بالأرقام| ارتفاع نسب الطلاق.. خبراء: الماديات والرومانسية المفرطة السبب

ارتفاع نسب الطلاق

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في تقرير رسمي له عن نسب حالات الزواج والطلاق، مبينًا أن هناك حالة طلاق واحدة تحدث كل 4 دقائق، وأن إجمالي الحالات على مستوى اليوم الواحد تتجاوز الـ 250 حالة، فترى ما  السبب وراء ذلك؟. 

 

«مصر العربية» ترصد في التقرير التالي، آراء خبراء اجتماعين لاسيما عدد من الشباب على تفشى تلك الظاهرة.

 

 

الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء:

 

يصدر الجهاز تقاريره الشهرية عن حالات الزواج والطلاق في مصر، فإن هذه التقارير تكشف ظواهر اجتماعية خطيرة، وتطرح مؤشرات عن الحال الذي وصل له المجتمع المصري من ارتفاع كبير في نسبة الطلاق عن كل المجتمعات الأخرى، حيث تشير الإحصائيات إلى أن مصر تتصدر أعلى نسبة طلاق في العالم. 

 

فقد بلغ عدد عقود الزواج نحو 912 ألفًا و606 عقود عام 2017 مقـابل 938 ألفًا و526 عقدًا عام 2016 بنسبة إنخفاض قدرها 2.8٪، بينما بلغت عدد شهادات الطلاق نحو 198 ألفًا و269 شهادة عام 2017 مقابل 192 ألفًا و79 شهادة عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 3.2٪.

 

وبالتعمق في هذه الأرقام المعلنة ستجد أن هناك حالة طلاق واحدة تحدث كل 4 دقائق، ومجمل الحالات على مستوى اليوم الواحد تتجاوز الـ 250 حالة، وفي بعض الأحيان لا تزيد مدة الزواج أكثر من عدة ساعات بعد عقد القران.

 

أصبحت عقود الطلاق في المدينة أكثر من شبيهاتها في الريف، ولو أن هذا الفارق لم يكن كبير على الإطلاق في إشهادات الطلاق في المدن بلغت نحو 108 آلاف و224 إشهادًا عام 2017 تمثل 54.6 ٪ من جملة الإشهادات، في مقابل 105 آلاف و200 إشهاد عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 2.9 ٪.

 

بينما في الريف بلغ عدد إشهادات الطلاق نحو 90 ألفا و45 إشهادًا عام 2017 تمثل 45،4٪ من جملة الإشهادات مقابل 86 ألفا و879 إشهادًا عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 3.6 ٪.

 

وطبقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فإن أعلى نسبة طلاق كانت فى الفئة العمرية من 30 إلى أقل من 35 سنة حيث بلغ عدد الإشهادات بها 40 ألفا و53 إشهادًا بنسبة 20،2٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 18 إلى أقل من 20 سنة حيث بلغ عدد الإشهادات بها 690 إشهادًا بنسبة 0،3 ٪ من جملة الإشهادات.

 

بينما سجلت أعلى نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 25 إلى أقل من 30 سنة حيث بلغ عدد الإشهادات بها 38 ألفا و842 إشهادًا بنسبة 19.6 ٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 65 سنة فأكثر، حيث بلغ عدد الإشهادات بها ألف و315 إشهادًا بنسبة 0.7٪ من جملة الإشهادات.

 

هيئة الأمم المتحدة

 

في سياق متصل، أعلنت هيئة الأمم المتحدة في تقرير سابق لها  أن معدلات الطلاق في مصر ارتفعت من 7% إلى 40% خلال نصف القرن الماضي، حيث وصل عدد المطلقات في مصر لـ 4 ملايين مطلقة في مقابل 9 ملايين من أبناء الأزواج المطلقة، حيث تتصدر مصر دول العالم كأثر دولة بها حالات طلاق.

 

خبراء علم النفس والاجتماع

 

قال نور المهدي، خبير علم الاجتماع  لـ«مصر العربية» إن المجتمع المصري أصبح لا يعرف ما هو الزواج، وأصبح الاهتمام بالماديات وحياة الرجل المادية وكم سيدفع، دون الاهتمام بالأخلاق والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع.

 

وأوضح نور أن الأهتمام بالماديات والمغالاه في المهور والشبكة والنظر للمكانة الاجتماعية والغني والفقر، كل ذلك لا يبني  حياة زوجية على أساسات قوية من التفاهم والترابط بالرغم أنه ذلك هو الأساس.

 

واستعرض نور أنه من اسباب كثرة الطلاق هو الهروب من لفظ العنوسة للبنت وبالنسبة للرجل شهوته وغريزته، مضيف أنه على كل فتاه ان تختار صح ولا تلتف لنظرات المجتمع والأهل قائلا: " اتجوزي اللي تعرفي تتكلمي وتتفاهمي معاه دون خوف، واوعى تحطي في بالك ان القطر هيفوتك، لأنه هيفوتك فعلا لما تتجوزي غلط وتعيشي حياه صعبه". 

