على الرغم من الأزمة الليبية التي ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة في ليبيا يحرص الشعب الليبي في عيد الأضحى على ممارسة طقوس وعادات اجتماعية تميزهم عن باقي الدول منذ لحظة شراء الأضحية مرورا بذبحها ثم طهيها بطرق مختلفة.
قبل ذبح الخروف تقوم سيدة المنزل بتكحيل عينيه بالقلم الأسود أو الكحل العربي ثم تشعل النيران والبخور ليبدؤوا بعدها بالتهليل والتكبير، حيث يسود الاعتقاد بين الليبيين بأن كبش الأضحية سيمتطيه الشخص المسمى عليه (الذي سيطلق اسمه على الكبش) إلى الجنة يوم القيامة، وهو هدية إلى الله -جل جلاله- فينبغي أن يكون صحيحا معافى، ويجب أن يكون كبشا جميلا قويا أقرن لا عيب فيه إطلاقا.
ولعيد الأضحى أو “العيد الكبير” حسبما جرت تسميته خصوصية ، فقد عمدت النسوة منذ القدم إلى أن تشتري لبناتهن أوان نحاسية أو من الفخار صغيرة الحجم كـ”الطنجرة” و”المقفول” و”الكانون” و”المشوى” و”الصحن” حتى يعددن الطعام بأنفسهن في ذلك القدر الصغير بهدف تعويدهن وإعدادهن للأعمال المنزلية.
القلاية
وامتداد ليبيا الجغرافي والتاريخي، مكنها من امتلاك العديد من الأكلات الشعبية التي تختلف من منطقة إلى أخرى، ويوم عيد الأضحى المبارك، لا يكاد بيت ليبي يخلو من أكلة "القلاية"، ذلك الطبق الشعبي القديم الذي تشتهر به البلاد منذ مر الزمان، وهو عبارة عن مرق باللحم يكون اللحم فيها مُقطعًا أجزاء صغيرة.
ويتم تحضير أكلة القلاية بوضع مكعبات اللحم والقلب في قدر على النار وتغطى، وعندما يستوي اللحم وتجف عصارته تضاف له مكعبات الكبد والكليتين، ثم يضاف لها الملح ويحرك جيدًا ويترك لدقائق حتى تستوي مكعبات الكبدة والكلية.
عندما يستوي خليط اللحوم وتجف عصارتها، تضاف لها كمية من الزيت تكفي لتغطيتها ويضاف لها البصل المقطع وتحرك وتخلط جيدًا، وتترك على النار حتى يذبل البصل ويشقر ثم يضاف لها الفلفل الأحمر الحار والكركم، كما يمكنك إضافة عصير الطماطم ومعجون الطماطم والتوابل حسب الرغبة.
البازين
وأيضاً من أشهر الأكلات الشعبية التي تشتهر بها ليبيا خاصة المناطق الغربية منها، أكلة "البازين" وتعد "البازين" على مرحلتين، فيعد الحساء سواء بالبيض أو بلحم الضأن أو لحم الإبل أو لحم الدجاج أو بالسمك أو باللبن، ويتم في البداية غسل اللحم ووضعه في القدر ويقطع البصل قطعًا صغيرة ويضاف إلى اللحم ويسكب عليه الزيت.
ومن ثم يوضع القدر فوق النار حتى يصفر لون البصل ويميل إلى الاحمرار، عندها تعصر الطماطم الطازجة ثم خليط من معجون الطماطم المعلبة والملح والفلفل الأحمر والكركم والبهارات، حتى تنضج الطماطم وتطفو المادة الدهنية ثم يسكب الماء الساخن على الخليط وتضاف إليه دوائر البطاطا.
المبكبكة
فضلاً عن البازين والقلاية، تشتهر ليبيا أيضًا بأكلة "المبكبكة"، وهي وصفة المكرونة الأشهر في ليبيا، وتعود هذه التسمية إلى صوت المكرونة في أثناء غليانها على النار، ويأكلها الليبيون في وجبة الغداء والعشاء خاصة في الأيام الباردة.
وتحتوي أكلة المبكبكة الليبية ذات المذاق المختلف، على مكونات بسيطة من ذلك البصل والطماطم والفلفل والكركم وبعض التوابل التي تمنح هذا الطبق الشعبي نكهة مميزة، ولا تكلف هذه الأكلة المرأة وقتًا أو جهدًا لسرعة تحضيرها