هو كاتب موهوب يمتلك الروشتة الأدبية القادرة على أن تنسيك أنك تقرأ، ويضعك مباشرة في قلب الفعل الحيوي دون مقدمات، يحيلك إلي طرف أصيل في الفعل الفني الذي يبدأ تحلقه بمجرد وقوع بصرك على السطر الأول، كما وصف ذلك بنفسه، حيث يمتلك خيال ينطلق من عمق الإحساس بالتجربة، إنه الكاتب الكبير خيري شلبي والذي تحل اليوم ذكرى وفاته السابعة.
رحل "شيخ الحكائين" عن عالمنا في تاريخ 9 سبتمبر 2011، بعد أن ترك لنا موروث أدبي لمبدع من نوع خاص، حيث ازدحمت المكتبة العربية بالعديد من أعماله من أشهرها " الوتد، السنيورة، الأوباش، الشطار، العراوى، فرعان من الصبار، موال البيات والنوم، ثلاثية الأمالى، بغلة العرش، موت عباءة، بطن البقرة، صهاريج اللؤلؤ، نعناع الجناين.
وفي ذكرى وفاته السابعة، تستنكر الشاعرة ريم خيري شلبي، نجلة الأديب الراحل خيري شلبي، تجاهل الدولة متمثلة في وزارة الثقافة المصرية، الاحتفاء بوالدها، ولا تتذكره نهائيًا على حد وصفها.
وأكدت "ريم" في تصريح خاص لـ"مصر العربية" أنه لولا أولاد ومحبي الأديب الراحل خيري شلبي لضاعت ذكراه، وما تذكره أحد، في ظل النسيان التام من وزارة الثقافة لكاتب بحجم والدها.
وتابعت "نجلة خيري شلبي" استنكارها قائلة: منذ وفاته لم تقام أي فاعلية جيدة له دون تدخلي أنا شخصيا، حتى فى معرض الكتاب العام الماضي، تم عمل خيم بأسماء المبدعين، ولم يتذكروا خيرى شلبى ولا حتى بندوة واحدة، ويمكن قياس على ذلك كل شيء.
وعن أوجه الاهتمام الذي ترغب أن تراه "ريم" لوالدها قالت: خيرى شلبى مثلا لابد أن يحصل على قلادة النيل، هو ليس أقل منها، يجب أن يطلق اسمه على الشارع الذى يسكن به أو ما شابه ذلك، فهناك أشياء كثيرة يمكن التعبير بها عن الاهتمام به.
وأشارت "نجلة خيري شلبي" إلى أنه رغم كل ذلك فأعمال والدها مجمعة من قبل وفاته في كتاب واحد، ودار الشروق تطبع أعماله بانتظام وتحقق أعلى مبيعات، وهذا دليل على شعبيته الجارفه.
ويذكر أن، خيري شلبي ولد في 31 يناير 1938 بقرية شباس عمير بمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، وهو من أوائل الأدباء الذين كتبوا ما يسمى الآن "الواقعية السحرية".
كتب "شلبي" نحو 70 كتابًا، ضمت روايات ومسرحيات ومجموعات قصصية ودراسات نقدية، فمن أشهر رواياته "السنيورة، الأوباش، الشطار، الوتد، بغلة العرش". ومن مجموعاته القصصية "صاحب السعادة اللص، المنحنى الخطر، سارق الفرح، أسباب للكى بالنار، الدساس، ومن مسرحياته "صياد اللولي، غنائية سوناتا الأول، المخربشين"، ومن مؤلفاته ودراساته "محاكمة طه حسين: تحقيق في قرار النيابة في كتاب الشعر الجاهلي، أعيان مصر : وجوه مصرية، غذاء الملكات : دراسات نقدية، مراهنات الصبا : وجوة مصرية".
وقُدمت أعماله للسينما، ومنها فيلم "الشطار" مع المخرج نادر جلال، وفيلم "سارق الفرح" مع المخرج داود عبد السيد عن قصة قصيرة، وللتليفزيون قدم مسلسل "الوتد" من إخراج أحمد النحاس، ومسلسل "الكومي" عن ثلاثية الأمالى، من إخراج محمد راضي، ويعد مسلسل "وكالة عطية" المأخوذ عن روايته التي تحمل نفس الاسم، آخر ما قدم للتليفزيون حيث تم عرضه في رمضان عام 2009.
ومن الجوائز التي توجت مشواره الأدبي جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980- 1981، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 – 1981، جائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993 جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية وكالة عطية 2003، حاصل على جائزة أفضل كتاب عربى من معرض القاهرة للكتاب عن رواية صهاريج اللؤلؤ 2002، جائزة الدولة التقديرية في الآداب 2005.