها توشكا متصلحش للسكن، وصلوني لحد مسئول أو مهم يحللنا اللي احنا فيه دة، واهلى دلوقت طول النهار فى الشارع وبيناموا بالليل فى دكان الجيران".