نجحت البعثة المصرية الألمانية العاملة بمنطقة سقارة الأثرية غربي القاهرة، في اكتشاف بئر أثري بعمق 30 مترًا، يضم عددًا من الاكتشافات، بعد نحو 116 عاما من توقف أعمال البحث بتلك المنطقة.
وأعلن الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، عن اكتشاف ورشة كاملة للتحنيط بمنطقة سقارة، ملحق بها حجرات للدفن بها مومياوات تعود إلى عصر الأسرتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين (664-404).
وأكد العناني وزير الآثار أن الكشف الأثري الذي تحقق في منطقة جبانة سقارة، كشف أثري عالمي كبير، مشيرًا إلى العثور على أكثر من 5 توابيت حجرية.
وأضاف وزير الآثار خلال مؤتمر صحفي اليوم، أن البعثة الأثرية المصرية الألمانية، التابعة لجامعة توبنجن، عثرت على قناع مومياء مذهب ومطعم بأحجار نصف كريمة كان يغطي وجه إحدى المومياوات الموجودة بإحدى حجرات دفن الملحقة، إضافة إلى ثلاث مومياوات ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الكالسيت وعدد من الأوشابتي.
وأضاف "العناني"، أنه جرى اكتشاف ماسك فضة مغطى بالذهب، وأواني جنائزية تستخدم في التحنيط، و35 مومياء، و5 توابيت حجرية فتح واحد منها فقط، على أن تفتح الـ٤ الباقية خلال المرحلة المقبلة.
وقال مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في تصريحات صحفيةإن "الكشف الأثري الجديد فى جبانة سقارة؛ يكشف لنا معلومات مهمة عن سر التحنيط في مصر القديمة". وأضاف وزيري، إنه "تم العثور داخل البئر بعمق 30 متر على ورشة للتحنيط، ومجموعة من الدفنات و3 مومياءات و5 توابيت حجرية". وأشار أنه "تم فتح تابوت واحد به مومياء عليها بقايا مذهبة إلى جانب تابوت من الخشب وقناع من الفضة المذهبة وحوالي 1500 من تماثيل أوشابتي (صغيرة) وأوان كانوبية من الفخار والتي كان يضع بها زيوت ومواد التحنيط". وأوضح أن "آخر عمل أثري في المنطقة كان عام 1900 حتى جاءت البعثة المصرية الألمانية في مارس 2016 وبدأت العمل".
ولفت إلى أنه "سيتم حاليا دراسة مكان نقل تلك المقتنيات سواء للمتحف المصري بالتحرير أو المتحف الكبير (غربي العاصمة)" وبيّن أن "العمل مستمر في منطقة (سقارة) وقد يستغرق عدة سنوات للكشف عن مزيد من الآبار". ومنطقة سقارة الأثرية كانت تستخدم كمنطقة دفن القدماء المصريين على مختلف العصور، وهي مُدرجة ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، للتراث العالمي، منذ 1979. والجبانة هي مقبرة أثرية لدفن الأموات سواء بشكل فردي أو جماعي لدى القدماء المصريين، وكانت عادة تحوي أثاث جنائزي لإيمانهم بعقيدة "البعث والخلود"، أي وجود حياة ما بعد الموت تتطلب توفير ما يلزم لمعيشة في العالم الآخر. وتشهد مصر من وقت لآخر، الإعلان عن اكتشافات أثرية، وتزخر البلاد بآثار تعود لعهد قدماء المصريين الذين بنوا الأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة. -