استغاثات متواصلة لا تنقطع، تتلقاها الأجهزة التنفيذية بالإسكندرية من مواطنين بمناطق شرق المدينة بعد غزو جيوش من النمل الأبيض لمناطقهم لتقضي في طريقها على الأخضر واليابس بعد أن فشلت كل محاولات الأهالي مكافحتها.
وتلقت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة ومديرية الزراعة شكاوى متعددة من الأهالي بمناطق (سموحة ومصطفى كامل والإبراهيمية وكامب شيزار والشاطبي وكفر عبده)، يشتكون من غزو النمل الأبيض لمناطقهم ومنازلهم ومطالبين بتدخل الأجهزة المختصة فورًا لمكافحته.
وقال محمود فهمي، مهندس من قاطني منطقة الإبراهيمية، شرق الإسكندرية: إن تلك الظاهرة هي ظاهرة بدأت منذ سنوات، ولكن كانت قد اختفت لتعود هذا العام بشكل أقوى، لافتًا إلى أن تلك الحشرة الصغيرة تنتشر بسرعة كبيرة في الموبيليا وتقوم بقرضها مما يؤدّي لإتلافها بشكل كامل.
وطالب "فهمي" الأجهزة التنفيذية المختصة بضرورة التصدي ومكافحة تلك الحشرة التي من الممكن أن تتسبب في كارثة للأهالي والمنازل بالمناطق التي هاجمتها.
وقالت هبه ياسر، ربة منزل بمنطقة سموحة: إن النمل الأبيض قد هاجم منزلها وتسبب في تلف الباركيه بشكل كبير مما اضطرها لاستبداله بالسيراميك، مشيرة إلى أنها سمعت نصيحة بعد الأقارب وتوجهت إلى مديرية الزراعة وتسلمت مبيدًا حشريًا مخصصًا لهذا النوع من الحشرات ولم يأتِ بأي نتيجة. على حد قولها.
من جانبه كشف منير ديمترى، مدير إدارة المكافحة بمديرية الزراعة بالإسكندرية، عن مفاجأة حيث قال: إن سبب انتشار النمل الأبيض هو توقف الأجهزة التنفيذية بالمحافظة عن شرط معالجة التربة ضد تلك الحشرة قبل الشروع في إصدار تراخيص البناء للعقارات الجديدة وجعل الأمر بشكل اختياري.
وطالب "ديمتري"، الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية بإعادة تفعيل قرار ربط استصدار رخصة البناء بمعالجة التربة ضد حشرة النمل الأبيض كوسيلة فعالة لمواجهتها.
يذكر أنّ النمل الأبيض يعيش في العادة في مستعمرات جماعية تحت الأرض، حيث تنقسم الحياة في هذه المستعمرات لثلاث طبقات أساسية وهي طبقة العمال، وطبقة الجنود، وطبقة المنتجين من الملكات والملوك المسؤولين عن عمليات التكاثر، حيث تتصف طبقة النمل العامل بكونها غير مرئية إلا إذا تم اكتشافها في الحفر في الخشب.
ويتسبب النمل الأبيض بأضرار هيكلية في المنازل والمباني بشكل عام وكذلك الأثاث الخشبي ولا يرى السكان النمل الأبيض داخل بيوتهم في العادة إلا بعد أن يكون غزو هذه الحشرات قد ترسخ في المكان، لكن يمكن رؤيتها كذلك بالخارج محيطة ببقايا الأشجار الميتة أو ألواح الخشب المتعفنة أو أي نوع من الحطام والمخلفات.