محمود سلام: «فردقان» بصوتي حصريًا على «اقرأ لي».. وهذا سبب نجاح الكتب المسموعة

الشاعر محمود سلام

انتشرت في الآونة الأخيرة "الكتب الصوتية"، ولاقت رواجًا كبيرًا بين الشباب، ولم تخدم فقط قطاع المكفوفين، لكن محبي القراءة ممن لا يمتلكون وقتًا، وتنوعت هذه الكتب في مضمونها ما بين المحتوى الأدبي والتراثي والتعليمي.  وتحدثت "مصر العربية" مع الشاعر محمود سلام، الذي خاض مؤخرًا تجربة "الكتب الصوتية"، ليكشف لنا كواليس تجربته وتسجيله رواية "فردقان" للكاتب يوسف زيدان، ورؤيته حول مستقبل الروايات الصوتية والكتب المسموعة، ومدى الصدى الذي حققته مؤخرًا.  

إلى نص الحوار:   

* في البداية، حدثنا عن تجربة تسجيل رواية "فردقان"؟ 

"فردقان" أحدث روايات يوسف زيدان، هي أول تعاون مباشر بيني وبين منصة "اقرأ لي" للكتب الصوتية، بدأ الأمر باتصال من مي مجدي، مديرة المحتوى، تطلب إليَّ تسجيل رواية لم تفصح عن اسم الرواية ولا مؤلفها، لكنها أشارت إلى أنها تتميز بلغة فصيحة جزلة، ورأت أنني الأنسب لها. وحين زرتهم في الاستوديو، تعرفت على الكاتب والرواية، وأنها تحكي عن قصة حياة (ابن سينا) العالم والفيلسوف العربي الشهير، وأنها لم تصدر بعد عن دار الشروق، وإنما تم اتفاق على نشرها صوتيًّا حصريًّا على تطبيق "اقرأ لي" في بادرة هي الأولى من نوعها في النشر العربي، إذ كان السائد أن تنشر الرواية ورقيًّا أولًا، ثم تتبارى المنصات الصوتية في تقديم ما اشتهر وتميز من هذه الروايات.

 

* ما تقييمك لتجربة "الكتب الصوتية"؟ وما هي التحديات التي واجهتك؟

كانت تجربة مميزة على ما فيها من تحديات، إذ انتهينا من تسجيل الرواية في عدد قياسي من الساعات، مع أنني آثرتُ من اللحظة الأولى أن أقدِّم للمستمع نصًّا فصيحًا خاليًا من أي خطأ لغوي (مكتوب أو منطوق) ولم آل في ذلك جهدًا ما استطعتُ إليه سبيلًا. كما حاولتُ أن أقترب بالأداء مما يناسب السرد (زمنه ومكانه وعاطفته).. بإيقاعٍ شبابيٍّ ما استطعت يلائم ذوق السامع المعاصر، ولا يجافي التراث بأصالته.

 

كنتُ أحاول ألا يتسرب للسامع أي شعور بالصعوبة، في التراكيب أو في المصطلحات الطبية (للأدوية التي يستحضرها ابن سينا) أو في أسماء البلدان الأعجمية التي يزورها ابن سينا.. وما إلى ذلك.. وكثيرًا ما راسلنا المؤلف يوسف زيدان، وصولًا لأدق مستوى في أثناء التسجيل. * وماذا عن كواليس التسجيل؟ 

الرواية ستقدم بشكلٍ درامي، حيث يشارك عددٌ من الممثلين الصوتيين بأداء الجمل الحوارية على لسان الشخصيات الروائية، منهم: "أحمد مجدي، وعبد الرحمن زغلول، وغيرهما"، كما تُقدم الرواية بهندسة موسيقية درامية مميزة، للفنان إسلام عادل جابر. *هل ترى أن الكتب الصوتية ستؤثر على الكتب المطبوعة خلال الفترة القادمة؟ 

تقديم الرواية صوتيًّا قبل الطباعة، مبادرة مميزة، تستحق الإشادة، وهي في الوقت نفسه تحدٍّ كبيرٍ، نسأل الله أن يوفقنا فيه، وينال استحسان المستمعين. وبالفعل المنصات الصوتية مواكبة للعصر، ومخاطبة للشباب عبر نوافذهم الحديثة (مواقع التواصل الاجتماعي)، وملبية لاحتياجاتهم وأوقات فراغهم التي يقضونها بصحبة هواتفهم المحمولة.  

وبالتأكيد سيؤثر النشر الصوتي، بشكلٍ أو بآخر في النشر الورقي، لكنه لن يكون بديلًا، إنما سيكون رفيقًا مصاحبًا طيلة الوقت.

 

تمامًا كما كانت السينما رفيقةً للرواية، فكم من أفلام رأيناها عن روايات، ومع ذلك كان الفيلم دافعًا لانتشار الرواية المطبوعة، وزيادة عدد قرائها.

* ما رأيك في انتشار عدد من المنصات المختصة بالكتب الصوتية؟ 

التجربة الصوتية عمومًا، تجربة مميزة، واتجاه لاحظنا تألقه في الفترة الأخيرة، فلدينا تجربة "اقرأ لي" الرائدة، التي تحاول طيلة الوقت أن تحافظ على السبق فتتعاقد ليس فقط على رواياتٍ مميزةٍ صدرت، وإنما على رواياتٍ لم تصدر بعد. ولدينا منصة "رواة" الفريدة، التي تبتكر مذاقها الخاص فتطل على المستمع العربي بمسلسلاتٍ من تأليفها وتمثيلها وإخراجها، وبرامج من إعدادها، وقبساتٍ من اختيار مُعدِّيها، دون التنازل عن الفصاحة التامة والأداء المميز طيلة الوقت. ولدينا كذلك "كتاب صوتي" وغيرها من المنصات التي تتنافس جميعها في سبيل تقديم محتوى مميز للمستمع العربي.

 

* كيف بدأت علاقتك بالتسجيل الصوتي؟ علاقتي بالتعليق الصوتي -على المستوى الاحترافي- بدأت باستضافتي في منصة "رواة" لإلقاء قصائدي الفصيحة من خلال برنامجنا المميز "الشعر بالشعراء". ثم جاءت مشاركتي التمثيلية في المسلسل الإذاعي البديع "أمة الصحراء"، لعبتُ فيه عددًا من الشخصيات البارزة في التاريخ العربي "عروة بن الورد"، "عمرو بن العاص"، "قيس لبنى"، و"شيبوب" وغيرهم من الأدوار البارزة، والأدوار الثانوية كذلك في بعض الحلقات الأخرى من المسلسل.

 

وفي رمضان الماضي، أنتجنا مسلسل "مسير العزم" عن قصة الإمام أحمد بن حنبل، لعبتُ فيه دور "صالح" ابن الإمام أحمد.  

وكذلك مسلسل (نوادر العرب) الذي نفذته رواة لصالح منصة (كتاب صوتي) لعبتُ فيه عددًا من الأدوار العربية الممتعة.  

وكانت رواة كذلك قد أسندت إليَّ تسجيل رواية (نسيت كلمة السر) لصالح (اقرأ لي) وتم التعاون في إبريل الماضي.  

بالإضافة إلى عددٍ من الكتب الأخرى، تنفذها (رواة) لصالح منصاتٍ أخرى، معظمها يقع اختياري لقراءتها من قبل المنصة.

* ومن يختار النصوص والكتب التي يتم تسجيلها؟ لا أقول إنني أنا من يختار النصوص، إنما يقوم على ذلك الأمر فريق إعداد مميز، يختار لي نصوصًا تلائم صوتي، وتلقى استحساني، فأستمتع بأدائها. والكتاب الوحيد الذي اخترتُ قراءته، كان كتاب "مع أبي العلاء في سجنه" لطه حسين، وانتهيتُ من تسجيله في يوليو الماضي.

 

* كيف ترى مستقبل الكتب الصوتية؟ 

تقديم الرواية صوتيًّا، يتيح الرواية لعددٍ أكبر وشريحة أوسع، تتضاعف لتصل إلى ملايين المستمعين، دون أن يزيد هذا من التكلفة الفعلية شيئًَا.. في الوقت الذي لا يتأثر فيه بسوق الورق والطباعة والغلاف والتكاليف التي يعاني منها النشر الورقي في مصر، مما يزيد مع الأسف من سعر الكتب بشكل ملحوظ. فيأتي الكتاب الصوتي حلًّا بسعرٍ في متناول الجميع. * وما جديدك خلال الفترة القادمة؟

أحضر لبرنامج إذاعي جديد، سأقدمه على "رواة"، عنوانه "أصله عربي" أتناول فيه الكلمات العامية التي لا يظن الناس أن لها أصلًا عربيًّا، مثل (معلش - عشان - استنى - ...)، وأعد المستعمين بمفاجآتٍ لا يتوقعونها.

 

مقالات متعلقة