"سألتني مائة مرة ونحن نصور أوركيديا؛ متى سنعود إلى سوريا؟ و في كل مرة كنت أكذب عليك و أقول قريباً. كنت أفعل هذا لأني موقن أنه الجواب الذي تحبين أن تسمعيه، حتى لو شكيت في صدقيته.. كنت أفعل هذا لأزيح عنك شيئا من ألمك واكتئابك.. هاقد مضى عامان ولم نعد، وها أنت تذهبين في نومك الأبدي بعيداً عن سوريا".. بهذه الكلمات نعى الفنان السوري جمال سليمان الفنانة السورية مي سكاف التي رحلت عن عالمنا أمس الإثنين عن عمر يناهز 49.
وتابع جمال سليمان "وداعا مي.. لم أعرف في حياتي من هو أصدق و أنبل منك. طيبتك اللا متناهية كانت تستفز كل من يحبك ويخاف عليك".
كانت سوريا باقية عند مي دائماـ، حتى قبل وفاتها بأيام فكان آحر ما كتبته على صفحتها على "فيس بوك"، " لن أفقد الأمل … لن أفقد الأمل .. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد".
فمنذ عام 2013، تركت مي سكاف سوريا بسبب مواقفها من نظام بشار الأسد ودعمها للثورة السورية، الأمر الذي أدى إلى اعتقالها.
بعد خروجها من السجن حيث حبست لأيام، قررت أن تترك بلدها الحبيبة مسافر إلى فرنسا، ومن الألقاب التي لقبت بها مي " الفنانة الثائرة، الفنانة الحرة".
وفي 2014، استولت اللجان الشعبية "التابعة للنظام السوري" على منزل الفنانة مي سكاف في جرمانا بريف دمشق، وقام أحد عناصرها بالاستيلاء على الشقة بعد كسر القفل وتغييره، واتخذها مسكناً له ولعائلته.
بالرغم من ذلك لم تتوقف مي تقديم فنها، فقدمت في عام 2016 مسلسل أمل وظهرت خلاله بدور إمرأه اعتُقلَ زوجها واختفى في سجونِ النظام.
كانت مي تؤكد في جميع حواراتها أنها لديها أمل ففي وجود جيل جديد يصنع مستقبل سوري أفضل.
الفنانة السورية أصالة كتبت عبر عبر حسابها بموقع «إنستجرام»، "الحرة ماتت لكن الحرية لا تموت مهما نزفت".
ونعتها الفنانة السورية كندة علوش بكلمات حزينة عبر حسابها الرسمي بموقع التدوينات "تويتر، وقالت كندة: "إنَّا لله وإنا اليه راجعون، رحيل الفنانة والصديقة مي سكاف ذات القلب الحر مؤلم، ومباغت العزاء والصبر لأسرتها ولكل محبيها".
وأشارت عدد من التقارير أن ملابسات وفاته مي سكاف غامضة، ولم تتضح تماماً، و أن السلطات الفرنسية لم تعلن بعد نتائج التحقيق في أسباب الوفاة، حتى الآن، و أنه يجري تشريح جثة الفنانة الراحلة، لمعرفة سبب الوفاة.