صور| بموسيقى لامست عمق الروح.. عبيدة ماضي تُحيي ذكرى والدها

احتفالية "تحية إلى عامر ماضي"

أحيت عازفة الكمان عبيدة ماضي، أمسية موسيقية خاصة لوالدها الموسيقي الراحل، عامر ماضي، بعنوان "تحية إلى عامر ماضي"؛ في قاعة منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس الخميس.  لاقت الأمسية حضورًا جماهيريًا كبيرًا من وجوه ثقافية واجتماعية وأكاديمية وشبابية، وانفتحت على معزوفات موسيقية خالدة. تركت الألحان في الحضور مشاعر كبيرة، لامست في روعة أدائها عمق الروح، وشارك في الأمسية التي أشرف عليها عازف الإيقاعات الأردني ناصر سلامة، كل من: "همام عيد (عود)، رلى برغوثي (قانون)، خالد بلعاوي (تشيلو)، عواد عواد وأحمد جراح (إيقاع)، بالإضافة إلى استضافة كل من الفنانين هيفاء كمال ويزن الصباغ (غناء).  

ومن المقطوعات والأغنيات التي قدمت للجمهور:"رجل وادي القمر، لونجا راحة الأرواح، سماعي نهوند، أفراح مؤقتة، موشح، عن الهوى، ماروكو الصغيرة، سماعي كرد - للمؤلف عبده داغر".  

ومن جهتها، أعربت ماضي عن سعادتها بالمشاركة في هذه الأمسية التي وجدت فيها أن الجمهور يتمتع بذائقة فنية وثقافية عالية. وقالت، إن الأمسية تجربة مهمة جدًا على صعيد شخصي وموسيقي، خاصة أنها تستذكر والدي عامر ماضي".  

وعن الراحل عامر ماضي، أشارات ابنته، إلى أنه كان يتبنى وجهة نظر مختلفة في التلحين واستخراج الألحان، تقوم على عدم التقليد، كما أنه كان يطلق أحاسيسه ومشاعره في كافة أعماله الموسيقية والفنية.  

ويعد عامر ماضي، موسيقيًا شاملاً ومن مؤسسي رابطة الموسيقيين الأردنيين التي أثمرت فيما بعد نقابة الموسيقيين الأردنيين، وكانت له بصمته الخاصة في أعماله التي تنوعت بين المؤلفات في الموسيقى الشرقية والموسيقى الآلية والغنائية والموسيقى الدرامية والتصويرية للمسلسلات والمسرحيات إلى إعادة صياغة الموروث الشعبي، عدا عن بعض الأعمال الخاصة بالأطفال.  

ولد عامر ماضي العام 1953، في أسرة جمعت بين الأصالة والحداثة، قطن جده في مدينة العقبة وكان قاضيًا عشائريًا بارزًا ومعروفًا هناك، وكان أبوه يجيد العزف على آلة العود، أما أمه الشركسية فكانت تعزف آلة الاكورديون ويمكن اعتبارها عازفة محترفة على الصعيد الشعبي.  

كان عزف أخيه مالك ماضي، على آلة العود هو الصدفة التي واجهت عامر ماضي بحقيقة موهبته الموسيقية العالية. وبعد أن لامس عامر الموسيقى في داخله، بدأ بالعزف والدندنة، وبمرور الوقت انتظم بالدراسة لتعلم العزف على العود في العام 1968 على يد عبد الكريم عوض.  

رأى عامر ماضي أنه لن يكون ذا شأن وتأثير إلا بجمع موهبته الفطرية بالعلم، فالتحق بالمعهد الموسيقي الأردني العام 1972، وعلى الرغم من أنه بدأ بدراسة آلة العود إلا أنه اتجه إلى آلة التشيللو على يد الموسيقي الراحل يوسف نصرة.  

أسس عامر ماضي، فرقة أوركسترا الصغار التي لاقت إقبالاً جماهيرياً غير متوقع من الكبار والصغار، كما كان له دور مهم في تشكيل نواة أول أوركسترا أردنية في قسم الموسيقى في جامعة اليرموك وقدم معها كونشرتو لآلة العود من تأليف د. سيد عوض.  

ومع نهاية القرن العشرين، استقر الأمر بـ"عامر ماضي" للعمل الخاص في مجال الإنتاج الفني، جنباً إلى جنب الى عمله في تأليف أعمال موسيقية في القوالب الموسيقية العربية التقليدية الآلية والغنائية، بالإضافة الى إصداره القرص المدمج "نمنمات عمّانية" الذي يضم مجموعة من الموشحات.  

وعبيدة ماضي، حاصلة على بكالوريوس في الموسيقى من الجامعة الأردنية، كما حصلت على بعثة لدراسة الماجستير من جامعة كينغستون في لندن التي تخرجت منها العام 2011، وهي الآن محاضرة متفرغة في قسم الموسيقا في الجامعة الأردنية.  

و"مؤسسة شومان"؛ مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.

مقالات متعلقة