بإغلاق معبر كرم أبو سالم.. الاحتلال يشدِّد حصاره على غزة

معبر كرم أبوسالم

دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منعطفًا جديدًا أشد بأسًا على الفلسطينيين، بعدما قرَّر جيش الاحتلال منع دخول  الوقود للقطاع.

 

الاحتلال الإسرائيلي أعلن إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري أمام حركة البضائع باستثناء المواد التموينية والأدوية.

 

ويقول الاحتلال، إنَّ هذه الإجراءات تأتي ردًا على شنّ الفلسطينيين هجمات جديدة باستخدام بالونات تحمل مواد حارقة.

 

 

تشديد الحصار  

 

كما قلص الاحتلال مساحة الصيد من 6 أميال إلى 3، هذا بالتزامن مع إغلاق مصر لمعبر رفح أمام المسافرين في كلا الاتجاهين بسبب ما وصفته بـ "خلل فني” قبل ان يعاد فتحه مجددًا.

 

وقال وزير دفاع دولة الاحتلال أفيغدور ليبرمان، إنَّ ذلك جاء ردًا على ما سماه "استمرار المحاولات الإرهابية" لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية.

 

ومن جهتها حذّرت حماس، المسيطرة على قطاع غزة، إسرائيل من "عواقب وخيمة".

 

وقال بنيامين نتنياهو، إنه على استعداد "لزيادة قوة هجماتنا" إذا لم يتوقف الفلسطينيون عن إرسال الطائرات الورقية والبالونات التي تحمل وقودًا حارقًا أو عبوات ناسفة فوق الحدود الإسرائيلية مع القطاع.

 

وتسببت تلك المعدات في مئات الحرائق في جنوب إسرائيل، إذ أحرقت أكثر من 2,830 هكتارا من الغابات والأراضي الزراعية وتسببت في خسارة مئات الآلاف من الدولارات، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

 

وبدأت هجمات الإحراق تلك خلال مظاهرات الاحتجاج الجماهيرية التي تواصلت على امتداد حدود القطاع مع إسرائيل، في إطار ما يُعرف بـ"مسيرات العودة" التي دعت إلى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضي آبائهم داخل حدود إسرائيل اليوم، كما طالبت أيضا بإنهاء الحصار المفروض على غزة.

 

وقال مسؤولون صحيون في غزة إن أكثر من 130 فلسطينيا قد قتلوا وأصيب 15 ألفا برصاص الاحتلال خلال تلك الاحتجاجات.

 

وأعلن ليبرمان لاحقا أن معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) سيغلق أمام شحنات الوقود، فضلا عن تقليل المدى المسموح للصيادين الفلسطينيين الوصول إليه من ستة نقاط بحرية بعيدا عن الساحل (12 كيلومترا) إلى ثلاثة.

 

وتأتي هذه الإجراءات بعد يوم من إيقاف الاحتلال للصادرات والواردات عبر المعابر مع القطاع، باستثناء الإمدادات الإنسانية الأساسية، والوقود، والغذاء، وبعض المعدات الطبية والأدوية، والماشية والعلف الحيواني، في محاولة لفرض ضغط على حماس.

 

عقوبات جماعية  

 

ووصف فوزي برهوم المتحدث باسم حماس إغلاق المعابر بأنه "جريمة ضد الإنسانية".

وقال برهوم "هذه الإجراءات الانتقامية تعكس درجة الظلم والقبح في الجريمة التي تواجهها غزة، والتي ستكون لها عواقب وخيمة يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عنها".

 

وقالت منظمة "جيشا" غير الحكومية الإسرائيلية التي تدعو إلى حرية الحركة للفلسطينيين، إن "إغلاق شريان الحياة الرئيسي في غزة فعل عقوبة جماعية غير قانونية مقيت ضد مليوني شخص من سكان غزة، معظمهم من الأطفال".

 

وشن الجيش الإسرائيلي السبت سلسلة ضربات جوية على القطاع ردا على عمليات قصف انطلقت منه وصفت بأنها الأكثف منذ الحرب بين إسرائيل وحماس في عام 2014.

 

وقتل فلسطينيان وأصيب 14 آخرون في الضربات الجوية الإسرائيلية، وأصيب أربعة إسرائيليين إثر اطلاق أكثر من 200 صاروخ وقذيفة هاون على مناطق جنوب إسرائيل.

 

وقد هدأت أعمال العنف في أعقاب موافقة حماس وحركة الجهاد الإسلامي على وقف إطلاق للنار توسطت مصر للتوصل إليه.

 

وأعلن الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مساء السبت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة لإنهاء تصاعد العنف عبر الحدود.

 

وقال فوزي برهوم على حسابه على تويتر: إن الجهود المصرية أسفرت عن اتفاق لوقف موجة التصعيد الراهنة.

 

وقف إطلاق النار  

 

من جانبه، أكد داوود شهاب، الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، التوصل لوقف إطلاق النار مع إسرائيل بعد اتصالات مصرية مكثفة.

 

وقال شهاب لـ  "بي بي سي" إن حركته ستظل ملتزمة بتثبيت اتفاق وقف اطلاق النار ما التزمت به اسرائيل.

