عندما يذكر اسم "نيلسون ماديلا" يذكر معه النضال والوقوف في وجه الظلم ومحاربة العنصرية والتمييز الطائفي، ليبقى "نيلسون مانديلا" رمزًا للحرية.
يمكننا أن نتحدث عن "نيسلون مانديلا" ببساطة، لكن حياته لم تكن بسيطة على الإطلاق، هذا الرجل الذي قاد جنوب أفريقيا إلى الديمقراطية وطوى صفحة التمييز العنصري، رحلته كانت طويلة من أجل الحرية، سطرها في مذكراته، وخرج في قصة نضاله مئات الكتب والمؤلفات والأبحاث.
«نيلسون روليهلاهلا مانديلا».. سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب إفريقيا 1994-1999.. أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومة "مانديلا" على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية سياسيا، هو قومي أفريقي وديمقراطي اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الإفريقى.
وخلال هذا التقرير نستعرض عدد من الكتب التي سطرت في تاريخ كفاح "مانديلا":
«رحلتي الطويلة من أجل الحرية»
هذا هو عنوان الكتاب الذي اختاره "نيلسون مانديلا" ليكون عنوانًا لمذكراته وتجربته الشخصية وسيرته الذاتية.
يعد كتاب "رحلتي الطويلة من أجل الحرية" من أهم الكتب التي يتضح من خلالها شخصية "مانديلا" والتعرف على ملامح تجربته النضالية والتي كتبها بأسلوب تحليلى رائع. كما يتضمن الكتاب المراحل النضالية التى خاضها شعبه ضد سياسة التمييز العنصرى القائمة على هيمنة البيض، فنراه طفلاً صغيرًا ترعرغ فى قرية فى أعماق الريف، ثم شابًا يافعًا يطلب العلم فى الجامعة، ثم موظفًا بسيطًا يكافح لسد رمقه.
واختتم الزعيم "مانديلا" مذكراته بسطور تعلن مرحلة مختلفة، وتلخص مسيرة حياته قائلا: «لم أولد وعندي فهم للحرية، فلقد ولدت حرا قدر معرفتي عن الحرية، كنت حرا أن أجري في الحقول قرب كوخ والدتي، وحرا في أن أسبح في القناة الصافية في قريتي وأمارس النشاطات الصبيانية الأخرى.... لكن في جوهانسبرغ رأيت ببطء ليس فقط أنني لست حرا، بل إن جميع من هم على لوني لا يتمتعون بالحرية، والتحقت بالمؤتمر الوطني الإفريقي، وعند ذلك تبدل فهمي لحريتي بفهم أكبر لحرية شعبي، وخلال تلك السنوات الطويلة تحول فهمي لحرية كل الناس، بيضاً وسودا، فقد كنت أعلم أنه لابد من تحرير الظالم من الكراهية والتحيز وضيق الأفق.... وحينما خرجت من السجن كانت مهمتي هي تحرير الظالم والمظلوم، وقد يقول البعض إنه تم إنجاز ذلك، لكني أعلم أن هذا غير صحيح، فقد خطونا الخطوة الأولى فقط على طريق أطول وأصعب، فلأن تكون حرا لا يعني فقط أن تلقي بقيدك، لكن أيضا أن تعيش بطريقة تحترم وتعلي من حريات الآخرين"...
«من هو نيلسون مانديلا»
وترجمة مكتبة "جرير" كتاب "من هو مانديلا" للمؤلفين بام بولاك, ميج بلفيزو، وصدر في 2018. ويتضح من اسم الكتاب أنها يستعرض تاريخ "نيلسون مانديلا" منذ نشأته في قلب "تمبولاند"، بجنوب أفريقيا، إلى أن أصبح مناضلًا، تروى سيرته على كل لسان وبكل اللغات واللهجات. من أجواء الكتاب: " في قلب "تمبولاند"، بجنوب أفريقيا، كان هناك بيت كبير أطلق السكان المحليون عليه "المكان العظيم"، هنا عاش "يونجينتابا"، الذي كان ملكًا، وكان المكان العظيم هو منزله الملكي. وفي هذا اليوم عام ١٩٢٧، كان "يونجينتابا" يعقد اجتماعًا قبليًّا، وكان الرجال يتحدثون عن أمور مهمة، وأيضا كان بالغرفة فتى صغير يعيش منذ فترة قصيرة في المكان العظيمن كان عمره تسع سنوات، وبعد أن مات والد الطفل، كفله الملك. استمع الفتى للرجال وهم يتحدثون فيما كان يراقب الرجل الذي يقوم بتربيته، لم يكن الملك يتكلم، بل كان يستمع، فقد كان يعتقد أن لكل شخص الحق في أن يكون له صوت في مملكته، أيا كان هذا الشخص. وحينما أحس بأن الناس قد قالوا كل ما كانوا بحاجة إلى قوله، أبدى الملك رأيه، وكان هذا النهج مختلفًا تمامًا عن الطريقة التي كانت تُحكم بها دولة جنوب أفريقيا. جنوب أفريقيا دولة تقع في الجزء الجنوبي الأسفل من القارة الأفريقية، ومساحتها تبلغ تقريبا ضعف مساحة ولاية تكساس، ولأمد من الزمن، حكم جنوب أفريقيا الملوك السود، ثم حكمها المستوطنون البيض القادمون من أوروبا؛ حيث انتزعوا الأراضي لأنفسهم وأحكموا سيطرتهم على الدولة. وبحلول أواخر القرن التاسع عشر، لم يعد لأهل جنوب أفريقيا من السود أي صوت في الحكومة. وعندما جاء الفتى للعيش مع الشخص الجديد الذي سيقوم بتربيته، كان هناك حوالي ستة ملايين نسمة في جنوب أفريقيا - أربعة ملايين منهم كانوا سودا. وبالرغم من ذلك لم يكونوا حقًّا مواطنين في بلدهم، فلم يكن في استطاعتهم أن يقوموا بالتصويت، بل يمكنهم أن يعيشوا حيثما تسمح لهم الحكومة بذلك فحسب، وحتى الملوك مثل "يونجينتابا" لم تكن لديهم سلطة حقيقية. بينما كان الفتى ذو التسعة أعوام يراقب اجتماع الرجل الذي يقوم بتربيته، كان يحلم بجنوب أفريقيا مختلفة: دولة يكون لكل الناس فيها من كل الألوان صوت؛ حيث الجميع أحرار ومتساوون - كان يتمنى تحقيق ذلك حينما يكبر. كان اسم الفتى "نيلسون مانديلا"، ويومًا ما سيغير جنوب أفريقيا - يوما ما سيغير العالم.
