في لقاء مع الكاتبة البريطانية ليندا فرانس، اجتمعت كاتبات أردنيات للحديث عن تجربتها بعمق من مختلف الأبعاد عن قضايا المرأة المعاصرة، واكتساب الكاتبات أدوات جديدة لتطوير موهبتهن.
وقالت الدكتورة كارول بالمر، مديرة مركز البحوث البريطانية، خلال الندوة التي نظمها مختبر السرديات الأردني، بالتعاون مع مؤسسة عبد الحميد شومان، إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تفعيل برنامج التبادل الأكاديمي بين الكاتبات. ووصفت الكاتبة البريطانية ليندا فرانس، مشاركتها في الجلسة بـ"العظيمة"، قائلة: "باعتقادي إن أفضل طريقة نستهل فيها الجلسة تقديم إضاءة موجزة عن طفولتي، التي ساهمت، بلا أدني شك، في صقل موهبتي منذ البداية".
وأضافت، "كنت أستمع منذ بداياتي إلى لهجات الأخرين، واكتسب منهم كل معرفة، ما دفعني إلى محاولة الكتابة، خصوصًا بأن النظام التعليمي في بريطانيا كان قويًا جدًا، لكنه لم يدفع بنا إلى الإبداع في كتابة الشعر، القصة، إلا بتعلم القراءة والغوص في مجاهل الطبيعة".
وبشأن أهمية تواصل الكاتبات مع الآخرين، أشارت فرانس إلى أن التواصل مع الكتاب والمبدعين جزء لا يتجزأ من طريقة الكتابة لديّ، حيث كنت أبحث عن اللغة والكلمات من خلالهم لاستعين بها خلال كتابتيّ الشعر".
وتساءلت القاصة والباحثة زليخة أبو ريشة، عن تجربة الكاتبة "فرانس" الشعرية، لتجيب عليها قائلة: "الطبيعة مصدر إلهامي الأول والأخير، وخاصة النباتات، إذ كتبت معظم تجاربي الشعرية في الحدائق العامة، حيث يعطينا الشعر نوعًا من الحماية ويعرفنا أكثر على الكائنات الأخرى".
ووجهت الناقدة والباحثة هدى أبو غنيمة، سؤالا لـ"فرانس"، حول إذا ما كانت الأخيرة أطلعت على أعمال من الأدب الأردني، وهو ما أكدته "فرانس"، حيث قرأت أعمال الكاتبة "فادية الفقير"، كما أطلعت على قصص "مفلح العدوان".
أما الباحثة حنان هلسة، أكدت أهمية العودة إلى جذور التاريخ، والبحث عن هويات وتاريخ الاسلاف، بما سيحقق للكاتب نجاحًا باهرًا، وخصوصًا عند الرجوع إلى أصل الأشياء وإعادة وضعها في موضعها الحقيقي.
لكن الناقدة د. صبحة علقم، رأت في مداخلة لها، أن الشعر هو أن نقول الحقيقة، الحقيقة كاملة، وهو يحتاج إلى تدريب وممارسة ومشاركة الناس همومهم وآمالهم واوجاعهم، ومن خلاله كذلك يمكننا أن نكتشف حقيقتنا، ونبحث كذلك عن هويتنا.
وأكدت القاصة سامية العطعوط، أن الكتابة في الأردن "ليست سهلة كما يتصور بعضهم؛ لوجود قيود كثيرة أمام الكتاب الذين يتناولون المواضيع المحرمة"، وقالت في هذا السياق "خصوصا إذا كانت كاتبة التي تناولت مثل هذه المواضيع، يا لها من مسؤولية كبيرة!".
و"مؤسسة شومان"؛ هي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.