كل منا مُعرَّض للأزمات في أي وقت، وأحيانًا دون سابق إنذار تقع الكارثة، ودائمًا ما يتبادر إلى الذهن عدة تساؤلات، أهمها "كيفية التعامل مع الأزمة؟ والتغلب عليها وخطيها، وأيضًا تجنب آثارها؟.
ولذلك خصصت الدكتورة مبروكة محيريق، كتابها "إدارة الأزمات والكوارث"، والصادر حديثًا عن مجموعة النيل العربية. وتطرقت الدكتورة مبروكة محيريق، إلى علم إدارة الأزمات، وهو العلم الإداري الذي يختص بدراسة الأزمات على تنوع تصنيفاتها ويختص بكيفية التعامل مع الأزمات؟ وتقول الكاتبة: "شهدت السنوات الأخيرة عددًا متزايدًا من الكوارث الطبيعية، وأخرى من صنع الإنسان، التي ضربت أنحاء متفرقة من العالم بما في ذلك زلزال "تسونامي" الذي ضرب جنوب شرق القارة الآسيوية والذي أودى بحياة الآلاف، وزلزال هاييتي، وإعصار كاترينا في القارة الأمريكية، وأيضًا مظاهر الجفاف والمجاعات في إفريقيا.
وأضافت، أن هذه الأزمات تتمثل أيضًا في الأمراض والأوبئة التي انتشرت في جميع أنحاء العالم مثل: "السارس، والأنثراكس، وجنون البقر، وأنفلونزا الطيور والخنازير" وغيرها، فضلًا عن المخاطر التي سببتها الأزمات والمتغيرات المناخية والكوارث البيئية، مثلما حدث في اليابان من انفجار المفاعلات النووية، وانتقال خطرها الإشعاعي إلى مساحات شاسعة امتدّت إلى الدول المجاورة، وما نشأ عنه من انعكاسات مدمرة على الطبيعة والمناخ البيئي. وأشارت الدكتورة مبروكة محيريق، إلى أنّ الأزمات تشمل أيضًا الصحة البدنية والنفسية للإنسان، الأمر الذي يحتاج إلى منظومة استعدادات متكاملة من حيث إعداد الخطط ورسم السيناريوهات المناسبة لدرء الأزمات ومواجهة تلك الكوارث. ولفتت إلى ضرورة الإلمام بمواطن الخطورة المحتملة، لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تفاقمها، وتقديم حلول فاعلة تحد من الخسائر وتسهم فى حماية الأرواح والممتلكات، من خلال استخدام علم دراسات المستقبل، وتسخير العلوم والمعارف فى ذات الشأن لخدمة الإنسان والبيئة، والخروج بالتوصيات التي من الممكن أن تقدم حلولًا فاعلة لتحقيق أعلى درجات الأمن والاستقرار للمجتمعات العربية.