«حواري مع نفسي»
وبالتركيز على الجانب الإنساني لـ"مانديلا" أصدرت شركة المطبوعات للتوزيع والنشر النسجة العربية من كتاب "حواري مع نفسي" من ترجمة محمد كسروان.
يضم الكتاب كافة المذكرات التي دونها "نيلسون مانديلا" على مدار 27 عامًا من حياته، والفترة التي قضاها خلف قضبان السجون، ومسيرة نضالاته المناهضة للتمييز العنصري في بداية الستينيات. كما يحتوي الكتاب على تفريغ لحوالي 70 ساعة من أحاديثه المسجلة مع أصدقائه مثل أحمد كاثرادا وريتشارد ستينغل، ورسائله إلى ابنتيه زيني وزيندزي مانديلا وإلى ويني وإفلين مانديلا.
كما يحكي عن أحلامه المزعجة التي راودته داخل سجن جزيرة روبن وسجلها على رزنامة مكتبه بتواريخ الأيام والسنوات، ويستند إلى عدد من المخطوطات الأصلية بخط يد "مانديلا".
كتب رئيس الولايات المتحدة السابق "باراك أوباما" مقدمة لكتاب "حواري مع نفسي" قال فيها:
"كحال العديد من الأشخاص في العالم، تسنت لي معرفة نيلسون مانديلا عن بعد، حينما كان مسجونا في جزيرة روبن. بالنسبة إلى الكثير منا، كان أكثر من رجل عادي: كان رمزا للنضال من أجل العدالة، والمساواة، والكرامة في جنوب أفريقيا وفي العالم. كانت تضحياته جليلة إلى درجة أنه دفع الناس إلى كل مكان، إلى فعل ما في وسعهم من أجل تقدم البشرية". "قصص كفاح في مواجهة التمييز العنصري"
وضمن سلسلة "شخصيات مؤثرة" أصدر دار البلسم، كتاب بعنوان "نيلسون مانديلا.. قصص كفاح فى مواجهة التمييز العنصرى". ويقدم الكتاب تاريخ حياة نيلسون مانديلا وعقيدته فى الحياة، باعتباره الرجل الذى قاد جنوب أفريقيا إلى الديمقراطية وطوى صفحة التمييز العنصرى. "نيلسون مانديلا.. قصة أشهر سجين عرفه العالم"
يستعرض الكاتب رمزي المنياوي، في سطور كتابه، قصة حياة أشهر سجين عرفه العالم في تاريخه، والمناضل الذي غير وجه الحياة في بلاده للأبد. ويقول: "التاريخ له دائما رجاله الذين هم وحدهم القادرون على تغيير مساره، هم رجال يخرجون من بين الجموع ليقودوا نضال شعوبهم نحو غاية كبرى، أو هدف أسمى يمكن أن يغير وجه الحياة، ويكتب شهادة ميلاد جديدة للشعوب.... ونيلسون مانديلا، هو واحد من بين جموع الذين ولدوا وسط أفظع صور القمع والقهر والتمييز العنصري فأبى إلا أن يتقدم الصفوف لكي يقول "لا" بأعلى صوته، ويبدأ رحلة نضال طويلة ربما هى الأطول التي عرفتها البشرية في تاريخها، ليكتب في النهاية شهادة ميلاد جديدة لشعبه". يتناول الكتاب قصة حياة "نيلسون مانديلا" الذي رحل عن عالمنا نهاية عام 2013 ويتتبع مسيرته منذ ولادته وحتى وفاته كرمز في عالم النضال والكفاح من أجل الحرية والعدل والمساواة. ويروي الكتاب كيف سطر هذا الرجل العظيم اسمه بأحرف من ذهب فى كتب التاريخ، بعد أن كرس حياته للنضال ضد سياسة التمييز العنصرى فى بلاده جنوب افريقيا، وظل فى السجن 27 عامًا، من أجل الحرية والعدل، إلى أن تحقق ذلك، على يديه بعد أن أطلق صراحه، وأصبح رئيسا أسود في دولة لم تعرف سوى اللون الأبيض الذي فرضته على الأغلبية السوداء دهرا . ويتحدث المؤلف رمزي المنياوي، عن العوامل التي جعلت من هذا الثائر الأكبر رمزًا للمصالحة الوطنية في العالم بعد أن آخى بين البيض والسود، واستطاع أن يقنع شعبه الأسود بأن الانتقام لا يفيد، وأن بناء الوطن يحتاج إلى التسامح ونسيان الماضي بكل تجاربه المريرة، حتى يتطلع الجميع ومعا نحو المستقبل ، وقد كان وأصبحت جنوب إفريقيا دولة كبرى كما نراها الآن".