بقطع المعونة عن فلسطين.. هكذا يتآمر ترامب على أرض الزيتون

الرئيس الأميركي دونالد ترامب

على الرغم من التركيز على قطاع غزة لتحسين الظروف المعيشية فيه، كخطوة أولى لإعادة الخطة المزعومة للسلام إلا أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلق بقطع المعونة عن السلطة الفلسطينية والقطاع جاء ليمزق عجلة السلام بحسب مراقبين.

 

وكانت الإدارة الأمريكية بدون سابق إنذار قررت قطع معونتها بشكل كامل عن السلطة وعن غزة، لتدخل مؤسسات أممية إغاثية في القطاع بأزمة مالية حادة.

 

 وأثار قرار قطع المعونة عن السلطة الفلسطينية وقطاع غزة حفيظة عدد من المراقبين حول التناقض الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية والتي تعبث فيها إدارة ترامب بشكل غير مسبوق.

 

مجالات إنفاق المعونة   

وكانت أموال المعونة مخصصة لبرامج "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، ومساعدة أمنية لقوات السلطة الفلسطينية، ومساعدة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين.

 

ووفقًا لمجلة نيوزويك الأمريكية، فإن قطع المعونة ستسبب في إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتوقف الدور الناجح والمؤثر للغاية الذي لعبته الولايات المتحدة في تدريب أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وإضفاء الطابع المهني عليها، وضمان استمرارية التنسيق الحيوي مع إسرائيل.

 

ومن شأن وقف المعونة الأمريكية، أن يضعف السلطة الفلسطينية ويجعل عودتها إلى غزة أقل احتمالًا، الأمر الذي سيعطل أي مبادرة سلام شاملة، بحسب "نيوزويك".

 

أزمة إنسانية   

وأضافت المجلة، أن قطع أمريكا لمعوناتها بشكل كامل عن السلطة وقطاع غزة، سيؤدي إلى انهيار أسرع لما تبقى من شبكة الأمان في غزة، وجعل الأزمة الإنسانية أسوأ بكثير، إضافة إلى تآكل أي نفوذ متبقي للولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية، وهذا لن يسهل تحقيق الصفقة النهائية للسلام، التي تحدث عنها ترامب كثيرًا، ولن يجعل إسرائيل أكثر أمنًا.

 

 ونجحت إسرائيل بجهود سرية خاصة فى إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على مصر والأردن للاشتراك فى حل إقليمى للصراع الفلسطينى – الإسرائيلى.

 

وتسعى الولايات المتحدة من خلال ما تسمى بصفقة القرن  استمرار سيطرة إسرائيل على مساحات ضخمة من الضفة الغربية، مقابل تعويض الفلسطينيين بمساحات ضخمة من شبه جزيرة سيناء لإنشاء دولة فلسطينية مستقرة وقادرة على النمو والمنافسة.

 

تناقض أمريكي  

بدوره قال المحلل السياسي السيد المرشدي، إن الولايات المتحدة دائماً تلعب في منطقة الشرق الأوسط بورقة رابحة للغاية وهى المال من أجل تقديم كل الدعم لجيش الاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المحتل.

 

 وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن هناك تناقض ملحوظ لأمريكا من خلال هذا القرار الذي لن يكون في صالح أمريكا قبل السلطة الفلسطينية، وهذا ربما يكون غباء من ترامب خاصة في هذا التوقيت الذي تبلورت فيه الصفقة المشبوهه المتعلقة بتصفية القضية الفلسطينية.

 

وأوضح أن هذا القرار لم يكن مفاجأ للمراقبين لسياسات ترامب الخارجية من توليه والمتعلقة بالعرب وبمنطقة الشرق الأوسط، وخاصة فلسطين والتي وصلت لذروة التطرف بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

 

الانتفاضة مستمرة  

فيما قال الناشط الفلسطيني أحمد مسامح ، إن أمريكا لن تستطيع كسر عنق الشعب الفلسطيني وخاصة الشباب المستمر في انتفاضته في وجه المحتل لشهور عديدة دون أن يمل خاصة لعد أن فقد الأمل في الفصائل المتناحرة طوال الوقت.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" :"الشعب الفلسطيني لن يقبل غير فلسطين التاريخية والقدس عاصمة لها والمسجد الأقصى مسرى رسولنا يحتضنها، مشيراً إلى أن  كل الحروب التي تعرضت لها غزة كان بسبب عدم قبول هذه الصفقة المزعومة.

 

ويقوم الشباب الفلسطيني مظاهرات كل أسبوع  عند حدود قطاع غزة  على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي، حيث يشعل الشبان والفتية الفلسطينيون إطارات مطاطية ويرشقون الجنود الإسرائيليين بالحجارة، تعبيرا عن غضبهم من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

مقالات متعلقة