لا يجد كثيرون من محدودي الدخل سوى «حلويات اللحوم» لسد رمقهم، في عيد الأضحى المبارك، باعتبارها أقل سعرًا من اللحوم البلدية، كما أن لها مذاق محبّب لديهم، إلا أنها باتت صعبة المنال مع كثرة الإقبال عليها.
في منطقة المنيب بمحافظة الجيزة يقف "حسنين أبو آدم" جزار، وأمامه فرشة لبيع حلويات اللحوم (الممبار وأرجل العجول "الكوارع" والفشة والكرشة)، واصفًا إياها بأنها "أضحية الفقراء".
وبينما يتسارع المواطنون على اقتناص أي كمية منها قبل نفادها، قال صالح نبوي لـ "مصر العربية": " حلويات اللحوم هي الحل في الغلا اللي احنا فيه دا، دا غير ان احنا بنحبها"، مشيرًا إلى وقوع بعض المشاجرات بين الزبائن للحصول عليها.
ومن بين الزبائن المنتظرين لشراء حلويات اللحوم، اشتكت أم ، ربة أم عبدالله من ارتفاع الأسعار قائلة: "حتى الكرشة والكوارع مش عارفين نجيبها، مشيرة إلى أنها لم تشتر لحمة بلدي هذا العام بعدما تخطى سعر الكيلو 150 جنيهًا. "إحنا مش قد اللحمة البلدي، البركة في الفشة والممبار".. هكذا عبرت أم عبدالله، شاكية غلاء أسعار اللحوم وتكلفة العزومات معلقة: "كيلو اللحمة الحمراء عدى الـ 150 جنيه والضاني 140 وميكفيش أكلة وعشان أعزم عيالي وولادهم عايزة 3 ، 4 كيلو ع الأقل".
أما عزت رضوان، جزار، أوضح لـ "مصر العربية" أن الإقبال بيزيد على الفشة والكرشة والممبار في العيد باعتبارها أقل سعرًا قائلا: "الحلويات دي ليها زبونها في غير أوقات العيد وبتتطلب بالحجز".
وارتفعت أسعار اللحوم بنحو 10 جنيهات في الكيلو، خلال الأيام الماضية، بحسب ما قاله، هيثم عبد الباسط، نائب رئيس شعبة القصابين، بغرفة القاهرة التجارية.
وأضاف عبد الباسط في تصريحات صحفية أن سعر كيلو اللحمة ارتفع في الأيام الأخيرة ليتراوح بين 140 و150 جنيهًا في القاهرة، مقابل 130 و140 جنيهًا الشهر الماضي.
وأرجع عبد الباسط ارتفاع أسعار اللحوم إلى ثلاثة أسباب رئيسية، وهي قله المعروض، بسبب نفوق المواشي الناتج عن إصابة بعضها بمرض الجلد العقدي.
وساهمت ارتفاع أسعار المحروقات أيضا في ارتفاع أسعار اللحوم بسبب زيادة تكلفة النقل، كما سبب اقتراب موسم عيد الأضحى وزيادة الطلب في ظل تراجع المعروض في ارتفاع الأسعار، بحسب عبد الباسط.
وكانت مجموعة اللحوم والدواجن قد سجلت ارتفاعًا خلال شهر يونيو الماضي، بنسبة 2% مقارنة بشهر مايو الماضي، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.