فيديو| وصول الرئيس السيسي لمقر الأمم المتحدة: مانديلا رمزا للسلام.. وهذه جهودنا بأفريقيا

السيسي يصل مقر الأمم المتحدة في قمة نيلسون مانديلا

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مقر الأمم المتحدة، لحضور قمة نيلسون مانديلا للسلام. 

 

ويشارك عدد من زعماء ورؤساء الدول فى قمة نيلسون مانديلا للسلام، تكريمًا لجهود الزعيم الإفريقى. يشار إلى أن الرئيس السيسي وصل إلى نيويورك، الجمعة الماضية، للمشاركة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الخامسة منذ توليه السلطة.

 

وبحسب السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي، سيلقي  كلمة في القمة تتضمن تحية للرئيس مانديلا، والتأكيد على أنه رمز للسلام، وأحد الرموز الكبرى في إفريقيا، كما ستتضمن كلمة الرئيس أيضًا بعض مواقف مصر تجاه أفريقيا.

 

وهكذا فرغم أن الموت غيب "نيسلون مانديلا" عن الحياة إلا أنه سيكون اسمه حاضرا، اليوم الاثنين، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يسرد القادة تاريخه ونضاله، وكفاحه من أجل انتزاع حق  المساوة بين البيض والسود في بلاده، حتى أورث شعبه أرضا لا تعرف العنصرية. 

 

 

لهذا تنعقد قمة "نيلسون للسلام"  

وسبق أن اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للثقافة "اليونيسكو" في العاشر من نوفمبر عام 2009 يوم ميلاد نيلسون مانديلا (18 يوليو) يومًا دوليًا لنيلسون مانديلا، يتم إحياؤه كل عامٍ بدءًا من عام 2010 إلى الآن عرفانًا بما أسهمه المناضل الجنوب أفريقي في إرساء قيم السلام والحرية في أفريقيا والعالم.

 

وفي ذكرى مئوية مولده رأت الأمم المتحدة أن تحتفل به بـعقد "قمة نيسلون مانديلا" للسلام، اليوم الاثنين، في نيويورك على هامش أعمال الاجتماع السنوي لجمعيتها العمومية، والتي سيشارك فيها 140 دولة وهيئة دولية، وخصصتها للحديث عن السلم العالمي، كما أنها خصصت القمة تكريما لجمهود "مانديلا" لمكافحة الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية.

 

 

من هو " نيلسون مانديلا؟"  

وهكذا يحتفي العالم بـ"نيلسون مانديلا"، الذي ولد في 18 يوليو  عام 1918، في منطقة ترانسكاي في أفريقيا الجنوبية، وكان والده رئيسا لقبيلة التيمبو، وقد توفى ولايزال "نيلسون" صغيرا، ورغم صغره إلا أنه انتخب مكان والده.

 

بدأ نضال "نيلسون" مبكرا والذي كان سببا في فصله من جامعة "فورت هارت" في مرحلة البكالوريوس، بعد اتهامه بالاشتراك في إضراب طلابي، وهكذا كان يتنقل "نيلسون" من جامعة لأخرى، حتى تابع دراسته بالمراسلة من مدينة جوهانسبورغ، وحصل على الإجازة ثم التحق بجامعة ويتواتر ساند لدراسة الحقوق.

 

ممارسة مهنة المحاماة أتاحت لـ"مانديلا"  فرصة الاطلاع مباشرة على المظالم التي كانت ترتكب ضد أبناء الشعب، وفي الوقت نفسه اطلع على فساد وانحياز الســلطات التنفيذية والقضائية، فهو الذي كان يعتبر أن "المهاتما غاندي" المصدر الأكبر لإلهامه في حياته وفلسفته حول نبذ العنف والمقاومة السلمية ومواجهة المصائب والصعاب بكرامة وكبرياء، فقرر أن يسير على نهجه.

 

كان المجتمع الذي يعيش فيه "مانديلا" يعاني من العديد من الانتهاكات والحرمان، لذا انضم في عام 1942 إلى ىالمجلس الإفريقي القومي، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في جنوب السنغال.

