كيف ظل مانديلا حيًا في سجنه 27 عامًا؟ واشنطن بوست تجيب

نيلسون مانديلا ظل حيا رغم المعاناة

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية النقاب عن الطريقة التي تمكن نيلسون مانديلا رئيس جنوب إفريقيا السابق من خلالها البقاء حيًا رغم طول فترة السجن التي بلغت 27 عامًا؛ حيث ظهرت مجموعة جديدة من الرسائل التي توضِّح أن "المقاتل من أجل الحرية" كان على تواصل دائم بالعالم الخارجي.

 

وقالت الصحيفة: نيلسون مانديلا ظلّ في 27 عامًا في السجن، معظمهم منعزل في جزيرة قبالة ساحل كيب تاون، كانت لقاءاته مع زوار من العالم الخارجي قصيرة ومراقبة بصرامة؛ أمضى الكثير من وقته وحده، غير متأكد ما إذا كان سيخرج على قيد الحياة أم لا .

 

وأضافت، لكن مجموعة جديدة من رسائل مانديلا من السجن، تظهر أن الرجل الذي سوف يصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا جعل نفسه متصلاً بالعالم الخارجي بشكل جيد، وحتى عندما حاول قادة الفصل العنصري إسكاته، صدرت "رسائل نيلسون مانديلا من السجن"، والتي حررها الصحفي الجنوب إفريقي "سهم فينتر" ، وتضم 255 رسالة من مانديلا – تظهر لأول مرة.

 

ونقلت الصحيفة عن "فينتر"، الذي قضى ما يقرب من عقد من الزمن في مراجعة رسائل مانديلا قوله:إن الحكمة التي عرضها مانديلا في رسائله "ذات أهمية خاصة في عالم اليوم، الذي يشهد صعود العنصرية والتمييز على أساس الجنس وكره الأجانب".

 

ويكشف الكاتب عن الجانب الشخصي لرجل جنوب إفريقيا الأكثر شهرة، وهو جانب مانديلا كان مترددا إلى حد ما في إظهاره، وبعد سجنه وقبل نشر مذكراته "المسيرة الطويلة إلى الحرية"، وأثناء وجوده في السجن، أخطأ مانديلا في تربية أولاده ودفن كل من والدته وابنه الأكبر، الذي قُتل في حادث سيارة عام 1969.

 

وتلقي مراسلاته الضوء على الجهود التي بذلها لإضفاء طابع إنساني على مسؤولي السجون عندما طلب الحصول على إذن خاص لحضور الجنازات العائلية، وهي طلبات رفضت، وأنها توفر نظرة على الألم الذي عانى منه مانديلا في عزلته.

 

وتكشف رسائل إلى أبنائه كيف حاول مانديلا أن يكون أبًا فاعلًا من السجن، بينما كانت بناته صغارًا عندما القي القبض عليه، عالج مانديلا مصاعب عائلته وجها لوجه ولم يخجل من شرح مكان وجوده وما يعنيه في حبسه، وعبّرت رسائله إلى العديد من أصدقاء العائلة عن قلقه بشأن كيفية تعامل الأطفال مع الأمور ، خاصة بعد اعتقال زوجته ويني عام 1969.

 

وفي تلك السنة، كتب مانديلا إلى بناته وأقر بأنهن سيفتقرون الآن إلى وسائل الراحة التي كانوا يتوقعونها من أمهن، كتب: " قد تعيشون مثل الأيتام"، كما كشفت الرسالة عن معاناته العميقة بسبب اعتقال ويني واستعداده لتقاسم هذا الألم مع أطفاله الصغار، قائلا:" ينزف قلبي كلما أفكر في جلوسها وحيدة.

 

في رسالة إلى ويني نفسها ، وصف كيفة معرفته بالخبر  بالقول: يبدو الآن كليتيه قد توقفت عن العمل.. وفي يوم من الأيام سيكون لدينا الخصوصية التي ستمكننا من تبادل الأفكار التي أبقيناها مدفونة في قلوبنا خلال السنوات الثماني الماضية".

 

وبحسب الصحيفة، الكلمات التي بعث بها مانديلا إلى أسرته تكشف عن صبر وإيجابية ملحوظة، لكن "فينتر" قال إن أحد أكثر اكتشافاته غير المتوقعة هو العثور على "رسائل مفصلة إلى حاكم السجن شكا فيها من الأوضاع التي يعيشها".

 

وفي عام 1970 ، طلب مانديلا من الضابط القائد أن يعيد النظر في رفضه تزويده بأربعة أرطال من العسل كل شهر، وهو ما زعم مانديلا أنه بحاجة إليه لأغراض طبية، وفي حالة أخرى طلب من "بوند كولد" كريم لبشرته الجافة، شاكياً أنه أعطى بدلاً منه الفازلين.

 

وشملت العديد من رسائله لمسؤولي السجون طلبات للحصول على مواد دراسية جديدة، حيث كان يسعى للحصول على شهادة في القانون من زنزانته، وتصف رسالة طويلة من عام 1976 كيف "نام" عارية على أرض أسمنتية رطبة وباردة جدا خلال موسم الأمطار لمدة 13 عامًا.

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة