بمئات الزجاجات البلاستيكية الفارغة التي تجمع من شواطئ رفح جنوب قطاع غزة، يصنع البعض في غزة قاربًا صغيرًا لصيد الأسماك لمواجهة الإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت الصحيفة، من هولاء معاذ الذي يربط هذه الزجاجات بشبكات قديمة لصنع قارب صيد صغير يأمل أن يساعده في إعالة أسرته، ويشير الرجل البالغ من العمر 35 عاما، إن هذا القارب قادر على حمل ثمانية أشخاص.
وأضافت الوكالة، ان لوحًا عريضًا من الخشب المكسو يوضع على الزجاجات من فوق كمقعد، مما يسمح لأبو زيد بالخروج لبضع مئات من الأمتار في البحر بما يكفي للصيد.
وتابعت، أن الأمر يستغرق حوالي ثماني ساعات لصيد ما بين خمسة إلى سبعة كيلوجرامات من سمك السردين والبوري، والأسماك الصغيرة الأخرى.
ويبيع صيده للمارة على الكورنيش المجاور، بمبلغ يتراوح بين 20 و 40 شيكل (5-11 دولار) في اليوم الواحد، أما أخواه فيصاحبانه في رحلاته اليومية، خاصة أنهم لم يتمكنوا من العثور على عمل.
وقال معاذ :" أنا رسام لكن بسبب الوضع الصعب أنا عاطل عن العمل.. لذلك كان هذا القارب منقذا لي ولعائلتي".
وفي ظل الحصار الإسرائيلي المعوق لأكثر من عقد من الزمان، تعاني غزة من البطالة بنسبة 44 %، وترتفع إلى 60 % بشكل مذهل بين الشباب، وفقاً لأرقام البنك الدولي عام 2017.
ويعاني القطاع من أزمة كهرباء ومياه المجاري التي غالبا ما تضخ بشكل مباشر في البحر، إلا أن الكثيرين في غزة يعتمدون على صيد السمك من أجل لقمة العيش رغم أن إسرائيل تفرض منطقة للصيد تقتصر على تسعة أميال بحرية في جنوب القطاع.
وجاءت الفكرة لمعاذ من اليوتيوب، حيث رأى هواة يصممون القوارب باستخدام زجاجات بلاستيكية، وقال: "لقد قدرت الفكرة وقلت لنفسي لماذا لا نحافظ على البيئة ونخلق سبل العيش لي ولأسرتي، وهذا ما حدث".
كلفة القارب حوالي 150 دولار، اقترضه من والده، وهو يأمل في شراء شبكة صيد في وقت قريب، "حتى يتمكن من صيد كميات أكبر من الأسماك، وبيعها وعيش حياة كريمة".
الرابط الأصلي