تحت عنوان "جنوب إفريقيا بعد مانديلا.. الآمال تتحطم؟" سلطت وكالة الأنباء الفرنسية الضوء على التقدم الذي أحرزته جنوب إفريقيا منذ عام 1994 والتي كانت بمثابة نهاية الفصل العنصري، حتى الآن.
وقالت الوكالة، إنَّ جنوب إفريقيا أنهت حقبة الفصل العنصري بتفاؤل كبير، ولكن على مدى السنوات الـ24 الماضية، كافحت للوفاء برؤية مانديلا.
وفي وقت سابق، أعلن تقرير للبنك الدولي من هذا العام أنَّ جنوب إفريقيا أكثر المجتمعات غير المتساوية في العالم، فقد ازداد عدم المساواة، ولا يزال العرق يؤثر على القدرة على العثور على وظيفة، فضلًا عن الأجور التي يتلقاها الموظفون.
وكشف التقرير عن انزلاق ثلاثة ملايين آخرين إلى الفقر بين عامي 2011 و 2015 ، بسبب ندرة الفرص.
وتظل العنصرية موضوعًا دائمًا للحياة، حيث تثير التعليقات العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الحياة اليومية غضبًا مستمرًا ونقاشًا عامًا غاضبًا.
ووجد استطلاع سنوي أنه عام 2000، يعتقد 72٪ من الناس أنّ العلاقات بين الأجناس تتحسن ، لكن 45٪ فقط كانوا يشعرون بالشيء نفسه عام 2014.
وأوضحت الوكالة، ألقت البطالة بظلالها خلال الفصل العنصري وبعده، وفي عام 1994، كان معدل البطالة حوالي 20 %، مع آمال عالية بأن إعادة انخراط البلاد في الاقتصاد العالمي من شأنه أن يؤدي إلى النمو الذي من شأنه أن ينعكس على سوق العمل.
لكن الإحصاءات تحكي قصة قاتمة، ووصلت نسبة البطالة حاليًا إلى 26.7 %، وهي نسبة تقترب من الرقم القياسي الذي سجلته خلال الفترة بعد الفصل العنصري عام 2017.
ويقول العديد من المحللين، إنَّ معدل البطالة الحقيقي أعلى بكثير، وبطالة الشباب تتجاوز 50 %، وتشير الأرقام إلى جيل كامل من "المولودون المفلسون" .
وكان نمو الناتج المحلي الإجمالي لجنوب إفريقيا غير متجانس وبطيء في كثير من الأحيان، حيث ارتفع من 3.2 % عام 1994 لـ 5.6 % عام 2006، وانخفض لـ 1.5 % عام 2009، قبل أن يتعافى لـ 1.5 % هذا العام.
وتعاني جنوب إفريقيا من انتشار فيروس الإيدز، حيث يبلغ عدد المصابين بالفيروس 7.1 مليون شخص ومعدل انتشار بين البالغين البالغ يصل لـ 18.9 %.
وقدر باحثو جامعة هارفارد أن 330 ألف شخص ماتوا بلا داع، ولقد غيرت جنوب إفريقيا مسارها عام 2008 ولديها الآن أكبر برنامج علاج مضاد للفيروسات في العالم، وتم تمويله بشكل كبير من مواردها الخاصة، وعاد متوسط العمر المتوقع لحوالي 63 سنة.
كذلك تعاني جنوب إفريقيا من مستويات عالية من الجرائم العنيفة التي تتراوح بين القتل والاغتصاب وانتهاكات السيارات والسلبات.
وفي العام الماضي، قُتل 19000 شخص في البلاد بمعدل 52 شخصًا في اليوم، الخوف من الجريمة ثابت في حياة الكثيرين، وغالباً ما يعتقد الجنوب أفريقيون أن المشكلة ازدادت منذ عام 1994 ، لكن الإحصاءات متنازع عليها كثيراً.
وارتفع معدل القتل منذ عام 2013، ومهما كانت المخاطر، فإن مواطني جنوب إفريقيا يعيشون مع الخوف الدائم من الجريمة العنيفة.
الرابط الأصلي