 

وأضاف "بعد اتصالات مكثفة تم التوصل إلى تثبيت تفاهمات وقف اطلاق النار والتي دخلت حيز التنفيذ الساعة الثامنة مساء اليوم بتوقيت فلسطين ونحن من جانبنا ملتزمون بهذه التفاهمات طالما التزم بها العدو الاسرائيلي".

 

خرق الهدنة  

وكان مسؤولو صحة فلسطينيون قالوا إن صبيين قتلا في غارة جوية في واحدة من أسوأ عمليات القصف المتبادل منذ حرب إسرائيل في غزة عام 2014.

 

وتقول خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن ثلاثة إسرائيليين جُرحوا.

 

ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 40 غارة جوية نفذها الجيش الإسرائيلي في غزة منذ يوم الجمعة.

 

وأعلنت تل أبيب السبت تنفيذ أكبر هجوم ضد أهداف المتشددين في قطاع غزة منذ الحرب الأخيرة هناك عام 2014.

 

وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن الغارات كانت ردا على ما وصفه بالعمليات الإرهابية.

 

وصرح مسؤول عسكري في جيش الاختلال لـ :رويترز" أن "الحقائق على الأرض هي فقط التي ستملي علينا ردودنا القادمة".

 

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي سقوط قذيفتي هاون من غزة على منطقة أشكول.

 

وقال إنه استهدف منصة قذائف الهاون التي أطلقت منها القذيفتان.

 

ويعتبر هذا أول خرق لاتفاق تثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

 

غارات مكثفة  

 

وبرر الاحتلال غاراته التصعيدية بأنها رد على ما وصفها بأعمال إرهابية خلال أعمال شغب عنيفة وقعت على طول الحاجز الأمني أمس الجمعة، تُضاف إلى ما وصفها بالهجمات اليومية عبر إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة.

 

الحقوقي الفلسطيني محمود أبو عهد، قال إن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، عدوان جديد يجب إدانته أمميا، مضيفا أن قصف مناطق بقطاع غزة انتهاك لحقوق الإنسان.

 

وأوضح الحقوقي الفلسطيني لـ"مصر العربية" أن القصف الجديد للقطاع هو الأعنف منذ سنوات، قائلا: ربما تحدث مواجهة عسكرية مباشرة بين الاحتلال والمقاومة.

 

وتابع: رغم القصف الجوي العنيف من قبل الطائرات الصهيونية إلا أن رد المقاومة بأكثر من 100 صاروخ، هو انتصار فلسطيني، يؤكد للمحتل أن المقاومة جاهزة وسترد في أي وقت.

 

وطالب الحقوقي الفلسطيني المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العدوان على القطاع المحاصر، ومحاكمته على جرائمه ضد المدنيين.

 

رد المقاومة  

 

من جانبها شددت حركة المقاومة الإسلامية حماس، على أن رد المقاومة القوي والمباشر على تصعيد الاحتلال، تأكيداً على أنه لا تراجع عن معادلة القصف بالقصف التي فرضتها المقاومة بكل قوة على الاحتلال الإسرائيلي.

 

وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم، في بيان صحفي، إن حركته تحيي المقاومة الفلسطينية الباسلة التي أخذت على عاتقها مسؤولية حماية شعبنا الفلسطيني، والرد القوي والمباشر على تصعيد الاحتلال واستهدافه المدنيين والمؤسسات ومواقع المقاومة، مشيراً أن هذا تأكيدا أنه "لا تراجع عن معادلة القصف بالقصف التي فرضتها المقاومة بكل قوة على العدو الإسرائيلي".

 

وأضاف برهوم، أن تعمد استهداف الاحتلال لأطفال غزة وقتله الطفلين أمير النمرة، ولؤي كحيل يكشف حجم جرائمه ووحشيته، الذي أخذ على عاتقه نقل معركته مع أطفال غزة بعد ما فشل في كسر إرادة وعزيمة المقاومة التي تعاملت بكل مسؤولية وواجب وطني في الدفاع عن شعبنا وحماية مصالحه.

 

وحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات هذا التصعيد ونتائجه واستمرار هذه الحماقات مؤكدا أن المقاومة الباسلة ستبقى الدرع الحامي لهذا الشعب، ولن تتخلى عن واجبها تجاهه والدفاع عنه والتصدي للعدوان مهما بلغت التضحيات، و"على العدو الإسرائيلي أن يعيد حساباته ويفهم المعادلة جيدا".

 

من جانب آخر، أعلن جيش الاحتلال في بيان أن مقاتلات حربية شنت غارات على عدد من المواقع التابعة لحماس، بينها نفق جنوب قطاع غزة. ونشر شريط فيديو قال إنّها للغارات الجوية على مواقع لحماس في غزة الجمعة.

 

وأشار البيان العسكري للاحتلال إلى أن طائراته استهدفت مقر قيادة كتيبة تابعة لحماس في بيت لاهيا ومواقع تدريب ومستودعات تخزين وتصنيع أسلحة ومكاتب للإدارة وغرف عمليات.

مقالات متعلقة