بعد 100 عام على انطلاقها|عماد الضمور: الثورة العربية أثرت على حركة الشعر

ندوة لمناقشة كتاب "اثر الثورة العربية في الشعر"

في دائرة المكتبة الوطنية بالأردن، اجتمع محبو الشعر والثقافة، وعدد من الشعراء لمناقشة كتاب "أثر الثورة العربية الكبرى في الشعر الأردني المعاصر" للدكتور عماد الضمور.  وقدم الدكتور عبد الباسط الزيود، قراءة نقدية للكتاب، قال فيها: "الكتاب جاء بعد مضي زمن طويل على انطلاقة الثورة، والتفت لما لم يلتفت له كثير من الباحثين، ويعد قيمة مضافة نقديا وأدبيا. وأوضح أن قيمة الكتاب تبرز في المنهج المحكم وفي المعالجة وتنويع أدوات المقاربة ما بين نفسية ووجدانية وتاريخية وسياسية وتفكيكية، ودرس الباحث في تمهيده موضوع الثورة فكرًا وهدفًا. واستعرض عبدالباسط الزيود؛ فصول الكتاب، وأشار إلى أن الفصل الأول تتبع الحركة الشعرية من تأسيس إمارة شرق الأردن 1921 إلى 1946 في بعديه الجذور والامتداد متحدثًا عن هموم الشعراء في هذه المرحلة ومضامين شعرهم من جانبين: القومي والوطني، خص الباحث هذه الفترة بالعناية لأهميتها في بلورة مشروع الثورة شعريًا وفكريًا.

 

وتناول الباحث في الفصل الثاني الثورة مضمونًا في الشعر الأردني عبر تتبع أفكارها وأهدافها وتنوع غايات الشعراء حيث تمكن من لم شمل المضامين وتأطيرها تحت عناوين دالة.  وتابع: "تمكن الباحث في الفصل الثالث من دراسة اللغة الشعرية، كذلك الصورة الشعرية التي عدّها روح الشعر ومبناه وهي التي تحمل الدلالة لتعطيها تجليًا شكليًا للبصر، ورسم الشعراء من خلالها صوراً فريدة ورائعة البناء والتركيب.

 

ومن جهته، قال د. الضمور، إن فكرة الكتاب جاءت بعد مضي مائة عام لانطلاقة الثورة العربية الكبرى بوصفها أول محاولة وحدوية للأمة العربية في العصر الحديث، مبينًا أن الثورة العربية الكبرى لم تكن حدثاً عادياً في حياة الأمة، بل هي نقطة تحول في تاريخها الحديث ووهجاً واضحاً مصدره الرسالة التي تحملها ونضال قادتها من أجل الأمة العربية، فهي تحمل شرعية الرسالة وعظمة الانجاز وتعكس آفاقاً مستقبلية قابلة للامتداد الفكري والحضاري.

 

ولفت إلى أن الثورة العربية الكبرى في الشعر الأردني هي حفظ للقصيدة رؤيتها القومية ووهجها العروبي ومن الناحية الفنية ظهرت في شكل واضح في القصائد العمودية مما عزز أثر الثورة في الحفاظ على نهج وبناء القصيدة التقليدية في الأردن .

 

وأشار إلى أن أثر الثورة العربية الكبرى في الشعر قد تجاوز التصوير والصياغة اللغوية إلى محاولة التغيير والبعث، وأغنت الثورة الجانب العاطفي الانفعالي عند الشعراء لذا اتسمت لغة الشعراء بالعنفوان والخطابية أحياناً.

 

واختتم قائلًا: "الثورة العربية الكبرى بأحداثها العظيمة وموروثها الفكري الخصب أغنت حركة الشعر في الأردن بمضامين شعرية ذات طبيعة تحريرية عكست على مستوى البناء الفني للنص الشعري". 

مقالات متعلقة