 

وأوضح نور أن الفتور والملل والروتين يبعد الزوجين عن بعضهم مما يلجأ أي طرف منهم للخيانة وينهدم المنزل ويصبح مشتتًا، مشيرا إلى أن قلة الاحترام والإهانة من الطرفين تودي بهما إلى التهلكة. 

 

واستطرد نور  أنه من بين الأسباب أيضًا هو أن  تكتشف الزوجة بعد عقد القران أن زوجها عديم المسئولية وبخيل وفي هذه الحالة لها الحق في التخلص منه بأول فرصة لأنها ستتعب كثيرًا في حياتها وهذه النماذج كثيرة. 

 

بينما أرجعت صفاء حسن خبيرة علم النفس، أن سبب الطلاق يرجع إلى التسرع في الاختيار من البداية والتسرع في إتمام الزواج دون معرفة طباع ونمط حياة كل شخص من الزوجين قبل الزواج والنهاية تكون الطلاق لعدم مقدرو كل منهم فهم الآخر، كما أن عدم الإتزان الانفعالي لكلا الطرفين أو لطرف منهم.

 

وأشارت صفاء إلى أن الأسرة هي الأساس وعليها أن تعلم أبناءها كيفية التعامل واحترام الاختلاف بين نمط حياة كل إنسان، كما عليهم تعليمهم تحمل المسئولية وتقديس الحياة الزوجية، بالإضافة إلى المدرسة عليها دور في تعليم الأبناء منذ الصغر على الحياة الزوجية، كماعلى وسائل الإعلام أن تقوم بدورها في تثقيف وتعليم الأبناء والأزواج على احترام الزوجين بعضهم البعض وتقديس عش الزوجية الذي يجمعهم.

 

وأضافت صفاء أن ضغوط الحياه وارتفاع الأسعار والمدراس ومصاريف الأولاد جعلت من الأب ترس يعمل ليل نهار مما يجعل الزوج في بعض الأحيان يخرج عن شعور ويهين زوجته ويضربها ومن هنا تبدأ شرارة الانفصال، بالإضافة إلى فتور وملل مع زوجته ويقل الاهتمام بها وبالأولاد. 

 

وترى صفاء أن المسلسلات والأفلام الاجنبي والتركي هي من أكثر  أسباب الطلاق لما تصدره من عادات وتقاليد غير موجودة في حياتنا، بالإضافة إلى الرومانسية المفرطة التي جعلت الفتيات يتوقعن حياتهن بنفس النمط وأنهن سيعشن نفس قصة الحب ولكن عندما يجدن أنفسهن أمام الواقع ويرون أن الزواج مسئولية اكثر من تلك التفاهات أغلبهن بيهربوا.    

وترى صفاء أن هذا الجيل بحاجة إلى التوعية والثقافة عن الحياة الزوجية أكثر من أي وقت مضى، فقد أصبح المجتمع لا يهتم بالحياة الزوجية بعدما كانت الأسرة مترابطة ومتفاهمةحتى أن من لا يجيد القراءة والكتابة كان يجيد إقامة حياة زوجية ناجحة، بينما الآن أصبح هناك تفكك أسري.

 

آراء الشباب

 

عبر عدد من الشباب عن تخوفهم من تلك الإحصائية لما فيها من مؤشرات خطيرة تودي بالمجتمع إلى القاع بسبب مما تشهده أغلب العلاقات الزوجية من تفكك أسري وتشرد للأطفال. 

 

رصدت «مصر العربية» إجابات الشباب عن السبب وراء ارتفاع نسب الطلاق في مصر، فقال الشاب مهدي أحمد إن أصبح الراجل أناني بشكل أكثر ولا يضع زوجته وأولاده في المرتبة الأولى وهذا عكس ما تعايشناه مع جيل آبائنا. 

 

ويرى محمد أحمد أن قلة الدين والوعي بتقديس الحياه الزوجية في كل الاديان وهناك احترام ومودة ورحمة تقوم عليها العلاقة، لكن ما يحدث هذه الأيام هو تهريج بمعنى الكلمة وكل طرف على حده ينظر لنفسه فقط. 

 

وأضافت مها رحيم أنه من أكثر الأسباب هذه الفترة هي الخيانة بسبب كثرة وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة أن رجالة هذا الجيل صعب قائلة: " عنيهم فارغة ودايما بيبصوا بره لان الراجل أناني بطبعه، مضيفة أن جيل الحاج الوالد تكفيه زوجة واحدة". 

 

 

مقالات متعلقة