في بداية التسعينات، تدور أحداث رواية "اللحظة الراهنة" للمؤلف الفرنسي غيوم ميسو، التي صدرت نسختها العربية حديثًا عن المركز الثقافي العربي، من ترجمة معن عاقل. تدور الرواية حول عشيقان لا يستطيعان أن يلتقي ببعضهما سوى مرة واحدة كل عام، لماذا؟.. هذا ما تخبئه سطور وأحداث رواية "اللحظة الراهنة"، وهو يمضي حياته سعيًا وراءها، وتقضي حياتها تنتظره. تتشابك أحداثالرواية، لتحكي قصة مزيج من الإثارة والتشويق، تتأملٌ في علاقتنا ونظرتنا الخاطئة للزمن، لتنته نهاية مذهلة، بدرس مدهش في الحياة. والرسالة التي تتضمنها الرواية هي: "إنسوا كل ما انقضى... لا تجاروا المستقبل في قلقه...
فالزمن يختصره الحاضر... والزمن يقف عند اللحظة الراهنة". تحكي الرواية عن طبيب الطوارئ "ارثر كويستلو" من- بوسطن- الذي يحصل على ارث من والده عبارة عن فنار- وهو برج قديم تحيطه الرياح والمحيط يختفي فيه جده منذ عقود خلت. ويستلم هذه الهدية على شرط واحد: يجب على "آرثر" ألا يفتح الباب المعدني للقبو، لكن الطبيب ينتهك هذا الشرط ولايلتزم به فيكتشف السر الرهيب للفنار، ويجد نفسه منقادًا إلى رحلة عبر الزمن لمدة 24 عامًا تمنعه من مشاركة الحياة مع "ليزا" المرأة التي يحبها وتعمل ممثلة متدربة. وفي حقيقة الأمر، لن يتمكن العاشقان من اللقاء إلا يومًا واحدًا في العام وهي قاعدة ثابتة ومفروضة لابد من الخضوع لها والالتزام بها رغم قسوتها وهو مايدفعهما إلى خوض سباق محموم في زوايا "نيويورك" للخلاص من تلك الشروط. وفي مدينة نيويورك التي تتسارع التحوّلات فيها باطّراد، يربط "آرثر وليزا" مصيرهما ليتجاوزا الكمائن والفخاخ التي نصبها لهما ألد أعدائهما: الزمن. ومن أجواء الرواية: تحلم "ليزا" أن تصبح ممثلة، وتعمل في حانة في "مانهاتن" لتغطي تكاليف دراستها لفن الدراما. وذات مساء، تتعرف إلى آرثر كوستيلو، طبيب إسعاف شاب تنجذب إليه على الفور، مستعدّة أن تفعل أي شيء وأن تواجه جميع المخاطر من أجله. إلّا أن آرثر ليس رجلاً كسائر الرجال، وسرعان ما يفشي لها بالحقيقة المرعبة التي تمنعه عن حبها: "ما يحدث لي لا يمكن تصوّره، لكنه حقيقي..."
يذكر أن، "غيوم ميسو" ولد عام 1974 في فرنسا، ويعد اليوم واحدًا من أشهر مؤلفيها، وتحتل كتبه قوائم أفضل المبيعات هذه الأيام. دأب ميسو منذ طفولته على قراءة الكتب و المسرحيات، وأصبحت لديه قناعة حقيقية بأنه سوف يكون روائيًا يومًا ما.
غادر "ميسو" بلده إلى الولايات المتحدة في سن التاسعة عشر، وأقام في ولاية نيويورك لعدة أشهر مع بعض المغتربين، معتمدًا على بيع الآيس كريم كوسيلة لاكتساب رزقه! عاد إلى وطنه فرنسا و عقله مليء بأفكار عديدة للروايات.
صدرت أولى رواياته في 2001 ولم تحقق النجاح المطلوب، ثم تتابعت أعماله الناجحة بعد ذلك حتى صار من أشهر مؤلفي فرنسا. ترجمت بعض رواياته إلى أكثر من عشرين لغة، وبلغ إجمالي مبيعات كتبه 1.405.500 نسخة سنة 2013.