في العاصمة المصرية القديمة، وهي منطقة "صان الحجر" بالشرقية، حاليًا، توجد العديد من القطع والمعابد الأثرية التي ما زال يكشف عنها حتى الآن، ومتعلقة بعصر الأسرتين 21 و23، وكانت مقر لدفن ملوك هاتين الأسرتين. ومن ضمن الاكتشافات، تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، الذي عثر عليه مكسورًا إلى أجزاء منفصلة، وملقى على أرض المعبد منذ اكتشافه في أواخر القرن التاسع عشر. وقررت وزارة الآثار، منذ ديسمبر 2017، تطوير منطقة صان الحجر الأثرية، وتحويلها لمتحف مفتوح للآثار المصرية. وضمن مشروع التطوير، تمكنت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة "صان الحجر" بالشرقية، من الانتهاء من أعمال ترميم وتجميع وإعادة رفع أحد تماثيل الملك رمسيس الثاني الموجودة بالمنطقة. وقال الدكتور مصطفى وزيري؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن التمثال كان قد عثر عليه مكسورا إلى أجزاء منفصلة، وكان ملقى على أرض المعبد منذ اكتشافه في أواخر القرن التاسع عشر. وأوضح ان التمثال مصنوع من الجرانيت الوردي، ويبلغ طوله 6,50 مترا، و يصل وزنه إلى حوالي 30 طن، ورفع على مصطبة خرسانية معزولة بألواح خشبية لحمايتها من ترسيب المياه الجوفية.
وأكد د. وزيري، أن اعمال ترميم ورفع التمثال تمت طبقًا لأحدث الطرق العلمية المتبعة على يد فريق عمل من المتخصصين، مشيرًا إلى أنه نفس فريق العمل الذي قام بترميم وإعادة تركيب ورفع تمثالي الملك رمسيس الثاني بمعبد الأقصر. وأضاف أن مشروع تطوير منطقة "صان الحجر" تضمن بناء مصاطب خرسانية ذات فواصل خشبية لوضع الكتل الحجرية الأثرية ذات النصوص الهيروغليفية عليها، بالإضافة إلى العديد من التماثيل واللوحات الحجرية والرحايات فضلا عن الأعمدة التى تم الانتهاء أيضًا من تجميعها وترميمها وتركيب التاج العمود الخاص بها على هيئة نباتية. وكانت منطقة "صان الحجر" تمثل عاصمة مصر القديمة خلال عصر الأسرتين 21 و 23 كما كانت مقر لدفن ملوك هاتين الاسرتين، حيث كانت تلعب دورًا هامًا في الحياه السياسية والدينية حتى الفتح العربي.
وتحاكي "صان الحجر" في عماراتها مدينة طيبة وكان يطلق عليها "طيبة الشمال". وشهدت المنطقة منذ منتصف القرن 19، أعمال حفائر على يد عدد من البعثات الأجنبية والتى تمكنت من الكشف عن العديد من المعابد الأثرية وأهمها: "معبد آمون"، "معبد موت"، "معبد حورس" و"معبد الشرق".