صورة واحدة هنا لشخص ليس ذا صيت وشهرة، تروى عنه حكاية نجاح أو كفاح سرعان ما تنتشر، ويصبح صاحبها محل إعجاب هذا وذاك، ليتحول من مجرد فرد معروف فى محيطه الضيق إلى نجم على وسائل التواصل الاجتماعى.
نماذج كثيرة على هذه الشاكلة، تصبح فى غمضة معروفة بين جمهور الــ"فيس بوك"، الذى يصعب حصر أعداده..
أم عمرو سيدة عجوز .. هكذا بدت من ملامحها، تقطن بالورديان في الإسكندرية، كانت واحدة من نجوم السوشيال ميديا بعد انتشار صورتها وقصتها، فهى رغم كبر عمرها، إلا إنها تحرص على شراء سمك البلطى الصغير، وتضعه على أحد الأركان لكى تأكل منه قطط شارعها الجائعة.
تعرفها قطط منطقتها، كأنهم صغارها يلهون حولها حين تسير، فهى تشعر أن الله يرزقها من أجلهم، وقالت ملتقطة الصورة سارة سليم، إن العجوز طلبت منها نشر الصورة ليس بحثًا عن الشهرة ولكن من أجل توافد دعوات لابنها المريض بالسكر.
كيرلس ميلاد، شاب عشرينى مثل ملايين الشباب فى مثل عمره، أنهى دراسته الجامعية بآداب تاريخ عين شمس، وسعى للعمل بإحدى الشركات ثم بأحد المطاعم، إلا أن الحظ لم يحالفه بعد وقوع بعض المشاكل التى جعلته يترك عمله فى نهاية المطاف.
انتشرت قصته وجابت مواقع التواصل الاجتماعى حينما نشر صورة له بعجلة، ولفت إلى أن الدنيا حينما أغلقت ابوابها فى وجهه، لم يدع لليأس مجالًا، وقام بعمل مشروع من رأس مال صفر، حيث قال: عملت مشروع اسمه طلباتك أوامر، عبارة عن اني بشتري لأهل الظاهر ( الخضار- الفاكهة – اللحمة – الادوية - ..الخ )"، مقابل مبلغ رمزى حدده، ونشر الشاب فكرته عبر جروب سكان الضاهر رافعًا شعار "الـأمانة سر النجاح، وسرعان ما بات معروفًا بين جيرانه، وتفاعلت معه احداهن ومنحته عجلة تساعده وإعجابًا منها بكفاحه وفكرته.
منذ أيام قليلة انتشرت صورًا مبهجة لمجموعة من كبار السن، يلهون على أحد الشواطئ لولًا شيب شعورهم وتجاعيد وجهم، لظننتهم شبابًا فى العشرين من العمر، لفتوا انتباه نشطاء الفيس بوك، بعفويتهم وعدم اكتراثهم بم سيقوله هذا أو ذاك، فقط كل ما يشغل بالهم أن يفرحوا وحسب.
أميرة وحسن.. شابان تزوجا مثل أي اثنين، ولكنهما لفتا انتباه جمهور الفيس، بالفيديو الذى نشره شقيقي أميرة والذى انتشر ، لتتخطى مشاهدته الملايين.
محاولة شقيقى أميرة إسعاد اختهما فى يوم العمر، بغناء كوميدى فكاهى، خطف قلوب الغرباء قبل الأقرباء لهم، وفرحة العروسان ومشاركة والدتهم لهم، كل هذا كان سببًا فى انتشار الفيديو، ويظهروا بعدها فى برنامج الاعلامية منى الشاذلى.
منى السيد، أو كما عرفت إعلاميًا بـ فتاة التروسكل، التى لم يكن أحد يعرفها سوى أهل منطقتها، بين عشية وضحاها دعاها الرئيس للجلوس معه، والسبب صورة على الفيس بوك.
بعدما التقط لها أحدهم صورة وهى تجر تروسيكل محمل بالبضاعة، فى منطقة المنشية بالإسكندرية، وانهالت عليها اتصالات من هنا وهناك.
لم يكن هؤلاء فقط الذين ذاع صيتهم، بسبب صورة التقطها مجهول لهم، حاملة قصة خلفها، ولكن غيرهم الكثير منهم من هو يقرأ القرأن بشكل بارع، وينافس فى تلاوته أمهر القراء ولا أحد يعرفه، ومنهم من يمتلك أحبالا صوتية يشدو بها أحلى الالحان، أو موهبة فى الرسم وغيرها الكثير الذى لا يمكن حصره، ولكن كانت تلك نماذج فقط.