مر عيد الفطر المبارك المناسبة الوحيدة التي تعتبر فرصة تسويق وبيع الكحك المرتبط باسمه"كعك العيد، إلا أنّ الكميات الكبيرة بالأسواق من الكحك والحلويات تؤكد عمق أزمة الركود وانعكاسها على تجار الحلويات والمخبوزات في شمال سيناء.
المواطن عبد الله سعيد قال لـ "مصر العربية " إن ارتفاع الأسعار في كل شيء أدى إلى عزوف الناس وخاصة محدودي الدخل عن عاداتهم السنوية في شراء "كحك العيد" خلال عيد الفطر وخاصة في منطقة تعاني من اضطرابات وظروف أمنية صعبة.
محمد البيك، صاحب محلات حلويات شهير بالعريش، أرجع سبب ارتفاع أسعار كعك العيد إلى الزيادة الكبيرة في أسعار مستلزمات الإنتاج مثل الدقيق والسكر والسمن والبيض بنسبة وصلت إلى أكثر من 40% مقارنة بالعام الماضي.
وحسب البيك، ارتفعت أسعار كيلو الكعك، هذا العام، إلى أكثر من 30% مقارنة بأسعار العام الماضي نتيجة لزيادة تكلفة مستلزمات "الكحك"، مشيرا الى "ضعف البيع، هذا العام، وهناك من يشتري كيلو جراماً أو اثنين على عكس السنوات الماضية، حيث كان كثير من الأهالي يشترون أكثر من 5 كيلوات في السنوات الماضية".
وقال خالد عبد الله، صاحب معرض ومخبز، أنه في مثل هذه الأيام قبل وبعد العيد كان هناك زحام من الأهالي على شراء "الكعك" إلا أن هناك ضعفاً في الإقبال هذا العام، لارتفاع أسعار البيع الناتج عن رفع أسعار الدقيق ،والسكر والسمن والمكسرات التي يتم استيرادها من الخارج.
وقال كمال عروج، صاحب محل حلويات، إن نسبة مبيعات الكحك والبسكويت في محلة لم تتجاوز ال20 % وإن نسبة خسائره تعدت ال80%، بسبب ركود السوق ولجوء غالبية الأهالي لعمل 2 أو 3 كيلو دقيق كحك وبسكويت بالبيت من قبيل العادة، ومقاطعة الكحك الجاهز لارتفاع سعره.
وأضاف: "اتفقنا كأصحاب المحلات، عمل تخفيضات بنسبة تصل إلى 40% لتعويض الخسارة، ولجذب المستهلكين حتى لا تتعرض بضاعته للتلف، إلا أن الناس مستمرة في مقاطعة الشراء من باب "بعد العيد لا يفتل الكحك".
وأكد أحمد عبد الظاهر، صاحب محل حلويات ومخبوزات، أن كثيرا من الأهالي فضلوا التغلب على مشكلة ارتفاع الأسعار بصناعة "الكحك" والبسكويت داخل المنازل للهرب من ارتفاع أسعار الجاهز وتسويتها في أفران المخابز لتقليل الأعباء المالية وتوفير مبالغ لشراء ملابس العيد، والعوض على الله في "الخبطة الجامدة اللي عورت أصحاب المحلات".
وتراوح سعر كيلو البسكويت ما بين 55 الى 65 جنيهًا والكحك المحشو ما بين 60 الى 70 جنيهًا، حسب أصحاب محلات المخبوزات والحلويات.
إيمان سمري، موظفة " قالت لـ "مصر العربية ": إن "أسعار "الكحك" مرتفعة جداً، و أصبح الاستمتاع بالأعياد محرماً على الغلابة"، مشيرة إلى أنها اشترت نصف الكمية فقط للهرب من جحيم الأسعار.
فيما واضح رامي الخطيب، موظف، أن نفقات رمضان وملابس العيد أرهقت المصريين، ووصلوا الى محطة العيد وقد نفذت فلوسهم ولم تسمح ظروفهم بشراء "الكعك" قائلا" كحك العيد إرهاق للميزانية بعد رمضان، وارتفاع اسعاره خلانا نستغنى عنه".
سمير سليمان بائع حلويات، قال لـ" مصر العربية"، اشتريت 700 علبة وزن 1 كيلو جرام تشكيلة حلويات العيد، وعرضتها للبيع في العريش بسعر 30 جنيه للعلبة، وخلال 15 يوم من منتصف رمضان وحتى اليوم بعت فقط 180 علية وبقية الكمية ما زالت موجودة، لعدم الإقبال:" الناس تعبانه وبيستغنوا عن الحاجات الحلوة وبيشتروا الضروريات".
وأشار سليمان الى أنه سيقوم بعمل تخفيضات من خمسة إلى عشرة جنيهات ليبيع كمية علب الحلويات الموجودة لديه: "أبيع بخسارة ولا أخسر كمان رأس المال".