 

وفي غضون سنوات سار "مانديلا" قائدا لحملات المعارضة السياسية، كان في البداية يدعو 

للمقاومة الغير مسلحة ضد سياسات التمييز العنصري، ولكن بعد مجزرة شاربفيل التي راح ضحيتها عدد كبير من الأفارقة عام 1960، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الإفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة.

 

وبعد أن حظرت السلطات العنصرية جميع أنشطة حزب "المجلس الوطني الإفريقي"، اعتقل مانديلا حتى 1961، ولكن بعد الإفراج عنه قاد المقاومة السرية التي كانت تدعو إلى ضرورة التوافق على ميثاق وطني جديد يعطي السود حقوقهم السياسية، وفي العام نفسه أنشأ مانديلا وقاد ما عرف بالجناح العسكري للحزب.

 

قرر "مانديلا" في عام 1962  مغادرة البلاد إلى الجزائر للتدريب العسكري ولترتيب دورات تدريبية لأفراد الجناح العسكري في الحزب.، وعند عودته إلى جنوب إفريقيا في عام 1962 ألقي القبض عليه بتهمة مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، والتحريض على الإضرابات وأعمال العنف.

 

وفي عام 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى فحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

 

ثمن النضال   

قضى "مانديلا" 27 عاما من عمره في غيابات السجون، حتى أصبح النداء بتحريره من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصري، حتى جاء عام 1980 انتشرت فيه رسالة استطاع مانديلا إرسالها للمجلس الإفريقي القومي قال فيها: "إتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري".

 

وفي عام 1985 كانت هناك فرصة أمام "مانديلا" للخروج من السجن، إذ عُرض عليه إطلاق سراحه مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، ولكنه أبى فبقي في السجن حتى 11 فبراير 1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الإفريقي القومي، والضغوطات الدولة عن إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك ويليام دى كليرك الذي أعلن إيقاف الحظر الذي كان مفروضا على المجلس الإفريقي.

 

وتحولت جزيرة "روبن" التي سجن فيها مانديلا إلى مركز للتعليم، وصار هو الرمز في سائر صفوف التربية السياسية التي انتشرت في طول البلاد وعرضها.

 

وبعد خروج "مانديلا" من السجن، أعلن وقف الصراع المسلح، وبدأ سلسلة مفاوضات أدت إلى إقرار دستور جديد في البرلمان في نهاية 1993، معتمداً مبدأ حكم الأكثرية وسامحاً للأفارقة بالتصويت.

 

وحاز نيلسون مانديلا عام 1993 على جائزة نوبل للسلام، بعد أن لعب دورًا محوريًا في تحرير السود من بني وطنه من قيود الفصل العنصري.

 

 

وأجريت أولى الانتخابات الرئاسية في 27 أبريل 1994 وأدت إلى فوز مانديلا، وشغل منصب رئاسة المجلس الإفريقي (من يونيو 1991- إلى ديسمبر 1997)، وأصبح أول رئيس إفريقي لجنوب إفريقيا (من مايو 1994- إلى يونيو 2000).

 

وخلال فترة حكمه شهدت جنوب إفريقيا انتقالا كبيراً من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية، وفي يونيو 2004 قرر نيلسون مانديلا ذو الـ 85 عاما التقاعد وترك الحياة العامة،  بعد أن أصبحت صحته لا تسمح له  بالتحرك والانتقال، كما أنه فضل أن يقضي ما تبقى من عمرة بين عائلته.

 

وفي 2008 أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش قرار شطب اسم مانديلا من على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة.

 

وكان لـ"مانديلا" عدد من الأراء المثيرة للجدل في الغرب مثل أراءه في القضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، وغيرها.

 

وبعد تقاعده في 1999 تابع مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم، وتلقى عددا كبيرا من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم، واختارته الأمم المتحدة في عام 2005 سفيرا للنوايا الحسنة، وظل هكذا بين تكريما واحتفاء حتى وفاته في عام ديسمبر عام 2013 عن عمر يناهز 95 عاما، وكذلك حتى بعد رحيله لايزال يكرمه العالم.

 

 

 

مقالات متعلقة