بيد أن المصائب لا تأتي فرادى بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد تلقى ضربتين في يوم واحد؛ إدانة مدير حملته الانتخابية بول مانافورت في قضايا تزوير واحتيال بنكي وإقرار محاميه السابق مايكل كوهين بالذنب في دفع رشوة لممثلة إباحية وفقا لطلب من ترامب.
صحيفة واشنطن بوست رأت أن قرار هيئة المحلفين إدانة بول مانافورت مدير حملة ترامب اليوم الثلاثاء على خلفية اتهامات تتعلق بالاحتيال الضريبي والمصرفي تمثل انتصارا كبيرا وإن كان غير كامل للمستشار الخاص روبرت مولر.
يذكر ان مولر يقود تحقيقات تتعلق بالتدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 ومدى ارتباط حملة ترامب بها.
وأدانت هيئة المحلفين مانافورت في 8 من إجمالي 18 اتهاما ضده.
مرتديا جاكيت أسود اللون، بدا مانافورت في حالة من اللامبالاة ولم يظهر إلا القليل من رد الفعل أثناء تلاوة كلمة "مذنب" ثمان مرات.
رد فعل الرئيس ترامب تمثل في إبداء استنكاره المعتاد للتحقيق الذي يجريه روبرت مولر.
وقال ترامب لصحفيين في ويست فرجينيا : "بول مانافورت رجل جيد، حكم الإدانة لا يرتبط بي لكني أشعر بالحزن الشديد"
وتابع ترامب أن الاتهامات في قضية مانافورت لا تتضمن لب تحقيق مولر، واستطرد: "الأمر أشبه بمطاردة ساحرات تنتهي إلى الخزي".
ولم تتوقف الأخبار السيئة لترامب عند نتيجة محاكمة مانافورت لكن محاميه السابق مايكل كوهين أقر بالذنب في ثمان اتهامات في قضية أخرى منفصلة معترفا أنه ساعد على دفع رشوة لممثلة إباحية بموجب تعليمات من ترامب.
ولفتت واشنطن بوست إلى إن مانافورت أدين بتقديم سجلات ضريبية مزورة في الفترة من 2010 حتى 2014 وعدم الإبلاغ عام 2012 عن حساب بنكي خارجي مخالفا ما يقتضيه القانون.
وعلاوة على ذلك، أدين مانافورت بتهمتين تتعلقان بالاحتيال المصرفي ترتبط بقرض 3.4 مليون دولار من "بنك سيتيزنز" ومليون دولار من بنك كاليفورنيا.
كيفن داوننغ، محامي مانافورت قال إن موكله يشعر بالإحباط تجاه الحكم لكنه شكر القاضي لمنحه محاكمة عادلة، وتوجه كذلك بالثناء إلى هيئة المحلفين.
ورأى محللون أن حكم إدانة مانافورت قد يزيد من وطأة الضغوط عليه للتعاون مع مولر في التحقيق على أمل أن يتسبب ذلك في تخفيف عقوبته.
يأتي ذلك في وقت يزيد فيه ترامب من انتقاداته لتحقيق مولر بشكل شبه يومي.
حكم إدانة مانافورت قد يقوي شوكة روبرت مولر في تحقيقه بشأن تواطؤ محتمل مع روسيا، ويعزز سعيه لاستجواب الرئيس.
براءة مانافورت كانت ستزيد من أصوات الجمهوريين للمطالبة بإغلاق تحقيق مولر.
ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاتهامات الثمانية عشر التي وجهت ضد مولر لا علاقة لها بتحقيق مولر.
رابط النص الأصلي