محلل سياسي يقرأ لـ«مصر العربية».. كيف تتعامل السعودية والإمارات مع الأزمة السورية؟

محمد بن زايد ومحمد بن سلمان
من بين أكثر أزمات العالم، أمنيًّا وإنسانيًّا، حافظت القضية السورية على صدارة بؤرة الاهتمام العالمي، منذ أن قاد تمسك رئيس النظام بشار الأسد بكرسي الحكم إلى تحولت مظاهرات شعبية إلى حرب أهلية.   وقد أدّت الحرب الدائرة هناك إلى أن أصبح لكل دولة موقفها من الأزمة، بين معارضة الأسد أو دعمه.   أجرى "مصر العربية" حوارًا مع المحلل السياسي السوري تيسير النجار حول مواقف السعودية والإمارات في التعامل مع الأزمة السورية.                               إماراتيًّا:   كيف تنظرون إلى الموقف الإماراتي تجاه الأزمة السورية؟   الإمارات لم تقف أبدًا في يوم من الأيام إلى جانب بشار الأسد، الإمارات ليست مع قتل الشعوب العربية وتحديدًا الشعب السوري".   لكنّها تعارض جماعات الإسلام السياسي؟    الإمارات لا يمكن أن تقف مع الدمار، لكنّها في الوقت نفسه مع جماعات الإسلام السياسي، وهناك فرق كبير بين الأمرين، لذلك فهي ليست ضد الشعب السوريين، لكنّها مع تقدم الشعوب.   وماذا عن دعمها لفصائل مسلحة محسوبة على "الإسلام السياسي"؟   هذا موضوع عسكري، يتعلق بطبيعة المواجهات على الأرض، والجماعات المقاتلة هي التي تعرف ذلك، لكن بشكل عام هناك الكثير من الدول التي تشارك في ذلك، لا أعلم إن كانت الإمارات مشاركة في ذلك أم لا.    لكن العديد من التقارير تتحدث عن تقديم دعم عسكري من قبل الإمارات والسعودية؟ الإمارات وكذا السعودية لا تقدمان أي شكلًا من أشكال الدعم لجماعات الإسلام السياسي في سوريا من خلال الأجهزة الحكومية بشكل علني، لكنّ ما يقدم من دعم هو أمر غير رسمي، إنما يتم بأحد المشايخ في أيّ من الدولتين، وبالتالي يقدم هذا الدعم.   وماذا موقفها عن الملف الإنساني؟   موقف الإمارات من دعم الدور الإغاثي في سوريا أمر جيد للغاية ويستحق الإشادة والتقدير، لا سيّما فيما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين السوريين.                        سعوديًّا   نعود للحديث عن السعودية.. ما موقفها من إسقاط بشار الأسد؟   السعودية تدعم هذا الاتجاه، فهي تريد للأسد أن يسقط لكن لا تريد للثورة أن تنجح، وفي المحصلة يمكن النظر إلى تقاطع بين الثورة والسعودية في أنّ كلاهما ضد إيران وضد الأسد، لكون إسقاط النظام يعتبر بمثابة كسر لشوكة طهران.   لماذا لم تدعم السعودية المعارضة السورية، كما فعلت في اليمن؟   اليمن له حدود كبيرة جدًا مع السعودية، وبشكل ملاصق، والحوثيون قصفوا السعودية، وهم بمثابة أعداء للسعوديين ليس من الآن وحسب لكن من 2009، وبالتالي الأمر في اليمن قديم. أمّا سوريا فهي ليست ملاصقة للسعودية، حتى وإن كان هناك تقاطع بين المملكة والثورة.   هل "الثورة السورية" في غنى عن طلب الدعم من أجل حل أزمتها؟    إذا تحدثنا عن المعارضة أو الثورة، فإنّ الثورة لا تتقاطع مع أي دولة في العالم إلا مع الدول الديمقراطية، أو التي تعلن أنّها ديمقراطية ويجب أن تتبع هذا الاتجاه.   دعم هذا الاتجاه يكون من خلال الإعلام وعبر السبل الدبلوماسية ومؤسسات المجتمع الدولي، وعلى الأرض يكون عبر الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ونحن لا نريد شيئًا من أحد على الإطلاق.. نحن على مدى 65 سنة أو أكثر كنا ندفع لكل دول العالم مساعدات عبر الصليب الأحمر، وجاء الوقت الذي عندما نكون في حاجة تكون لنا حصة، وهذا حق وليس منة من المجتمع الدولي.   هل تخشى السعودية وحلفائها المقربين دعم المعارضة بشكل كبير؟    الرياض تخشى أن يُقال إنّها تدعم الإرهاب، بينما الإرهاب الحقيقي هو قتل الشعب السوري، وما نراه في الغوطة أكبر دليل، فهناك لا توجد جبهة النصرة ولا داعش، والمدينة محاصرة ومن يقاتل في أطرافها هم شبابها، والقصف يكون على وسط المدينة وهو استهداف للمدنيين، وهو ما أدّى إلى تدمير المدينة عن بكرة أبيها.   ما تفسيركم لذلك؟   هذا يوضح الصورة أمام العالم أجمع.. النظام السوري وروسيا وإيران هم الإرهاب نفسه، وليس الطرف الآخر هو الإرهاب، وهو ما يجعل دول كثيرة بينها السعودية من دعم المعارضة بشكل كبير وذلك خشية اتهامها بدعم الإرهاب كما يزعمون. 

مقالات متعلقة